الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يسيء معاملتي ويحرض أولادي وأهله على إهانتي!

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة أبلغ من العمر ٢٩ عاما، على قدر جيد من العلم والجمال، متزوجة منذ ١٠ سنوات، لدي أطفال، وزوجي يكبرني بأحد عشر عاما.

تزوجت ولدي من العمر ١٩ عاما، وأكملت دراستي الجامعية وعملت موظفة، وبفضل الله ثم بكفاءتي ترقيت في وظيفتي، واكتسبت حب واحترام من هم في محيط عملي، كل ذلك وأنا ربة منزل، وأم لثلاثة أطفال بدون خادمة أو مساعدة أقارب.

مشكلتي هي في معاملة زوجي لي: كان في بدء حياتنا لطيفا, ثم ساءت معاملته لي، فهو الآن لا يتوانى عن إهانتي واحتقاري، وتجاهلي لأتفه الأسباب، يتلفظ بأقسى الألفاظ وأبشعها، ولا يخلو من الضرب والإيذاء، لا يجد لي عذرا في أي شيء، بل ويطلق العنان لمخيلته لتحليل تصرفاتي بسوء ظن، أقل الألفاظ أنه ينعتني بالجهل والغباء، ويرى فيَ كل قبيح، ولا أذكر أنه في يوم ما شكرني، أو أبدى إعجابه بأي عمل أقوم به، حتى أنه بدأ بتوجيه أولادي وأهله لإهانتي.

حياتنا صمت مطبق، لا يتكلم معي بأي شيء أبدا، إلا إن أراد السؤال عن أمر ما، أو إطلاق الأوامر، مع العلم أنه اجتماعي جدا مع الآخرين.

كل ذلك وأنا لا أبوح بما في بيتي لأحد، أهلي، وأهل زوجي لن يكونوا بالحياد، وعموما زوجي لا يردعه أحد، مع العلم أنه لا يبخل بشيء علي، ولا على أطفالي.

لا أعلم ما هو سؤالي، فأنا على وشك فقدان صوابي، فقط أريد حلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محمد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنسأل الله أن يربط على قلبك، ويرزقك الصبر، ويصلح لك زوجك، واعلمي -وفقك الله- أن المشكلات الزوجية تحل غالبا بالحوار والتفاهم بين الزوجين، في وقت هدوء النفس لدى الطرفين، ومشكلتك مع زوجك تحتاج إلى معرفة السبب طالما أنه كان في بداية الزواج لطيفا معك ثم تغير، فعليك أن تبحثي عن أسباب تغيره إما بالحوار الهادىء معه، ومصارحته بالسؤال عن سبب ذلك في الوقت المناسب، والأسلوب الهادىء، أو من خلال التفتيش في علاقتك، وتعاملك معه، فقد يكون التقصير منك نحوه، أو أن تعاملك غير الجيد معه دفعه لهذا التصرف معك، أو ربما هناك فارق ثقافي بينك وبينه أدى إلى ذلك، فأنت ذكرت أنك ترقيت في وظيفتك واكتسبت حب من هم في محيطك، فهل حصل أن تبجحت ومدحت نفسك بذلك أمام زوجك؟ فبعض النساء تغفل هذا الأمر الخطير، فتتعالى على زوجها الذي ربما يكون أقل منها وظيفة أو راتبا، فتمدح نفسها فيما يخص عملها، وتذكر ثناء الناس عليها، وكأنها تقول لزوجها أنا أحسن منك. هذا ليس اتهاما لك، لكنه عامل مهم بسببه يتغير الأزواج على زوجاتهم، فالرجل لا يحب المرأة التي تظهر نفسها على أنها أفضل منه.

فإن تعذر عليك الوصول لمعرفة السبب سواء منه، أو منك، فيمكن أن تختاري شخصا ثقة يعرفه ليحاوره، ويناقشه بطريقة غير مباشرة، ويستخرج لك سبب تغيره عليك، وإذا تبين لك سبب التغير، فيمكن معالجته سواء كان السبب منك أو منه، فإن لم يوجد سبب مادي واضح لهذا التغير في طبيعة زوجك، فاحتمال يكون تعرض لعين خبيثة، أو سحر أثر عليه، وجعله يتصرف معك بهذا الأسلوب بدون إرادته، وتأكيد هذا الأمر يحتاج إلى تشخيص من قبل راق ثقة، يرقي عليه عدة مرات، وينظر في آثار الرقية عليه؛ فان وجد لديه أي أعراض للعين أو السحر عالجها بجلسات متعددة معه، حتى تذهب آثارها منه.

وفي كل الأحوال نوصيك بالصبر والتحمل، وتنويع أساليب التاثير عليه، واستخدام عاطفتك ومشاعرك الطيبة في التأثير عليه، كما ننصحك بعدم التعامل معه بردود الفعل، بل امتصي مواقفه السلبية نحوك بمواقف أخرى إيجابية منك نحوه، وأشعريه بالحب والحنان والاهتمام، ولبي له طلباته بكل أريحية؛ حتى يشعر أنك تحبينه فعلا، وسوف يبادلك نفس الشعور قريبا -إن شاء الله-.

وتصرفك في عدم إبلاغ أهلك وأهله بمشاكلكما تصرف جيد، فاستمري عليه، وطالما زوجك لا يبخل عليك ولا على أطفاله بشيء؛ فهذا دليل على أنه يحبكم، وتصرفاته الأخرى ربما تكون لها أسباب، فلا بد من البحث عنه وحلها.

ووصفك لحال زوجك أنه لا يردعه أحد، بمعنى لديه عناد، ومن وصفه كذلك، فإن أحسن الطرق للتعامل معه هو: الاحترام والتقدير له والمشاعر الطيبة نحوه، وإحراجه بحسن التعامل معه، وهذا ممكن وسهل عليك تطبيقه؛ فاستشارتك تدل على اتصافك بالذكاء والفطنة والهدوء، والتعقل في معالجة الأمور، وأتوقع أن لديك القدرة على احتواء زوجك، ورده إلى سالف عهده معك -باذن الله-.

أسأل الله العظيم أن يصلح حالكما، ويوففكما لما بحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً