الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالنقص بعد رفضي وقبول أخواتي وقريباتي في الجامعة، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم.

تخرجت من الثانوية ولم يتم قبولي في الجامعة، والغريب أن كل أخواتي وأقاربي تم قبلوهم، وهذا الأمر يؤلمني كثيرا، أشعر بأني أنقص منهم، إضافة أن الشيطان يوسوس لي أن الله لا يحبني!

دائما أكون أنقص ممن حولي حتى بالشكل، واستشرت أخصائية اجتماعية واقترحت علي أن أطبخ وأبيع طبخي على محلات تجارية تقوم ببيعه وتعطيني أرباحه، لكن المشكلة أن احتياجات الطبخ تتطلب مبلغا ماليا أكثر من الربح، وهذا الأمر تركني أتراجع، خصوصا أن أهلي لا يدعمونني على الإطلاق، وأنا فاقدة ثقتي بنفسي، ولا أعتمد على نفسي، وأفشل بكل شيء، إضافة أن أهلي يرفضون أن أشتغل محاسبة ويقولون نعطيك مالا قليلا مقابل عدم الخروج للعمل والجلوس في البيت، وأن لا أخطو ولا خطوة خارج البيت إلى أن يتم قبولي في الجامعة ولو بعد سنوات.

أنا فقدت تركيزي ولم أعد أعرف ما أفعل في مستقبلي الضائع!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عدم ثقتك بنفسك والتفكير السلبي عن موقف الآخرين منك جعلك تشعرين بالفشل والنقص، وأول خطوة في علاج المشكلة هي: بناء ثقتك بنفسك، وتغيير نمط التفكير لديك، فالتغيير يبدأ من داخل النفس، قال سبحانه: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم﴾ ولا تستسلمي للفشل والخواطر السلبية، بل استفيدي من كل تجربة لم تنجح، وابحثي عن سبب فشلها حتى لا تتكرر، وكرري المحاولة في مشاريع أخرى حتى تنجحي!

وبخصوص عدم قبولك في الجامعة وقبول غيرك، فهذا قدر من الله، ولا يجوز لك التسخط على ذلك القدر إذا كنت قد بذلت الأسباب في تحقيقه ولم يتحقق، بل عليك بالرضا بما قسم الله لك من الأقدار، وعدم قياس نفسك على أقدار الآخرين، فلكل شخص قدره الخاص به.

ورفض أهلك لعملك محاسبة قد يكون هو الصواب، ودافعهم في ذلك حرصهم عليك، وخوفهم على أذيتك أو تعرضك لمكروه، أو لأنهم يحتاجون إليك وغيرها من الأسباب، وليس كرها لك، فأحسني الظن بهم وتعاملي مع توجيهاتهم بإيجابية.

كما ننصحك لتطوير ذاتك بالقراءة كثيرا في كتب بناء الذات وتطوير القدرات أو حضور دورات آمنة في هذا المجال، حتى تنمي قدراتك وتتخلصي من التفكير السلبي وتستفيدي مهارات جديدة في الحياة.

كما ننصحك بالبحث عن رفقة صالحة من الأخوات في مراكز تحفيظ القرآن الكريم في الحي والاندماج معهن في برامج تطويرية، والتخلص من الانطواء والانزواء في البيت، وستشعرين بالتجديد والتغيير، ويمكن أن تقبلي في الجامعة، أو توفقي إلى زوج صالح من خلال هؤلاء الأخوات ويتغير نمط حياتك معه نحو الأفضل.

ولا تنسي التعلق بالله، والدعاء والتضرع إليه، فإن التوفيق والنجاح بيده سبحانه، وكلما كان الإنسان أكثر عبودية وتوكلا على الله، يسر الله له أمره وجعل له من كل عسر يسرا، ورزقه من حيث لا بحتسب، فثقي بالله، واعتمدي عليه، وأصلحي علاقتك به ولن يضيعك الله.

أسأل الله أن يصلح حالك ويوفقك لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً