الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لي أن أصلي صلاة الاستخارة لأعرف من ستكون شريكة حياتي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا أعزب، وأتمنى أن أتعرف على شريكة حياتي، ويكون بيننا حب قبل الخطوبة والزواج، ولكني لم أجد، هل لي أن أصلي صلاة الاستخارة لأعرف من ستكون لأصل إليها؟

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا كنت قد عزمت فعلا على الزواج، ومستعدا له، فيمكنك البحث عن شريكة حياة لك من خلال عدة وسائل متعارف عليها لدى الناس منها:

1. أن تطلب من أمك أو إحدى قريباتك البحث عن المرأة المناسبة لك.

2. أو من خلال زملائك وأصدقائك وجيرانك ومعارفك، بحيث تبلغهم رغبتك في الزواج من فتاة بمواصفات معينة.

3. أو من خلال ما يسمى في بعض البلدان (الخطابة)، والتي تقوم بالبحث عن فتاة بموصفات تذكرها لها.

4. أو من خلال التعرف على مسؤولات في الجمعيات والمراكز النسوية مثل: مراكز تحفيظ القرآن والعلوم الشرعية ونحوها، وإبلاغهن بطلبك، ونحوها من الوسائل المتاحة لديكم والمباحة شرعا.

فإذا وجدت البنت المناسبة، فيمكن أن تصلي الاستخارة لتطمئن نفسك لتتقدم لخطبتها من أهلها، ومن حقك أن تنظر إليها النظرة الشرعية قبل الاستخارة ليحصل بينكما الألفة والمحبة، فإن اطمأنت نفسك بعد صلاة الاستخارة ودعائها ورؤية الفتاة؛ فتقدم، وإن لم تطمئن؛ فابحث عن غيرها، وهكذا، فإذا خطبتها حاول أن تتم العقد عليها مباشرة، ثم لا مانع من التواصل معها، وبناء الحب والعاطفة معها بعد العقد؛ لأنها قد أصبحت حلالا لك.

لكني فهمت من سؤالك الإشارة إلى ما يفعله بعض الشباب من تعارف وعلاقة وحب ولقاء قبل العقد، وكأنك تريد أن تفعل مثلهم، فأنصحك بعدم تقليدهم في ذلك؛ لأن ما يفعلونه أمر محرم لا يجوز شرعا؛ وإن عمله بعض الناس؛ لأنه مخالف للشرع، ويوقع أصحابه في محرمات ومنكرات، فالخطبة لا تبيح للرجل أن يتعامل مع المرأة الاجنبية بكل أريحية، بل الخطبة وسيلة فقط للحجز المؤقت للفتاة حتى لا يخطبها غيره؛
لذا ننصحك بعدم التأثر بهذه الصور المخالفة للشرع، بل ابدأ حياتك الزوجية من أولها بالطاعة والامتثال لله سبحانه، واختيار الزوجة ذات الدين والخلق؛ حتى تسعد معها في الدنيا والآخرة.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً