الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تدهورت حياتي بسبب سوء تصرفي وتوقعي للأسوأ، فما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عمري 20 سنة، أدرس في المرحلة الجامعية حاليا، منذ سنة تقريبا بدأت تتغير حياتي للأسوأ بسبب طريقة تفكيري المتشائمة، لدرجة أني أصبحت أشعر بأنه لا فائدة من وجودي في الحياة، وأنني إنسانة فاشلة جدا، ولا أستحق كل النعم التي رزقني بها ربي.

حاولت كثيرا أن أتغير وأقنع نفسي بعكس ذلك، ولكن لا فائدة، ساعات نومي زادت عن الطبيعي، فأصبحت أنام أكثر من 12 ساعة في اليوم، وعند استيقاظي أشعر بعدم الرغبة في مفارقة السرير، مع إحباط وحزن شديدين، ولا أستطيع البكاء حتى أخرج ما بداخلي، أصبحت أتخذ قرارات انهزامية وأستسلم سريعا، حتى أني انسحبت من اختبار في الجامعة ورسبت في المادة بسبب هذا التصرف الغير مسؤول، على الرغم من تفوقي في الثانوية، وتخرجي بمعدل 98، ولكن منذ دخولي الجامعة في أول سنتين كان معدلي جيد جدا، فانقلب الحال في السنة الأخيرة وأصبحت أشك في ذكائي وقدرتي على الفهم والاستيعاب، وأعاني جدا من شرود الذهن.

أنا نادمة جدا على الكثير من المواقف في حياتي التي تصرفت فيها بحماقة، وخائفة من المستقبل لعدم قدرتي على تحمل مسؤولياتي التي أعتبرها بسيطة، وأصبحت أتوقع الأسوأ كي لا أصدم بالنتائج، علما بأني مقصرة جدا في واجباتي الدينية، وأيضا علاقتي بمن حولي متوترة نوعا ما، ويقال لي كثيرا أني أنانية.

أرجو مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك للتواصل معنا والكتابة إلينا.

لقد وصفت بعض الأعراض التي تشير ربما لحالة تشبه الاكتئاب العاطفي أو الاكتئاب النفسي، ومن جملة هذه الأعراض التي وردت في سؤالك:

- فقدان الرغبة والاهتمامات المعتادة.
- اضطراب النوم وكثرته.
- ما أسميته بالقرارات الانهزامية والانسحاب السريع.
- الشعور السلبي عن النفس، أو الشعور بضعف الثقة بالنفس.
- الشعور السلبي عن الآخرين والتوقع الأسوأ.
- النظرة السوداوية عن النفس والحياة والخوف من المستقبل.
- توتر العلاقات بالآخرين.
- تغيّر عاطفتك عما كنت عليه في الماضي.
- تغيّر طبيعة علاقاتك بالناس المحيطين بك.

والذي أنصح به هو مراجعة طبيبة الأسرة للقيام ببعض الاختبارات، وخاصة كريات الدم والشوارد، ووظائف الكبد، وكذلك نشاط الغدة الدرقية.

كل هذا لأن هناك بعض الأمراض البدنية، مما يمكن أن تشبه في أعراضها الاكتئاب أو غيره من الأمراض النفسية، فلابد لنا اكتشاف هذا المرض وعلاجه، أو تأكيد غيابه، مما يجعلنا نتجه نحو تشخيص الاكتئاب أو غيره من الأمراض النفسية.

والاحتمال الآخر بدل الاكتئاب هو تعرضك لبعض ضغوط الحياة، وما قد يرافق هذا من بعض الأعراض والمشاعر التي وردت في سؤالك.

والاحتمال الوارد أيضا هو موضوع السفر والغربة عن بلد المنشأ والأسرة، ويتوقف هذا على مدة وجودك في رومانيا، وهل أنت متكيّفة مع هذه الغربة.

أنصحك بألا تتخذي أي قرار مصيري يتعلق بحياتك؛ طالما أنت لست في حالتك النفسية الطبيعية، كمستقبل الدراسة مثلا، وإنما المبادرة للتشخيص والعلاج.

أريد أن أطمئنك، وإن كان من الصعب عليك تصديق هذا الكلام الآن، بأنك ستستطيعين تجاوز هذه الحال التي أنت فيها، فعلاج الكثير من الأمراض البدنية والنفسية كالاكتئاب قد أصبح متوفرا في هذه الأيام.

وفقك الله، وكتب لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً