الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبت فتاة ولم تعجبني.. محتار في اتخاذ القرار

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وفقكم الله إلى ما يحبه ويرضاه على ما تقدمونه من خدمات جليلة للناس، جعلها الله في ميزان حسناتكم.

لدي إشكال لطالما أرهقني، ويشبه إلى حد ما القضية برقم الاستشارة (2269137)، إلا أنني أختلف معه في بعض النقاط وهي:

أني تقدمت لخطبة فتاة منذ 8 أشهر، علماً بأني كنت أقصد أختها الأكبر منها سناً، والتي هي بنفس سني، ومطلقة، ولديها بنت، فقط لأنها فتاة محترمة وعلى خلق وتعجبني، وبلغتها أني أريد التقدم لها، ولظروف خاصة تأخرت في ذلك.

حاولت إقناع الأهل لأنهم رفضوا في بداية الأمر كونها كبيرة في السن ومطلقة .. إلخ .. فلما سألت عنها أخبروني بأنها تزوجت، وأن لها أختاً تصغرها سناً (30 سنة)، فقررت التقدم لها بحكم أنها من عائلة شريفة ومحترمة، ولنا نفس المستوى الاجتماعي، بعد الاستخارة تمت الخطبة على بركة الله، إلا أني تفاجأت عند رؤيتي الأولى لها، ولم أجدها كما توقعتها ولم تكن بالجمال المطلوب، وترددت في اتخاذ القرار كوني لم أقتنع بها جيدا، إلا أني قبلت بحكم أنها فتاة هادئة وعلى خلق ومقبولة الشكل، وكذلك لأن الوالدة أعجبتها، وبمرور الوقت سوف أقتنع بها.

منذ خروجي من بيتها وأنا بين أمرين، أفسخ الخطبة أم أكمل، وحائر في اتخاذ القرار لمدة 8 أشهر، من جهة أنها فتاة صاحبة خلق ومن عائلة شريفة فلا تستحق فسخ الخطبة، ومن جهة أني لم أقتنع بها، وأشعر بنفور منها حتى بعدما تبادلنا أطراف الحديث، وما زال الشعور الأول الذي انتابني عند رؤيتي لها أول مرة.

كذلك وقع إشكال مع زوج أختها التي كنت أقصدها، لأنها أخبرته أن من كان يقصدها تقدم لخطبة أختي، فجن جنونه وحاول إقناعهم برفضي كوني كنت أقصد خطبة زوجته.

مع العلم، أن الله يعلم أنه لم يكن بيننا أي شيء، إلا أن أهل البنت تصدوا له وقبلوا بي، لأنهم لم يجدوا سبباً لرفضي، وهم من يقررون القبول أو الرفض وليس صهرهم، فزادني ذلك حياء وحشمة لأني في العديد من المرات حاولت فسخ الخطبة لكن لم أستطع، فأنا محتار في اتخاذ القرار، حتى أني أصبحت أفكر بقائها معي والتفكير في زوجة ثانية من الآن، وأكمل معها لتفادي كسر خاطر البنت وأهلها لطيبتهم.

انصحوني بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك ابننا الفاضل في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يحقق لك السعادة والاستقرار، وأن يحشرنا جميعاً في صحبة رسولنا والأخيار.

لقد ذكرت بأنها مقبولة الشكل وهادئة، ومن أسرة شريفة محترمة، وقبلوا بك، بل وأوقفوا صهرهم وتمسكوا بك، ووالدتك راضية بها وعنها، إنها مؤهلات عالية وإيجابيات كثيرة.

ومن هنا فنحن نتمنى أن تكمل معها، وكن على ثقة أنك لن تجد امرأة بلا عيوب، كما أنك لست خالٍ من النقائص والعيوب، ومن الذي ما ساء قط، ومن الذي له الحسنى فقط، وكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه، وأبلغ من كل هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر).

وأرجو أن تحشد الإيجابيات وتبني على كونها مقبولة، واعلم بأن الجمال مقسم في الجسد، وأن الجمال الأصلي هو جمال الروح وهو الذي يدوم، وثق بأن رضا الوالدة بها مؤشر جيد.

وننصحك بأن لا تتكلم عن زوجة ثانية الآن؛ لأن في ذلك كسرا لخاطرها، ولا تفعل معها ولا مع أسرتها ما لا ترضاه ولا نقبل به لبناتنا وأخواتنا.

ونجد في أنفسنا ميلاً إلى تشجيعك على الإكمال، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً