الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابتني حالة من عدم الشعور بعد تناولي للحشيش

السؤال

السلام عليكم

عندي مشكلة منذ سنة وهي: اضطراب في النوم، واكتئاب، صرف لي الدكتور علاجا من (ارمال العشاب) اسمه (الميلتونين)، وبروزاك 20 مل، على ما أعتقد، ونفع معي، واستخدمتها تقريبا 4 أشهر.

بعدها جاء رمضان وقال لي الدكتور: اقطع العلاجات ونراك بعد العيد إن شاء الله، فصرت في رمضان أنام في الصباح، وبعد العيد استمررت على حالي بدون علاجات.

وفي أحد الأيام جلست مع شباب وحششت معهم لأول مرة، وبعدما حششت جاءتني حالة غريبة؛ أحس أني في حلم، وأستغرب الدنيا، وخوف من الجنون، أشعر بنفسي ثم أفقد الشعور، وأخذت 6 مغذيات، وصرف لي الدكتور سبرالكس 10 مليجراما، وريمرون 15 مليجراما نصف حبة.

بعدها بأسبوع ذهبت الحالة، واستمررت أسبوعين وبدأت ترجع لي حالة الإحساس بأني في حلم، وأستغرب الدنيا، ولكن أحس بنفسي، وأحس أن العالم كله خيال وكذب، أذهب إلى مكان وإذا جئت المكان أقول في نفسي: كيف جئت هنا؟! وأتذكر كل شيء.

جاءني خوف من الجنون، وتركت الخروج من البيت؛ خوفا من الحالة، النوم -الحمد لله- أنام في اليل، ومشكلتي هي الشعور الغريب.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي يظهر لي أن لديك شيئا من القلق، وأيضًا لديك الاستعداد للتأثرات الكيميائية التي تنتج من تعاطي مادة الحشيش، الحشيش يؤثر كثيرًا على التركيب الكيميائي للدماغ، وهنالك مواد مثل الدوبامين –على وجه الخصوص– تتأثر جدًّا، وهذا قد يؤدي إلى شيء من التشويش والمخاوف، وبعض الناس ينتهي بهم الأمر إلى اكتئاب وهلاوس.

أنت -الحمد لله تعالى– أقلعت عن تعاطي الحشيش، ويجب أن يكون قرارك قرارًا حاسمًا في هذا السياق، هذا أمر.

الأمر الثاني: قم بالترتيب الطبيعي والعادي جدًّا لنومك، حاول أن تنام مبكرًا، تجنب النوم النهاري، لا تتناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساءً، احرص على أذكار النوم، والجهد الجسدي من خلال الرياضة مهم جدًّا.

هذه النقاط الأساسية التي أريدك أن تتبعها، ومن المهم جدًّا أن تجعل لحياتك هدفا، أن تشغل نفسك بما يفيدك، برامجك إن كانت دراسية أو عملية أو اجتماعية يجب أن تهتم بها، وتصرف انتباهك عن كل هذا التشويش الذي عانيت منه.

ما أتاك من حالة تشبه الحلم واستغراب للدنيا وما حولك، هذا نسميه باضطراب الأنّيَّة، وهو نوع من أنواع القلق، إن شاء الله تعالى هو عارض ومؤقت تمامًا وسوف يختفي.

أنا أريد أن أنصحك بدواء بسيط جدًّا يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) ويعرف علميًا باسم (سلبرايد) وموجود في المملكة العربية السعودية في الصيدليات منتج سعودي ممتاز جدًّا من هذا الدواء يسمى (جنبريد) وتكلفته المادية قليلة جدًّا، فتحصل عليه وتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناوله.

أعتقد أن هذا الدواء سوف يفيدك كثيرًا، سوف يجعل كيمياء الدماغ في حالة استقرار، لكن يجب أن تُطبق الإرشادات التي ذكرتها لك، مع تناول الدواء، فهيَ تدعيمية وهي الأفيد على المدى البعيد.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً