الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اضطراب المشي أثناء النوم، هل يمكن توضيح هذا المرض؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالبة جامعية، منذ أسبوع كنت أشاهد برنامجا في التلفاز عن اضطراب المشي أثناء النوم، وأن الشخص قد يحرق بيته وهو نائم، فصرت أخاف الإصابة بهذا المرض، وأخاف من النوم، فهل يمكن إصابتي بالمرض؟ وما هذا المرض بالضبط؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

أيتها الفاضلة الكريمة: هنالك ظواهر كثيرة جدًّا مرتبطة بالنوم: المشي أثناء النوم، الكلام أثناء النوم، الفزع أثناء النوم، الأحلام أثناء النوم، صرير الأسنان أثناء النوم، وغيرها، هذه كلها معروفة كظواهر لم تُفسَّر التفسير التام، لكن يُلاحظ أنها تتواجد وسط بعض أفراد الأُسر، يعني أن الجوانب الوراثية قد تلعب فيها دورًا.

ويُلاحظ أيضًا أن هذه الظواهر تحدث لدى صِغار السن، يعني أنها تختفي مع تطور العمر، ويلاحظ أيضًا أنها مرتبطة بالإجهاد النفسي والجسدي، يعني أن الإنسان إذا كان مُجهدًا نفسيًا أو جسديًا قد تحدث لديه هذه الأعراض.

فالذي أقوله لك أنه يجب أن تطمئني، وهذا الكلام الذي يُقال أن الواحد يمكن أن يحرق بيته، هذا ليس صحيحًا، لأنه اتضح أن الإنسان يمكن أن يكون في حالة نومٍ كاملٍ وينهض من فراشه ويتجوّل داخل بيته ثم يرجع إلى فراشه دون أن يُصيب نفسه بمكروه، ودون أن يتذكّر ذلك، وأحد العلماء وضع تجربة لشخصٍ كان يُعرف عنه أنه كثير المشي أثناء النوم دون أن يشعر، ووضع أمامه حاجز - أمام باب غرفته - ولُوحظ أن هذا الشخص يتخطَّى هذا الحاجز بكل سهولة، حين يكون ماشيًا أثناء النوم، دون أن يُصيبه أي مكروه، يعني كأنه في حالة يقظة، ولم يُوجد أي تفسير لهذا الأمر، وبعد ذلك حين يرجع إلى فراشه يرجع دون مشكلة ودون أي تعثُّر، وعندما يستيقظ لا يتذكر أي شيءٍ ممَّا ذُكر.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: هذا الكلام ليس صحيحًا، الإنسان سوف يقوم بإحراق بيته أو ضرب شخص أو أذى شخصٍ، هذا الكلام كله ليس صحيحًا، أو أنه سوف يسقط من الشُّرفة أو البلكون، هذا أمرٌ نادر جدًّا، ولم يُسجَّل حقيقة، فاطمئني تمامًا، ولا تشغلي نفسك بهذا الموضوع، والمهم جدًّا أن يحرص الإنسان على أذكار النوم، أذكار النوم واقية من مثل هذه الظواهر وغيرها، وكذلك من المفترض ومن الضروري ومن المهم أن يكون الإنسان في حالة استرخائية تامَّة قبل النوم، لا يكون هنالك انشغال ذهني، ولا انشغال جسدي، لأن الراحة النفسية والراحة الجسدية قبل النوم تُساعد الإنسان على الاسترخاء، وأن يكون نومه عميقًا دون شوائب، دون أحلام مزعجة، ودون أي مشاكل.

كما أن تجنب الطعام الدسم في أثناء الليل يُساعد الذين يُعانون من الظواهر التي تحدثنا عنها، بأن لا تكثر لديهم هذه الظواهر، وأكرر مرة أخرى - أيتها الفاضلة الكريمة - أن أذكار النوم مهمة جدًّا لمن يُعانون هذه الحالة.

في حالة الحالات الشديدة - أي هذه الظواهر: المشي أثناء النوم والهرع أثناء النوم - يُنصح بأن يذهب الإنسان لمقابلة الطبيب - طبيب الأعصاب أو الطبيب النفسي - ليُدخله إلى ما يُعرف بمختبر النوم، هنالك مختبر يُدخل إليه الإنسان ويتم تخطيط الدماغ ومراقبة الإنسان في أثناء النوم واليقظة، ومن ثمَّ يتم تشخيص الحالة بصورة أدق، إذا كانت هنالك أي نوع من الخلل العضوي في الدماغ، والذي قد يظهر من خلال تخطيط الدماغ.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً