الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مع الوسواس القهري حالتي تزداد سوءاً، فهل العلاج الذي أستخدمه صحيح؟

السؤال

السلام عليكم، تحية طيبة، وبعد:

بعد فترة من التركيز الشديد، والضغط العصبي والنفسي الشديدين، ومشاكل في شغلي، وجدت أن حالتي تزداد سوءاً يوماً تلو الآخر، وتركت عملي، وأصبحت مكتئباً بسبب الأفكار الغريبة التي تكاد تقتلني، ولا أستطيع التخلي عنها، فقررت المتابعة مع طبيب نفسي ذهبت له -بالفعل- وشخص حالتي على أني مصاب بـ(وسواس قهري) وكتب لي الأدوية التالية لمدة شهر:

(Supranil25) كبسولتين في اليوم، ثم بعد أسبوعين 3 كبسولات.
(Librax) قرصين في اليوم.
(Apexidone0.5 mg) قرصين في اليوم.

ثم بعد الشهر الأول ذهبت مرة أخرى لهذا الطبيب (استشارة) فكتب لي:

(Supranil25) تسع كبسولات في اليوم، مقسمة على 3 جرعات.
(Trileptal300) نصف قرص صباحاً، ونصف قرص مساءً، لمدة أسبوعين، ثم يعدل إلى قرص صباحاً وقرص مساءً.
(Apexidone0.5 mg) قرصين صباحاً وقرصين مساءً.

ولكن رغم أنه مر حوالي شهرين و10 أيام (70 يوماً) على متابعتي مع ذلك الطبيب إلا أنني لم أستشعر أي تحسن في حالتي ولو بنسبة ضئيلة، والأفكار الغريبة لا تزال عالقة في ذهني بشكل غريب، بالإضافة إلى أن هذا الدواء أدى إلى أنني أصبحت طريح الفراش؛ لأني في الأساس مصاب بالتهاب في الأعصاب، ولا أستطيع الحركة الآن، بالإضافة إلى أن الدواء زاد وزني.

ملحوظة هامة 1: لم يقم الطبيب بإعطائي جلسات للعلاج السلوكي نهائياً.

ملحوظة هامة 2: أنا منذ طفولتي شخص دقيق جداً بشكل غير طبيعي، وأحب التفصيل لا الإجمال في كل أمور حياتي، ومتردد بشكل رهيب، وعندما عرف الطبيب ذلك قال لي: أنت شخصية وسواسية منذ طفولتك وحتى الآن.

ملحوظة 3: ذهبت إلى 3 أطباء نفسيين قبل هذا الطبيب، واستمررت مع كل منهما لمدة شهر، وبعدها أتركه وأنتقل للآخر؛ لعدم وجود تحسن في الحالة مع كل طبيب منهم.

السؤال هو:

1- هل العلاج الذي وصفه لي الطبيب -بالفعل- صحيح ويعالج الوسواس القهري؟ وهل تلك الجرعة كافية أم أقوم بتغيير هذا الطبيب؟

2- ما هي مدة العلاج التي بعدها أصبح معافىً تماماً.

3- توقفت عن العلاج لمدة 5 أيام ثم عدت له، فهل هذا يؤثر على العلاج؟

4- ما المقصود بالعلاج السلوكي؟ وهل أنا من أقوم به أم الطبيب يعطيه لي في صورة جلسات؟

دمتم في حفظ الله والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

أنا أثق -تماماً- في مقدرة الإخوة الأطباء النفسيين في مصر، والطبيب ما دام قد شخّص حالتك أنها وسواس قهري، فأعتقد أن الأدوية التي أعطاها لك هي أدوية صحيحة، لكنها -بالفعل- قد تؤدي إلى شيء من الاسترخاء الجسدي الذي يجعلك تكون في حالة من الشعور بالإجهاد، وإن لم تكن مُجهداً.

أنت ذكرت أنك تعاني من الضغط النفسي ومشكلة في التركيز، وأصابك شيء من الاكتئاب، وذكرت أن هناك أفكارًا غريبة، وأنت لم توضح هذه الأفكار، ولذا أنا لا بد أن أقر ما ذكره لك الأخ الطبيب؛ لأنه قام بفحصك ومناظرتك، وأعطاك العلاج اللازم، فيا أخي الكريم: تابع مع طبيبك، وليس هنالك ما يدعو للتنقل بين الأطباء، لكن أود أن أضيف شيئاً مهمّاً، وهو: أن تحاول أن تناقش الطبيب، أن تعرف تفاصيل أكثر عن حالتك، أن تعرف مآلاتها، ما هي نتائج هذا العلاج؟ ما هو الأثر الجانبي للعلاج؟ هذا كله ممكن جدّاً.

بالنسبة للعلاج السلوكي: هو نوع من العلاج النفسي، يوجَّه فيه الإنسان نحو تفعيل الفكر الإيجابي أكثر من الفكر السلبي، وأن يعرف الإنسان مصادر قوته، ويحاول أن ينمّيها، ويتجاوز عن سلبياته، وأن يعزز السلوك الإيجابي لديه، ويقلص من السلوك السلبي.

وهنالك أنواع كثيرة جدّاً من هذا العلاج السلوكي: علاج تغيير الأفكار، علاج تنمية الذات، علاج عدم الاستجابات السلبية، وحتى ممارسة الرياضة تعتبر علاجاً سلوكياً، والصلوات في وقتها تعتبر علاجاً سلوكياً، النوم المبكر يعتبر علاجاً سلوكياً، إحسان التواصل الاجتماعي يعتبر علاجاً سلوكياً، الإكثار من استجلاب المعرفة، والاطلاع والقراءة يعتبر علاجاً سلوكياً... هذه -أخي الكريم- كلها علاجات سلوكية متوفرة أمامنا في حياتنا، فاحرص عليها.

فمجمل القول أخي الكريم: حافظ على علاجك، وطبق ما ذكرته لك من إرشاد سلوكي، وأود أن أذكرك بأن هذه الأدوية النفسية في بعض الأحيان تتطلب وقتاً؛ حتى يتم البناء الكيميائي لها، فاصبر على الدواء –على العلاج– تناوله بجرعاته الصحيحة، وطبق ما ذكرته لك من إرشاد سلوكي، وفي ذات الوقت من حقك –أخي الكريم– أن تناقش الطبيب، أنا أحب دائماً أن أحاور، وأن أتناقش مع مرضاي وكل من يأتوني، وأحب دائماً أن يكون اتخاذ القرار العلاجي والخطة العلاجية مشتركة بيني وبين من يأتيني طالباً للمساعدة، وأنا متأكد أن كل الأخوة الزملاء الأطباء النفسيين –أو على الأقل نقول معظمهم– ينتهجون نفس هذا المنهج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • سفىان جباىلى

    السلام عتيكم انصحك اخى العزىز بعدم تناول الادوية فل جدوى منها كما يقول العالم الجليل د ابراهيم الفقي رحمه الله عليك بالادراك قبل كل شىء كما يقول د ابراهيم الفقي الادراك هو بداية التغيير و التغبير هو بداية النمو لان الادراك وحده يمثل ستين بالمئة من الشفاء فالدكتور ابراهيم الفقى اوجد الحل للوسواس القهرى بلا دون الرجوع لتناول الادوية في علم ديناميكية التكيف العصبي و كدا عبد الله بن صالح المحيميد فى تقنية ترويض العقول لان المرض ل يتعلق فقظ بالنفس البشرية و لكن للروحانيات علاقة فالشيظان اللعين عنده علقة فى هدا المرض العضال انصحك بديناميكية التكيف العصبى و التنمية البشرية و خاصة العالم الجليل ابراهيم الفقى رحمة الله عليه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً