الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي وساوس في القضاء والقدر، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

هل يعتبر من الخوض في القضاء والقدر أن أقول كل مرة أفعل فيها حسنة: فعلتها بفضل الله؛ لأن الله خلق لي اختيارا علمه وقدره، ولو لم يقدر اختياري لما فعلت؛ لأن كل مرة أقول فيها: إني فعلتها بفضل الله، يأتيني وسواس أني مجبور على فعلها، فأضطر أن أقول كل مرة: خلق الله لي اختيارا علمه وقدره.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - أيها الولد الحبيب – في استشارات إسلام ويب.

لا شك أيها الحبيب أن تجنب الخوض في القدر من أعظم الوصايا النبوية التي أوصانا بها رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم – في قوله: (وإذا ذُكر القدر فأمسكوا) فإن القدر سر من أسرار الله تعالى في هذا الكون قد يعجز العقل البشري عن تصور هذا الأمر كل التصور، وإدراك كل ما يتعلق بمسائل القضاء والقدر، ولهذا أرشدنا النبي - صلى الله عليه وسلم – للطريق السهل، وهو الإيمان بقضاء الله تعالى وقدره، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، والإعراض عن الخوض في تفاصيل القدر.

أما كون الإنسان يفعل الشيء باختيار أو بغير اختيار فهذا أمر يُدرك بالحس، فإننا نفرِّق بالضرورة بين أفعالنا الاختيارية التي نوقعها باختيارنا، وبين أفعالنا الاضطرارية التي نُجبر عليها، فهنالك فرق بين مشي الإنسان إلى الشيء الذي يريده كالمشي إلى المسجد أو إلى غيره، وبين رعشة المريض الذي تتحرك أعضاؤه بغير اختياره.

لا داعي للوقوف عند هذا الأمر طويلاً، فإن أفعالنا اختيارية، بمعنى أننا نفعلها باختيارنا ولكنَّ الله عز وجل هو الذي أوجد في قلوبنا الإرادة لهذه الأفعال، والقدرة في أجسادنا على تحقيق هذه الأفعال، فهي منسوبة إلينا؛ لأننا من فعلها، وهي منسوبة أيضًا إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأنه من خلق سببها.

هذا أمر واضح سهل التصور، فلا داعي للاسترسال مع الوساوس التي تعترضك، ولا ينبغي لك أبدًا أن تستجيب لهذا الوسواس وتتلفظ بهذه الكلمات التي تقولها، ونحن على ثقة من أنك إذا أعرضتَ عن هذا فإنه سيذهب عنك عن قريب، فإن الوسواس لا علاج له أمثل وأحسن من الإعراض عنه بالكلية.

نسأل الله تعالى أن ييسر لك كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً