الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحق للزوجة أن تزعل من زوجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا متزوجة، وأحب زوجي كثيرا، مشكلتي معه أنه عصبي وسريع الغضب حتى على توافه الأمور، وأيضا كثير السب والشتم واللعن والتقبيح لي ولوالدي حتى أمام الأطفال على كل صغيرة وكبيرة، كما أنه نكدي يحب الخصام والهجر والمقاطعة لأيام وحتى أسابيع، ومع ذلك، في كل مشكلة أحاول أن أكون عاقلة وأعتذر أولا أكثر من مرة، وأكثر من يوم، حتى إن كان هو المخطئ، وقلبي يعتصر ألما وحزنا من معاملته وشتمه وإهاناته، وكلي أمل أن لا يكرر معاملته السيئة وسوء خلقه، لكن للأسف في كل خلاف معاملته تزداد قسوة، وقد قرأت عن الزوجة الصالحة والصبر والتحمل والثواب.

لكنني في الأخير بشر، ولي قلب، وأشعر بالحزن المتراكم، وأتألم، وأرغب بالتعبير عن ضيقي حتى لا يزداد الحقد بقلبي عليه، فهل يحق لي أن أزعل من زوجي؟ وكيف يكون زعل الزوجة بذكاء دون أن يتسبب بمشاكل أكثر؟ وكيف أجعل زوجي يشعر بأنه أوجعني؟ فقد وصل بي الإحساس من كثرة الاعتذار له ولو كان مخطئا، ومع إهاناته لي بأنه لا كرامة لي ولا مكانة أو احترام؟

الأكثر من هذا كنت بالسابق لا أحتمل زعله ليوم واحد دون أن أبذل كل مجهود لإرضائه بسبب حبي له، ولكنه الآن ومع كثرة هجره وعدم قبوله الاعتذار ولفترات طويلة أصبحت غير قادرة على التحمل والعيش بصورة طبيعية كأي يوم رغم حنقه، فقد عودني أنه يحب الخصام الطويل، وأصبح عندي تبلدا أو برودا فلا أتألم كالسابق، رغم أني ما زلت أحاول التكلم معه والتقرب منه، لكن مع شعوري بأنه أوجعني فلا أهتم لزعله وخصامه بنفس القدر سابقا، فهل هذا طبيعي؟ وما الحل؟

أرجو منكم إرشادي بكيفية التعامل معه، ولماذا دائما أشعر أنه لا يحق للزوجات الزعل من أزواجهن؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم فيصل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة وأختنا الكريمة- في موقعك، وأشكر لك الاهتمام، وأحيي حسن عرضك للسؤال، وأسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يقر عينك بصلاح الزوج وتحقق الآمال.

أسعدني إعلانك للمشاعر الإيجابية تجاه زوجك، وأفرحني صبرك وبحثك عن الحلول، وأتمنى أن تثبتي على ما أنت عليه من حرص وتميز وخير.

ونذكرك بأن العلاقة الزوجية من شريعة رب البرية، وعليه فإن إساءة الزوج لا تبيح لك الإساءة، كما أن تقصير الزوجة لا يبيح لزوجها التقصير، حتى لا نضيف الشر إلى الشر، وخير الأزواج عند الله خيرهم لشريكه، فاصبري واحتسبي، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب فإنه سوف ينسى ما يجد من آلام.

نحن بلا شك نرفض ما يحصل من زوجك، ونحب أن ننبهك لما يلي:
1- ننصحك بكثرة اللجوء إلى الله والدعاء لنفسك وله.
2- ننصحك بتفادي ما يثير غضب الزوج.
3 - نتمنى أن تتجنبي مناقشته أمام أطفاله أو عند عودته من العمل، أو في لحظات انزعاجه وانشغاله.
4 - نذكرك بأن كرامتك في طاعتك لربك، ومن يسيء إليك إنما يسيء لنفسه.
5 - ننصحك بعدم السكوت على الإساءة؛ لأن السكوت المستمر هو الذى يوصل إلى الفتور واللامبالاة أو الانفجار، فلا تتركي الملفات مفتوحة كما يقال، ولا تكوني مثل الطبيب الذي يعالج الجرح في الخارج دون أن يهتم بنظافته من الداخل، مع ضرورة اختيار الوقت المناسب للتعبير عن حزنك وتأثرك، ونتمنى أن تتفهمي طريقة الرجال في الاعتذار، فإن الرجل إذا أخطأ قد يسأل عن الطفل الصغير، وهذا يعتبر اعتذارا، وقد يسأل هل تحتاجون لشيء، وهذا أيضا لون من الاعتذار، فافهمي ذلك، وقولي له في لحظات أنس وهدوء أنا أحبك يا زوجي ولكن خاطري مكسور، ومتألمة لما حصل في يوم كذا، عندها سيقول سامحيني واعذريني، ويتأسف، وتكون الزوجة قد أخرجت ما في نفسها حتى لا يحصل تراكم، وتتحول المواقف إلى كره وحقد لن يفرح به سوى عدونا الشيطان.

6- استمري في التواصل مع موقعك، ونتمنى أن تتمكني من إقناع زوجك ليخرج لنا ما عنده، ويتواصل معنا حتى يسمع من إخوانه الرجال.

7 - لا تحاولي إطالة أمد الخصام، وتذكري أن التوجيه النبوي للمرأة المتميزة هو: أن تأتي لزوجها حتى لو كان هو المخطئ، وتضع يدها في يده، وتقول لا أذوق غمضا ولا أكتحل بنوم حتى ترضى.

8 تذكري أن ما بينك وبين زوجك أكبر من كلمة تقال أو تصرف في غير محله في لحظة غضب، وحاولي تذكر إيجابياته كلما ذكرك الشيطان بنفوره وسلبياته، وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه.

واسمحي لي على تحميلك كثير من المسؤوليات رغم وضوح التقصير من الطرف الآخر، وذلك لأنك من تواصلت وطلبت النصح، وقد شجعني تميزك وحرصك على الخير على استدامة ما عندك من المكارم.

حفظك الله وأيدك وسدد على طريق الخير خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً