الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بكل ما يدور حولي وأنا نائم، هل هو مرض؟

السؤال

أولًا: السلام عليكم

أحب أن أبدي إعجابي الشديد بموقعكم، جعله الله في ميزان حسناتكم، أما بعد:

فإني أنام أحيانًا وأشعر أنني لست بنائم، أسمع كل ما يجري حولي، بل وأراه أيضًا، ولكنني حينما أحاول تحريك أي عضو في جسمي أشعر وكأنني لا أستطيع، بل عند كل محاولة للتحريك أو حتى التفكير فيه؛ يغلي عقلي وكأنه سينفجر، فأحاول ألا أفكر في شيء، فأجد نفسي أستيقظ، والعجيب أني أجد -فعلًا- أنه قد حدث ما كنت أسمعه أو أشعر به حولي، هذا سؤالي الأول الخاص بالناحية الطبية.

أما الثاني فهو: هل الطيبة والخجل، أو الخوف يعتبر ضعفًا في الشخصية؟ لأن هذا ما أسمعه ممن حولي: (أنت طيب) (غلبان)، بالإضافة إلى ما يقال لي عن أنه يجب أن أخوض تجارب اجتماعية مع فتيات، أو أخوض علاقات؛ حتى أستفيد منها اختيار الزوجة الجيدة من خلال هذه الخبرة، فهل هذا صحيح وهل هو شرعي أم لا؟.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

النوم له مراحل فسيولوجية، أربع مراحل، والنوم يختلف في عمقه ومراحله ما بين الناس، لا تجد الدورة النومية مكتملة بصورة صحيحة إلا عند أقلية من الناس.

ما يحدث لك غالبًا يحدث في مرحلة النوم الأولى، وهذه التجارب التي تمر بك هي نوع من الهلاوس الكاذبة، وهي مرحلة معروفة لدينا جدًّا في الطب النفسي، وهي ظاهرة نعتبرها طبيعية، لكن في بعض الأحيان قد يكون القلق سببًا فيها.

فيا أيها -الفاضل الكريم-: حاول أن تنام نومًا صحيًّا من خلال ممارسة الرياضة، أن تثبت وقت النوم ليلاً، ألا تتناول وجبات ثقيلة من الأطعمة وتنام بعدها، أن تتجنب شرب الشاي والقهوة والميقظات بعد الساعة السادسة مساءً، وكما ذكرت لك ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء مهمة جدًّا، فالظاهرة ظاهرة بسيطة ومعروفة، أتفق معك أنها في بعض الأحيان مخيفة لصاحبها.

في بعض الأحيان نعطي بعض الأدوية المزيلة للقلق والمحسنة للنوم، وعقار موتيفال مفيد جدًّا، أن يتناوله الإنسان بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين أو ثلاثة.

سؤالك الثاني: هل الطيبة والخجل أو الخوف يعتبر ضعفًا في الشخصية؟، لا، هذا ليس ضعفًا في الشخصية، الخجل غالبًا فيه شيء من الحياء، والحياء شطر من الإيمان، بل هو خير كله، أو كله خير، والطيبة بكل أسف قد تُفسَّرُ خطأً، وهي أيضًا مرتبطة بالحياء وحسن الخلق، وليس من الضروري أبدًا أن تكون ضعفًا في الشخصية، ولكن المجتمع أو بعض الناس قد يفهمونها خطأً.

الخوف إذا خرج عن النطاق الطبيعي قطعًا يعتبر ظاهرة وعلة في الشخصية.

فيا -أخِي الكريم-: لا تلتفت لما يُقال، تفاعل اجتماعيًا بصورة صحيحة، طوّر مهاراتك الاجتماعية، وهذه تأتِي من خلال التواصل الاجتماعي الممتاز.

صلاة الجماعة في المسجد وجدناها مطوّرة جدًّا لشخصية الإنسان اجتماعيًا، فاحرص عليها. المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية أيضًا تفيد الإنسان اجتماعيًا، ممارسة الرياضة الجماعية مثل كرة القدم (مثلاً) هذه أيضًا تطور كثيرًا من مهارات الإنسان وشخصيته اجتماعيًا.

بالنسبة لما يقال لك أن تخوض تجارب اجتماعية: نعم التجارب الاجتماعية مفيدة ومفيدة جدًّا، لكن ليس مع الفتيات، هذا الكلام لا أساس له، من يقول لك هذا أعتقد أنه قد نصحك في جزئية خاطئة مما يخص العلاقات الاجتماعية، علاقتك مع الفتاة يجب أن تكون في حدود التقدير والاحترام، وأن تعرف الجوانب الشرعية والضوابط الشرعية حولها، والزوجة المحترمة لا يصل إليها الإنسان عن طريق التعارف وخوض تجارب معها، هنالك طرق أخرى، طرق التقدير والاحترام، وأن تجعل والدتك أو أخواتك هم مَن يستكشفون لك عن الزوجة، هذا هو الأفضل -أيهَا الفاضل الكريم-.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • اليمن عغفر

    كل انسان له ظروفه وهذا مجرد قلق

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً