الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلت لفظا كفريا في صغري، فهل أحاسب عليه؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 25، الحمد لله محافظة على صلاتي.

استشارتي تكمن في كلمة قلتها عندما كنت في صغري كانت من الألفاظ الكفرية (أنا أعبدك)، وكنت وجهتها إلى شخص آخر، ولم أكن أعي ما قلت، أي أنني كنت جاهلة في هذا الأمر، في الحقيقه أجهل السبب الذي جعلني أقولها، ولقد تبت من هذه الكلمة؛ لأنني لازلت أذكرها وما زلت أتوب وأستغفر الله على ما قلت، وقد رأيت مقطعاً يذكر فيه أن من قال لفظا كفريا يعتبر كافراً، فهل هذا صحيح؟ هل أعتبر كافرة على ما قلت؟ لقد بدأت أشكك بنفسي وبعقيدتي.

هل يلزمني شيء أو أن عقيدتي وديني وأعمالي مقبولة عند الله؟ أنا قلقة، وأشعر بالندم فعلاً على هذا، مع أنني لا أتذكر لماذا قلتها، ولأنني لا أعي لها فقد كنت جاهلة فعلاً وصغيرة، وفي كل مرة أتذكر هذا أستغفر وأتوب إليه، هل علي شيء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lolo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.

نشكر لك تواصلك معنا واهتمامك بشأن دينك، ولكن نحذرك من أن تفتحي بابًا للشيطان ليتسلط عليك بالوساوس فإن الوسوسة إذا تسلَّطت عليك نقلتك إلى حالة عظيمة من المشقة والحرج، والشيطان يريد أن يُدخل اليأس والحزن إلى قلب الإنسان المسلم والمرأة المسلمة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فسدّي هذا الباب وأعرضي عنه، ولا تشتغلي به.

وما تلفظت به من الكلمات وإن كانت كلمات كفرية على ما زعمت، فإنها إن كانت في صغرك فإنك لا تؤاخذين بها، ولا تُحاسبين عليها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن التكليف والمحاسبة لا تكون إلَّا إذا بلغ الإنسان، أما قبل البلوغ فلا شيء عليه، وقال عليه الصلاة والسلام: (رفع القلم عن ثلاثة) ومنهم (وعن الصبي حتى يحتلم).

فأنت إذًا في عافية والحمد لله، وإسلامك صحيح، وعباداتك إن شاء الله تعالى مقبولة، فأقبلي على الله سبحانه وتعالى بقلبٍ مفتوح وبصدر منشرح، مطمئنة إلى فضل الله سبحانه وتعالى وعفوه، وهذا لا يعني أيضًا الركون والطمأنينة والاغترار بأن الإنسان أعماله كلها على خير وأنه مقبول عند الله، بل لابد أن يجمع الإنسان بين الخوف من عقاب الله تعالى والطمع في ثواب الله ورجاء كرمه سبحانه، وبذلك ينجو الإنسان المؤمن، فالخوف يمنعه من المعاصي، والطمع في ثواب الله تعالى وحسن الرجاء يدفعه نحو الطاعات ويُرغّبه فيها.

واعلمي - أيتها الكريمة- أن الكلمات الكفرية حتى لو صدرت من الإنسان الكبير ثم تاب عنها وأقلع وندم عمَّا كان فيه وجدَّد إسلامه؛ فإن الله سبحانه وتعالى يتوب عليه مهما كان ذنبه، وقد قال جلَّ شأنه في كتابه الكريم: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم}.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً