الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ألم أسفل ظهري يمتد إلى ساقي

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع الرائع الذي استفدت منه كثيراً.

مشكلتي أني لا أثق نهائياً بالطب في بلدي، ودائماً أعالج نفسي بالوصفات الطبيعية، وأداوم على الثوم والعسل، ولكني عجزت عن حل مشكلتي.

رفضت الذهاب للطبيب لسببين، أنه ربما لن يعالجني بشكل جيد، وسيزيد الأمر سوءًا، والسبب الآخر أني أستحيي من الحديث في مشكلتي، أنا فتاة غير متزوجة، وبعمر سبع وعشرين سنة،.

مشكلتي هي ألم في أسفل الظهر، اعتقدت أنه القولون، وذلك بسبب مشاكلي الدائمة مع القولون، أصاب بالإمساك في فترات متقطعة، بداية الألم كانت قبل أسبوعين، حيث كنت أعاني من الانتفاخ والمغص بشكل أزعجني كثيراً، فقررت تنظيف المعدة بالملح الانقليزي، وفعلاً نجح الأمر، واستمر المغص والإسهال لمدة ثلاثة أيام بعد الملح الانقليزي.

شعرت بعدها بتحسن، كنت أشرب الماء بكثرة خلال هذه الفترة، مع ذلك ربما أني لم أشرب ما فيه الكفاية، فبعد ذلك أصبت بإمساك شديد لا يوجد أي ألم في بطني ولا غازات، الألم فقط في أسفل ظهري، ولا أشعر بأي رغبة بدخول الحمام، ولكني أشعر بأن الفضلات تتراكم في منطقة ما أسفل ظهري، لا أعرف اسمها.

بعد هذه المشكلة بأسبوع قررت أن أبحث عن أدوية لعلاج القولون، وقرأت في موقعكم عن duspatalin وdogmatil واستمريت عليهما حتى أنهيت شريطاً من كل واحد، ولم تتحسن حالة ظهري، ولكن تحسنت حالتي النفسية، فأنا مصابة بالاكتئاب منذ ثلاث سنوات، ويأتيني على شكل متقطع، وهو السبب الرئيسي في كل ما أعانيه من مشاكل جسدية، ولم يسبق أن تناولت أي دواء، وللتخفيف منه أعتمد على الأدعية والصلاة والقرآن.

لأن حالتي لم تتحسن قررت أن ألجأ إلى الملينات لأول مرة في حياتي، واستخدمت bisacdyl 5 mg استخدمته ونجح الأمر، وشعرت بتحسن وخف ألم ظهري.

ألم الظهر امتد إلى ساقي، وبعد شرب الملين تحسنت حالتي واختفى ألم ساقي، وبعدها عاد الإمساك وألم الظهر من جديد.

قمت ببعض الرياضة وشربت قهوة، أعددتها بنفسي، واستخدمت فيها الزنجبيل وحبوب الشمار واليانسون والقرفة، وفعلاً بدأت أشعر بتحسن، وخرجت كمية قليلة من البراز.

لا زلت أشعر أن هناك فضلات متجمعة، فتناولت الملين للمرة الثانية مرغمة، وقررت أن أبدأ بالصيام من اليوم حتى أخفف من كمية الطعام الداخلة لجسمي حتى أجد حلاً لمشكلتي، وخائفة من ألم أسفل ظهري أن تصبح مشكلة كبيرة، وصعب جداً أن أذهب للطبيب، ويستحيل أن أجعل أحداً يكشف علي.

أرجو مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ربا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن السهل حل المعاناة مع الإمساك من خلال تغيير نمط الغذاء، والإكثار من السوائل والألياف الطبيعية؛ لأن القولون يحتاج إلى الكثير من الماء والألياف لكي يصبح البراز ليناً مع التخلص من الغازات والانتفاخ والشعور بالامتلاء.

يمكن الحصول على السوائل من خلال الإكثار من شرب الماء، وتناول فاكهة وعصير الخوخ والتين والبرتقال، والإكثار من تناول الخضروات المطبوخة كالكوسة والملوخية والبامية وسلطات الأعشاب الخضراء، مثل الخس والشبت والبقدونس والإكثار من زيت الزيتون مع الأجبان والسلطات أو حتى شوربة على الريق صباحاً.

يمكن الحصول على الألياف من خلال تناول الحبوب مثل شوربة الشوفان وجريش القمح والبرغل، والقمح النابت، والأرز البني على أن يكون ذلك نظاماً غذائياً مستمراً، مع الحاجة إلى تناول أقراص الخميرة قبل الوجبات للمساعدة على الهضم، لاحتوائها على بعض الخمائر، وتناول عصير اللحاء الداخلي لنبات الصبار غاية في الروعة في علاج الإمساك عند خفقه في الخلاط مع القليل من العسل والليمون وأوراق النعناع الطازجة، مع الإقلال قدر الإمكان من شرب الشاي والقهوة، لاحتوائها على مواد تؤدي إلى الإمساك.

للتخلص من الغازات والشعور بالامتلاء يمكن تناول مشروب ساخن من خليط مكون من مطحون الكمون والشمر والينسون، والكراوية والهيل وإكليل الجبل والقرفة والنعناع، ويمكن إضافة مكونات الخليط إلى السلطات والخضار المطبوخ، وهذا يساعد كثيراً في التخلص من الغازات والانتفاخ والمغص، إن شاء الله.

الشعور بالاكتئاب وأمراض العصاب عموماً مثل الخوف المرضي والقلق والتوتر بسبب اضطراب في هرمون سيروتونين في الجهاز العصبي، وعند ضبط مستوى ذلك الهرمون يتم علاج تلك الأمراض، وهناك الكثير من الأدوية التي تساعد في ضبط مستوى ذلك الهرمون، ولكن من أفضلها تناول حبوب escitalopram أو (Cipralex) ويتم تناول جرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 6 شهور إلى عام كامل، ثم العودة إلى جرعة 10 مج لمدة شهر، ثم التوقف عن تناوله، وسوف يمن الله عليك بالشفاء، ولكن من الأفضل المتابعة مع الطبيب النفسي.

علماً أن مفعول الدواء يبدأ في الظهور بعد 15 يوماً من تناول الدواء، فعليك الصبر على ذلك، مع ضرورة أخذ حقنة فيتامين د جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعياً، لمدة 12 أسبوعا، مع شرب المزيد من الحليب، وتناول حبوب كالسيوم 300 مج مرتين في اليوم لمدة شهرين على الأقل صباحاً ومساءً.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً