الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالتي تترنح بين الاكتئاب والشعور بطاقة مرتفعة ونشاط، فهل الأمر طبيعي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 23 سنة، كنت أعاني من فكرة أني مراقبة، وأن هناك كاميرات في غرفتي وفي دورات المياه، ودائما أفتش الأماكن.

وأيضا كنت أفكر أن رائحتي كريهة، والناس تشم مني ذلك، وكلما رأيتهم يتحدثون، ظننت أني محور حديثهم.

وأيضا في فترة أصبت بنشاط غير طبيعي، وكانت فترة اختبارات، فصرت مجتهدة جدا، مع العلم أني لست كذلك، ونومي قليل بل منعدم، وتمر أيام لا أنام، وأحس بالضيق والكدر والبكاء أحيانا.

ظللت أسبوعا على هذا الحال، وبعدها جائتني نوبات هلع، وصرت أتردد على المستشفى، وكانت الفحوصات جيدة، وأخبروني أن السبب نفسي، ودخلت بعدها في حالة اكتئاب شديد، وهلاوس سمعية، عبارة عن نداء وأصوات داخل رأسي، وكذلك أشم رائحة حريق، وأرى خيالات.

راجعت الطبيب، وشخص حالتي باكتئاب ذهاني، وأخذت سيبرالكس، وتحسن مزاجي لمدة أربعة أيام، وبعده استيقظت لأجد في نفسي شعورا بالضيق والإحساس بالموت، ودخلت في حالة اكتئاب مرة أخرى وفقدان الطاقة.

حالتي بين الاكتئاب وبين مزاج مرتفع نوعا ما، مثل: نشاط عقلي، تفاؤل مفرط، خطط وأفكار، رغبة جنسية، الميل للصرف والمزاح، الجرأة في اللبس، أو الكلام بعض الأحيان والاندفاع، الثقة بالنفس، وكل ذلك لمدة أسبوع أو أسبوعين، ثم يأتيني خوف غير مبرر وقلق أن أصاب بمرض كمرض العضال، فتنتكس حالتي لاكتئاب وخمول والتفكير بالانتحار، فما تشخيص حالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Shoah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن خلال استشارتك ووصفك الدقيق لما عانيت منه من أعراض فالأرجح أنك تُعانين من اضطراب وجداني ثنائي القطبية من الدرجة الثانية، وعندما نقول من الدرجة الثانية هذا النوع من الاضطراب الوجداني عادةً يأتي في شكل نوبات اكتئاب متكررة، وتكثر فيه الأعراض الذهانية في الاكتئاب، تُصاحب دائمًا الاكتئاب أعراض ذهانية، مثلما حدث لك، وتكون معه نوبة هوس خفيفة، ولو كانت مرة واحدة لا تتعدَّى الأسبوع، وهذا ما حصل معك أيضًا - أختي الكريمة -.

فإذًا يصير هذا النوع من الاكتئاب هو اضطراب وجداني من الدرجة الثانية، وليس من الدرجة الأولى، الاضطراب الوجداني من الدرجة الأولى، والذي تكون فيه نوبة هوس واضحة، تمتدّ لفترة من الوقت، وقد تُصاحبه نوبات اكتئاب، وقد لا تُصاحبه، ولكن الاضطراب الوجداني الذي يأتي في المقام الأول في شكل نوبات اكتئابية ومعه نوبة هوس خفيفة، فهذا يُسمَّى الاضطراب الوجداني من الدرجة الثانية.

وعلاجه - يا أختي الكريمة - بمثبتات المزاج أيضًا، وقد يحتاج الشخص إلى مضاد للاكتئاب، ولكن أهم شيء هو مثبتات المزاج، بدون مثبتات المزاج لا تختفي الأعراض، وقد تحتاجين للاستمرار في مثبتات المزاج لفترة من الوقت حتى تكون لك وقاية من عدم عودة حالة الاكتئاب أو الهوس الخفيف، كما اتضح من استشارتك.

ويجب أن يتم كل هذا تحت إشراف طبيب نفسي - أختي الكريمة - فمثل هذه الأمراض لا يمكن علاجها من خلال هذه الاستشارات الإلكترونية، نحن نُطلق أشياء عامة بناء على ما ذكرتيه، ولكن المهم هو في هذه الأمراض التشخيص من خلال اللقاء المباشر مع الطبيب وكشف الحالة العقلية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً