الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفكير بالمستقبل جعلني لا أنام ولا آكل، هل من طرقٍ للخلاص؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا غزاويٌّ من غزة، طالبٌ جامعيٌ في السنة الرابعة تخصص لغة عربية.
سيطر علي تفكيرٌ جعلني لا أنام ولا أقرأ ولا آكل، أفكر في المستقبل وهل سأحصل على وظيفة؟ وهل سأتزوج؟ وكيف ستكون حياتي؟ هذا التفكير جعلني بلا قيمةٍ، جعلني إنساناً تافهاً.

أنا أعلم أن الأمر بيد الله تعالى، وأن الأرزاق على الرزّاق سبحانه، لكن لم ألبث قليلاً حتى يراودني نفس التفكير -والله يا دكتور نغّص عليّ حياتي- مع العلم أني قبلها كنت طبيعيٌ وأقول الرزق بيد الله.

رجاءً ساعدوني لأن حالتي لا تسر.
وبوركتم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونسأل الله تعالى أن يُبعد عنك الشيطان، وأن يملأ قلبك بالطمأنينة والأمان، وأن يعيننا جميعاً على تجاوز صعاب هذا الزمان فإنه القدير الواحد مالك الأكوان.

لا يخفى على أمثالك أن المستقبل بيد الله، وأن الأمر من قبل ومن بعد له سبحانه، ولن يحدث في كونه إلا ما أراده.

ونُذكّرك بما قاله بن أدهم للشاب الذي كان مهموماً على قارعة الطريق، حيث قال له: رزقك هذا هل يأكله غيرك؟ فقال الشاب: لا.. قال: فأجلك هذا هل يستطيع أحدٌ أن يزيد فيه أو ينقص منه؟ فقال الشاب: لا.. فقال له الإمام: فالكون هذا ملكٌ لله فهل يحدث في كون الله ما لا يريده الله؟ فقال الشاب: لا.. فقال الإمام: ففيمَ الهمُّ إذن؟!

وأرجو أن تتعوذ بالله من الشيطان كلما شغلك بمثل هذه الأمور، واعلم بأنه سوف يبتعد عنك إذا ذكرت الله، وسوف يتألم إذا وجدك تتوكل على الرزاق، فإن الأمر كما جاء في كتاب الله: ( إنه ليس له سلطانٌ على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون )، وكيد الشيطان ضعيف.

ومن المهم التشاغل عن الأمور التي لم نكّلف بالتفكير فيها مثل الرزق الذي قسمه الله لنا ونحن في بطون أمهاتنا، ولو أننا أحسنا التوكل على الله وأكملناه لرزقنا كما يرزق الطير.

وننصحك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واشغل نفسك بالخير قبل أن تشغلك بغيره، وتجنّب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد.

سعدنا بتواصلك، ونفرح باستمرارك، ونسأل الله تعالى أن يصلح حالنا وحالك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • النيجر نجاة

    جزاكم الله خيرا لمساعدتكم، أنا كمان مثل هذا الأخ، دعواتكم لي.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً