الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي أسباب اضطراب الدورة الشهرية بعد استخدام موانع الحمل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة عمري 29 سنة، طولي 164 سم، ووزني 70 كغ، دورتي منتظمة قبل وبعد الزواج، مدتها من 6-7 أيام، تأتي كل شهر وتدفقها طبيعي، لا هي غزيرة ولا هي قليلة، وعند نزولها تبدأ بإفرزات بنية، وبعدها بساعة أو أقل ينزل الدم.

في أول ثلاثة أيام ينزل دم كثير نوعا ما، وبعدها يخف إلى اليوم السابع يتوقف الدم، وأنا أيضا أم لطفلتين تؤام، حملت بهما طبيعياً بعد الزواج بستة أشهر، عمرهما الآن سنتان، وولادتي كانت قيصرية، استخدمت بعدها حبوب منع الحمل مارفيلون، واستمررت في أخذها لمدة سنة وشهرين، وبسبب ظروف عملي وبعدي عن زوجي كنت لا أستخدمها إلا في وجوده في اليوم الخامس من الدورة، وإذا سافر أنتظر أن ينتهي الشريط، ثم أنتظر وتنزل الدورة، وهكذا.

تركتها بسبب العصبية التي كانت تصيبني، واستخدمت موانع طبيعية، واستمرت الدورة بعد التوقف عن المارفيلون طبيعية لمدة أربعة شهور، ثم بدأت تتغير، ولا أعرف السبب؟ حيث تنزل في موعدها كل شهر، لكن قليلة جدا، وأغلبها إفرازات بنية، وتستمر من 10 إلى 15 يوما، في أول ثلاثة أيام تكون إفرازات بنية فقط، ثم أربعة أيام نقط دم، وأحيانا مسحات دم فقط، والأيام الأخيرة إفرازات بنية.

تكون إفرازات التبويض واضحة مثل زلال البيض من اليوم 12 إلى 14 من الدورة، وهذه علامة على حدوث التبويض، وقد مضت أربعة أشهر على هذه الحالة، راجعت أخصائية، فقالت: ربما هي بسبب الالتهابات، وأجرت لي مسحة، ولست متأكدة أنها قد أخذت مسحة من عنق الرحم، وطمئنتني أن النتائج سليمة، وطلبت مني أن أراجعها إذا تكررت المشكلة.

راجعتها، وقالت لي: ربما الهرمونات هي السبب، وطلبت أن أراجعها في اليوم الثاني من الدورة، وأجري بعض التحاليل، ومنها تحليل الغدة والأنوثة والذكورة، فما هو التشخيص الصحيح والأرجح لحالتي؟ أنا خائفة جدا أن تكون الغدة هي السبب، حيث أن خالتي تعاني من الغدة، وعند استعمالها للدواء، سبب لها أرقا شديدا، علما أنها لم تكن تعاني من مشاكل النوم قبل ذلك.

هل سأشفى عند أخذ الدواء وترك الحبوب؟ وهل فعلا دواء الغدة يسبب الأرق؟ وهل أستطيع الحمل إن رغبت في ذلك؟ وخائفة أيضا من التكيس، وسوف تجري لي الطبيبة السونار بعد التحليل إذا لم تكن الهرمونات هي السبب.

أعتذر عن الإطالة، لكنني أريد أن تكون ملمة بحالتي وتساعديني وترشديني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم جوانا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نزول الإفرازات البنية مع ضعف الدورة الشهرية وعدم نزولها كالسابق، يشير إلى ضعف التبويض، والذي ينشأ في الغالب عن التكيس، وهو حالة لا تستطيع فيها البويضات أن تخرج من تحت جدار المبايض السميكة وتظل متحوصلة داخله، مما يؤدي إلى خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن الدورة، وبالتالي تضطرب الدورة الشهرية وتتأخر لمدة طويلة وتضعف بطانة الرحم وتنزل الإفرازات البنية.

وكسل الغدة الدرقية شائع عند السيدات حول عمر الثلاثين، ولكن العبرة بفحص الهرمون المحفز TSH وهرمون الغدة Free T4 وتناول الهرمون البديل في حال الكسل، ولا يؤدي الهرمون إلى مضاعفات مطلقا، بل يعالج كسل الغدة ويضبط وظائف الجسم، ومعروف أن كسل الغدة يؤدي إلى ضعف الدورة، ومع تناول الهرمون البديل تنضبط الدورة الشهرية مع باقي العلاج -إن شاء الله-، وبالتالي تزيد فرص الحمل -بحول الله وقوته-.

وفحص هرمونات المبايض والهرمونات المحفزة لها، وهرمون الذكورة وهرمون الحليب غاية في الأهمية؛ للتشخيص، مع ضرورة عمل سونار على المبايض والرحم، والمتابعة مع الطبية المعالجة.

والحل الأمثل لعلاج التكيس هو السيطرة على الوزن الزائد، عن طريق عمل حمية غذائية جيدة، وذلك عن طريق تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية القليلة، خصوصا الحبوب مثل الشوفان والقمح والفول بدون الزيت، والتونة بالماء، والمشوي من الدجاج والأسماك واللحوم الحمراء، وهذه الأطعمة تعطي الإحساس بالشبع، بخلاف الحلويات والسكريات والعصائر التي لا يمكن الشعور بالشبع عند تناولها، مع الإكثار من السلطات والأعشاب الخضراء والخضروات المطبوخة دون زيوت أو دهن.

مع تناول أقراص جلوكوفاج 500 بعد الأكل ثلاث مرات يوميا، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم لمساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس.

ولإعادة تنظيم الدورة يمكنك تناول حبوب ياسمين أو كليمن لعدة شهور، ثم التوقف عنها، وتناول حبوب دوفاستون وهي هرمون بروجيستيرون صناعي لا تمنع التبويض ولا تمنع الحمل، وجرعتها 10 مج تؤخذ قرصا واحدا مرتين يوميا، من اليوم 16 من بداية الدورة حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 إلى 6 شهور؛ حتى تنتظم الدورة الشهرية أو يحدث الحمل.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات اوميجا 3 أيضا يوميا واحدة، مع تناول حبوب Fesrose F التي تحتوي على الحديد وعلى فوليك أسيد، مع أخذ حقنة واحدة من فيتامين د 600000 وحدة دولية في العضل كل 6 شهور، لأنها مهمة لتقوية العظام وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد، مع تناول الغذاء الجيد المتوازن.

كذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والمرامية وحليب الصويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج التكيس وتحسين التبويض، وبالتالي تنظيم الدورة الشهرية.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا omalwy

    بارك الله فيكي وسدد خطاك وشكرا لكي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً