الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج نوبات القلق الناتج عن التشاؤم عن المستقبل

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم، أما بعد: فسأروي لكم حالتي قبل مرضي لعله يفيدكم في مرضي؛ فأنا طالب جامعي، تحصلت على شهادة الثانوية 2004 وفي شهر نوفمبر توجهت إلى مقاعد الدراسة، فواجهتني بعض المشاكل وهي أنني لم أتحصل على الإقامة الجامعية فكنت أقيم لدى زملائي وأيضاً كنت دائماً أسعى لأتحصل على الإقامة ولكن دون جدوى.

وفي بداية شهر (يناير) كنت قلقاً على بعض المشاكل ولكنني تجاوزت ذلك القلق، وفي منتصف شهر يناير، وفي نهاية الأسبوع كالعادة ذهبت إلى بيتنا، وعند الصباح توجهت إلى العمل وهو جني الزيتون وعند بدايتي في العمل كنت خائفاً نوعاً ما؛ لأن الشجرة كانت عالية ولكني واصلت العمل، وعند منتصف النهار ذهبت لأتناول الغذاء وللاستراحة.

وبداية المرض عند خروجي من المنزل متوجهاً إلى العمل شعرت فجأة أنني لست بخير وأصابني القلق حوالي 3 ساعات، وبعد ذلك كنت أشعر دائماً أنني لست بخير ولم أفهم أي شيء ففقدت السيطرة على نفسي وكنت أعيش في المخاوف وحالتي تزداد سوءاً، وذلك حوالي 3 أشهر، فكنت دائماً أهرب على ما أصابني، وشعرت أن الدنيا قد انتهت فلا مجال للتفاؤل.

أما بعد ذلك قررت أن أواجه حالتي هذه ونزعت الخوف، فذهبت لأفسر ما أصابني واستصغرت المرض وقلت: الآن أنا بخير، ولكن وجدت نفسي أتيه في التفكير على ما أصابني وحاولت أن أتجاوز هذا التفكير وقلت: الآن أنا بخير، ولكن وجدت نفسي أمام بعض من الأفكار مثل لماذا دائماً أنظر فيما يحدث في نفسي؟ فأنا تعبت من هذه الحالة؛ فأصبحت أخاف من أن أمرض بمرض عقلي من التفكير وحيرتي في كيفية تجاوز هذا المرض.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Haddoche حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

في الحقيقة ما أصابك من حالة نفسية هو ما يُعرف بنوبات الهرع، وهي كما وصفتها نوبة حادة من القلق والتشاؤم، تستمر من دقائق إلى عدة ساعات، وبعد هذه النوبات يكون الإنسان فعلاً متخوفاً من النوبات المستقبلية، مما يجعله يعيش في حلقة مفرغة، حيث أن الخوف من الخوف إلى الخوف يؤدي إلى الخوف.

الحالة يمكن علاجها الآن بواسطة الأدوية الجديدة الفعالة، وأفضل دواء يُعرف باسم (سبرالكس) وجرعة البداية هي 10 ملغم ليلاً (حبة واحدة) لمدة شهرين، ثم ترفع الجرعة إلى 20 ملغم ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى 10 ملغم ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى 5 ملغم لمدة شهرين.

من الأشياء التي ستكون مفيدة لك أيضاً هي ممارسة تمارين الاسترخاء العضلي، وتمارين التنفس (يمكنك الحصول على أحد الكتيبات أو الأشرطة من إحدى المكتبات، والتي توضح كيفية القيام بهذه التمارين).

لقد وُجد أن الرياضة مُفيدة جداً في اختفاء أعراض الخوف والقلق، وفوق ذلك أيضاً أنت بحاجة إلى محاولة بعث الطمأنينة في نفسك والتفاؤل مع التفكير الإيجابي، وسوف تجد -بإذن الله تعالى- أن حياتك أصبحت مطمئنة وبلا خوف.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً