الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف أن يغضب الله علي بسبب وساوسي العجيبة.. ساعدوني

السؤال

التزمت بالصلاة وقيام الليل، وقربت من ربنا كثيرا، لكن أصبحت تأتيني وساوس فكرية في العقيدة، وعن ربنا، وأحاول عدم الالتفات لها، ولكنها تزداد كل يوم أكثر وأكثر، ودائما أدعو الله، وأبكي ولكن ما زلت مثل أنا وأخاف أن يكون الله غضب علي؛ لأنها أفكار سيئة جداً لأبعد الحدود.

أعلم أن الله تجاوز عنا ما حدثنا أنفسنا ما دمنا لم نعمل أو نتكلم، ولكن أريد أن أتخلص من هذه الوساوس؛ لأنه أصبح لدى أيضا وسواس الموت، وأخاف أن يغضب الله علي، ولا أقدر أن أعيش حياتي.

دائماً أشعر بالخوف، وأبكي من الأفكار التي تأتيني، وأخاف أن أموت، وأكون بسبب هذا التفكير كافرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أختنا الكريمة- ورداً على استشارتك أقول:
فما أكثر من تأتيهم الوساوس، ولكن الله يوفق من يشاء من عباده لتجاهلها، فقد حصل ذلك لخيرة هذه الأمة بعد نبيها عليه الصلاة والسلام، وأتوا يشكون ذلك فأمرهم عليه الصلاة والسلام ألا يلتفتوا لها ولا يتحاورا معها، وليقطعوا تلك الخواطر والوساوس بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.

لا شك أن من رحمة الله بنا أنه سبحانه تجاوز عما تحدث به أنفسنا ما لم تعمل أو نتكلم يقول عليه الصلاة والسلام: (إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم).

إن ضعف الإنسان أمام الشيطان فأصغى أو استرسل أو حاور تلك الوساوس فإن ذلك يعد مؤشر انهزام ذلك الإنسان، وبدأ الشيطان ينقله من حال إلى حال، فلا تضعفي ولا تستسلمي مهما كانت شناعة تلك الوساوس، فاقطعيها فور ورودها، وإن كنت في الصلاة فانفثي ثلاث مرات عن يسارك، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم.

الشيطان جاثم على قلب ابن آدم يريد إغواءه ويريد منه أن يترك عبادة الله، فإن ذكر العبد ربه خنس الشيطان، وإن غفل وسوس، هكذا قال ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنه.

الخوف من الموت نوع من الوسواس، فلا تلتفي له كذلك، وكوني متوكلة على الله تعالى، فالموت حق وكلنا سنموت، ولا تستسلمي للشيطان الرجيم، واعزمي على أن تنتصري عليه.

أنت مأجورة على مدافعتك للوساوس، وأنت في جهاد فكيف يغضب الله عليك وإنما يغضب الله على من يستسلم للشيطان ويتبعه.

أكثري من الاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم، ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجاً) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك، ويغفر ذنبك).

أكثري من تلاوة القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

ثقي صلتك بالله تعالى، وأكثري من العمل الصالح، فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة يقول تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ومن الحياة الطيبة أن يبعد الله عنك ما يكدرها ومن ذلك الوساوس.

نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى أن يصرف عنك الشيطان ووساوسه، إنه على كل شيء قدير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • عمان bader

    اختي الفاضلة انصحك بقراءة الكتب الخاصة بالعقيدة وهي كثيرة و متوفرة ع الانترنت..لا يقضى على الوسواس الا بالعلم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً