الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الزواج من مسيحية وأهلها يرفضون ذلك

السؤال

أريد الزواج من امرأة مسيحية، ولكن هنالك معارضات شديدة من قبل عائلتها وأقاربها، وتهديدات بأذيتي أنا وعائلتي، وبإبعادها عني، أما من قبل الفتاة فهي متأثرة جداً بالإسلام، وهنالك إمكانية لدخولها في الإسلام بعد المتابعة، فما هو الحل؟ الابتعاد عنها أم ماذا؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، وأن يهديك، ويجعلك سبباً لمن اهتدى.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإني لأحمد الله إليك أن شرح صدرك لحمل أمانة الدعوة، والتفكير في دعوة غيرك للإسلام وحرصك على إسلام هذه الفتاة.

وأما عن الزواج من غير المسلمة، فكما لا يخفى عليك أن الإسلام يقدم المسلمة على غيرها، لقوله تعالى: ((وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ)) [البقرة:221]، وقوله صلى الله عليه وسلم: (فاظفر بذات الدين) ولكن العلماء وضعوا لذلك شروطاً قد لا تتوفر في هذه الفتاة أو غيرها من كتابيات العالم كله، وما سوى ذلك فلا يجوز لك أن تتزوجها، خاصةً وأن هناك معارضات شديدة وصلت إلى حد التهديد بالقتل، وفي هذه الحالة لا يجوز لك أن تتزوجها حفاظاً على حياتك في المقام الأول .

وأما عن الفتاة، فاجتهد في مساعدتها على فهم الإسلام والدخول فيه، وتابعها في ذلك، وحاول توفير المواد الدعوية اللازمة لها، ولكن مع الحذر الشديد؛ حتى لا تُثير أهلها ضدك، ويمكنك أن تدلها على أي جهة يمكنها مساعدتها في ذلك، واترك عنك الآن فكرة الزواج منها، واجعل هدفك الأول دعوتها إلى الإسلام وترغيبها فيه حتى يكون إسلامها صحيحاً، ثم بعد ذلك يسوق الله لها من الرجال ما هو من نصيبها وحظها من الرجال، فاجتهد في ذلك ولا يلزم أن تباشر ذلك بنفسك، وإنما الأفضل أن يكون عن طريق أي امرأة أو أي جهة رسمية كما أشرت عليك، واعلم أن لك بذلك أجران كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.

فاجتهد في الأخذ بالأسباب، وأكثر من الدعاء لها بالهداية والتوفيق، والثبات على الحق.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات