الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تناولت الفافرين للوسواس فسبب لي أرقا وقلقا!

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة بعمر 21 سنة، أعاني من الوسواس القهري، واستعنت بالله وتوكلت عليه ثم قررت أن أبدأ بالأدوية النفسية التي كتبها لي الطبيب النفسي الذي زرته، وذلك لأني أعاني من الوسواس القهري ونوع Pure o، حيث يكون على شكل أفكار فقط دون القيام بأعمال وسواسية كالغسيل والتنظيف.

الدكتور كتب لي دواء فافارين 100 مجم بعد الطعام كل يوم لمدة 4 أيام ثم مرة بعد الطعام ومرة قبل النوم، وكتب لي دواء من عائلة BDZ قصير المفعول مرة واحدة مساء، وسمعت أنه يؤدي لإدمان وآثار جانبية أخرى، وتناولت جرعتين من الفافرين ليومين، وأهملت البنزوديازبين، وذلك خوفاً من آثاره الجانبية أولاً، ولأنه لدي امتحانات، وسيجعلني أنام ثانياً.

هل أستمر بتناول فافرين دون الحاجة إلى BDZ أم أنه ضروري؟ وإن كان ضرورياً هل أبدأ بتناوله بدءاً من الجرعة القادمة؟!

علما أني أعاني من الأرق بسبب الفافرين، وبدأ يسبب لي القلق، وزيادة في نبضات القلب وغيرها من الآثار، فهل التفاعل مع الفافرين ممكن يؤدي إلى متلازمة السيروتونين؟!

هل 200مجم من فافرين ممكن تعمل متلازمة سيريتون؟، وهل خضوعي لحمية غذائية صحية وتجنبي للأكل الغني بالسعرات وتجنبي لأكل الكثير سيكون فعالاً في تجنب أثر زيادة الوزن المرافق للأدوية النفسية؟!

هل يقوم الدواء النفسي بزيادة الوزن بصورة مباشرة أم ذلك عن طريق فتح الشهية فقط؟ وهل تعاطيه لا يؤثر بحد ذاته في الوزن؟

أرجو الإفادة. جزاكم الله خير الجزاء، ودمتم برعاية الرحمن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساجدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أحسنت بذهابك إلى الطبيب، والفافرين الذي وصفه لك الطبيب دواء رائع جدًّا وممتاز في علاج الوساوس القهرية، خاصة الوساوس الفكرية.

والقلق الذي حدث لك من الفافرين هذا نادرًا ما يحدث، وفي حالة حدوثه لا يستمر أكثر من أسبوع إلى عشرة أيام، فاستمري على الدواء بنفس الكيفية التي وصفها لك الطبيب، أي مائة مليجرام، ثم بعد ذلك تُرفع إلى مائتي مليجرام، وإن أردت أن تتناوليها كجرعة مسائية واحدة هذا ربما يُحسِّنُ النوم لديك.

الفعالية الحقيقية للفافرين تبدأ بعد ثلاثة إلى أربعة أسابيع، فأرجو أن تحرصي على تناول الجرعات بانتظام حتى يتم البناء الكيميائي الصحيح.

أما بالنسبة لعقار البنزوديزبين الذي كتبه لك الطبيب: فهذه الأدوية بجرعاتٍ صغيرة ولمدة قصيرة لا تؤدي إلى الإدمان أبدًا، وأنا أرى أنه من المستحسن أن تتناولي جرعة واحدة مساءً لمدة أسبوع مثلاً ثم تتوقفي عن تناوله. أنت لم توضحي لي اسم الدواء الذي وصفه لك الطبيب، أتمنى أن يكون الـ (البرازولام)، لأنه جيد، وبجرعة ربع مليجرام مثلاً ليلاً لمدة أسبوع إلى أسبوعين ليس منه أي خطورة.

الجمع بين الفافرين والبنزوديزبين لا يؤدي أبدًا إلى متلازمة السيروتونين، لأن الفعالية والتمثيل الأيضي للدواءين يختلف تمامًا، وليس هنالك أي نوع من التوافق أو التواؤم أو التعزيز لإفراز السيروتونين.

لا بد أن تستصحبي العلاج الدوائي بالعلاج السلوكي، فهذا مهمٌّ جدًّا، وسوف يفيدك إن شاء الله تعالى.

الفافرين غالبًا لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، أو حتى إن حدثت الزيادة لن تكون كبيرة، وباتخاذك التحوطات العادية من حيث تنظيم الأكل وممارسة شيء من الرياضة أعتقد أن الوزن لن يزيد عندك أبدًا.

الأدوية التي تؤدي إلى زيادة الوزن –وأقصد بذلك الأدوية النفسية– يكون ذلك من خلال زيادة الشهية نحو الطعام، وبعض الناس تحدث لهم شراهة نحو الحلويات، وهذا قطعًا هو الذي يؤدي إلى زيادة الوزن، وليس نتيجة لتجمُّع السوائل في الجسم كما يعتقد بعض الناس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً