الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي أفضل خطة لعلاج الوسواس القهري؟

السؤال

السيد الدكتور محمد عبد العليم -حفظه الله-
تحية طيبة وبعد:

أريد من معاليك خطة علاجية من البداية إلى النهاية للوسواس القهري، حيث أنني ابتليت به منذ عشرين سنة، وأخذت مودابكس 100جرام في اليوم مع بوسبار 5 ميليجرام في الصباح والمساء، وبدأت العلاج منذ شهرين بالضبط، وتحسنت كثيراً، ولا توجد وساوس تذكر، فهل أستمر على تناول العلاج مدى الحياة؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.

لا شك أن المودابكس، والذي يعرف باسم (سيرترالين) من الأدوية الفاعلة جدًّا لعلاج الوساوس القهرية والأعراض ذات الصلة.

أنت الآن تتناول مئة مليجرام يوميًا، وهذه هي الجرعة الوسطية، وهي جرعة معقولة جدًّا، التحسن الذي أنجزته في خلال شهرين من وجهة نظري هو رحمة ونعمة كبيرة جدًّا، أسأل الله تعالى أن يُديم علينا وعليكم نعمتي الصحة والعافية.

أيها الفاضل الكريم: أريدك الآن أن تجعل المودابكس مائة وخمسين مليجرامًا في اليوم، تناول خمسين مليجرامًا في الصباح، ومائة مليجرام ليلاً، هذا يكون لمدة ثلاثة أشهر فقط، وهذا -حقيقة- يُمثل دعمًا كبيرًا لكيمياء الدماغ؛ حتى تكون في حالة استواء وتنظيم وترتيب؛ يساعد في اقتلاع هذه الوساوس -إن شاء الله تعالى-.

بعد انقضاء مدة الثلاثة أشهر وأنت على مئة وخمسين مليجرامًا من المودابكس، أنقص الجرعة واجعلها مئة مليجرام حسب ما أنت عليه الآن، وهذه من وجهة نظري تستمر عليها لمدة عام، بعد ذلك أنقص الجرعة إلى حبة واحدة يوميًا لمدة عام آخر، ثم اجعلها حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا -أخي الكريم- هو الذي أنصحك به، والبوسبار لا بأس أن تتناوله بنفس الجرعة، وفي ذات الوقت أريدك أن تدفع الدفع السلوكي الإيجابي، حقر الوساوس، أحسن إدارة وقتك، اصرف انتباهك تمامًا عن الوسواس، واسأل الله تعالى أن يزيله منك، وأكثر من الاستغفار.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً