الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شخصيتي قلقة أسرع في الكلام وأشعر برعشة عند الدخول في المجالس!

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 26 سنة، أعاني من الوسواس القهري في الصلاة والوضوء، ولدي صفات الشخصية القلقة، ولم أتعالج -للأسف-، وأعاني من عدة مشاكل.

أنا واثقة من نفسي رغم أنني ليس لدي صديقات، ولكن لدي زميلات علاقتي سطحية معهم، ولي حضور عند مجتمعي وأسرتي، لدرجة أن والدي ووالدتي يكلفونني باستقبال الضيوف، وأمور الخادمة، والسائق، وإجراءات الإقامة، وتنظيم السفر كاملا لعائلتي، والتواصل مع المرشد والمكاتب، وفي أيام الجامعة كنت القائدة في الكثير من المشاريع التي تتطلب التواصل مع الطلاب والمدرسين، وأرافق أمي وإخوتي في المستشفى، لكنني أعاني من المشاكل التالية:

المشكلة الأولى: السرعة في الكلام: أعاني منها كثيرا، لدرجة أنني أحيانا أقول جملا غير مفهومة، فدائما يطلب مني إعادة كلامي، رغم أنني كثيرة القراءة للكتب، وأحضر دورات تطويرية كثيرة، وفي داخلي أفكار جميلة أحاول التحدث بها، لكنني أشعر أنها غير مترابطة، وأحيانا يشعر الآخرون بالملل من محاولتي لتوصيل الفكرة، فأسرع أكثر لكي أنهي حديثي.

لا أقصد الثرثرة، بل غالبا أكون مستمعة، ولا أقاطع أحدا، وكلامي قليل، حاولت أن أكون بطيئة، لكنني أنسى أفكاري، على الرغم أن أهلي وقريباتي ووالديّ يحبون الحديث معي، ويشاورونني بالكثير من الأمور، فما تفسير ذلك؟

مشكلتي الثانية: عند لقائي بأحد أعرفه، أو عندما أدخل لمجلس معين لكي أسلم على أصحابه، أشعر برعشة بسيطة بيدي، على الرغم أنني لا أعاني من الرهاب، وهذا الشعور يستمر فقط للحظات، ولا أعاني من احمرار الوجه، وأتحدث مع الجميع، وأقدم الضيافة، وأنظر لعيون الأشخاص، فما سبب تلك الرعشة؟

مشكلتي الثالثة: لدي إخوة، وأنا من بيت محافظ، وأدرس في جامعه غير مختلطة، فعندما أقابل أقاربي الذكور، أو أذهب لطبيب أشعر بخوف بسيط، يستمر لثوان فقط، وهذا الشعور فقط داخلي، يعني أتصرف وأتحدث بشكل طبيعي، فما نصحكم وتوجيهكم لي؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوف حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لم تذكري هل تمّ علاج الوساوس القهرية التي تحدث في الصلاة أو الوضوء؟ لأنه من المهم في استقرارك النفسي وفي علاج الأشياء التي ذكرتِها أو المساعدة في اختفائها.

أما بخصوص شخصيتك القلقة، فطبعًا هذه من سمات الشخصية، بعض الناس يمتلكون شخصيات قلقة، تحسِبُ لكل شيءٍ حسابه، تخاف من المستقبل، وبعض الناس يمتلكون شخصيات هادئة، لا تخشى شيئًا، وتميل للمخاطرة، وقد تكون سمات شخصية هي السبب في الثلاث المشاكل التي تؤرِّقك، وهي سرعة الكلام، والرعشة عند الدخول في المجالس، وعدم الراحة مع الذكور.

وعلاج الشخصية القلقة لا يكون بالأدوية -أختي الكريمة- يكون بالعلاج النفسي، هناك علاجات نفسية، أو بالأحرى جلسات نفسية تُساعد في تغيير سمات الشخصية غير المرغوب فيها، ولكن هذا يحتاج لوقتٍ طويل، والتغيير الرئيسي يبدأه صاحب المشكلة، والمعالِج النفسي ما عليه إلَّا أن يقود الشخص في عملية التغيير، عملية التغيير هي مسؤولية الشخص المعني، ويجب أن تكون بالتدرُّج وببطء، وفي بعض الأحيان لا يستطيع الشخص تغيير كل الصفات السالبة، وعليه أن يتقبَّل بعضًا منها، ويُغيِّر ما يستطيع.

عليك أيضًا بالاسترخاء ما أمكن ذلك، وهناك الاسترخاء عن طريق ممارسة رياضة معينة مثلاً، كرياضة المشي تؤدي إلى الاسترخاء، أو الاسترخاء عن طريق العضلات، أو الاسترخاء عن طريق التنفُّس المتدرِّج، هذه الأمور تُقلل من القلق والتوتر، أيضًا المحافظة على الصلاة والذكر والدعاء وتلاوة القرآن، والنوم المبكر، كل هذه الأمور تؤدي إلى الطمأنينة والسكينة، وهذا قد يُساعدك في الأشياء التي ذكرتها مع العلاج النفسي -كما ذكرتُ-.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً