الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من رهاب خفيف وتوتر وقلق، أريد علاجا غير إدماني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

كتب الله لكم أجر ما تصنعون.

مشكلتي أني كنت أعاني من قلق واكتئاب، ورهاب مزمن، -والحمد لله- بعد الدعاء والأخذ بالأسباب من رياضة، ودعاء، وأي سبب أجده أمامي أفعله، خفّت الأعراض عندي كثيرا، لكن مشكلتي الآن الرهاب الخفيف، أي شيء فيه جمع غفير، وخاصة الإمامة في الصلاة، أو الدخول على جمع غفير كقاعات الأفراح إذا كنت لوحدي، والعارض يكون على شكل خفقان، ويصل إلى درجة الرجفة الملحوظة، بل إن الإمامة بمجرد التفكير فيها أرتجف، بالرغم من أني أتمنى أن أصلي بالناس.

المشكلة الأكبر الآن التوتر والقلق بدأ يزيد عندي، والملاحظ أني إنسان حساس جدا، فريقي الذي أشجعه لا أستطيع أن أشاهد له مباراة من شدة توتري من مشاهدة المباراة، كذلك أذكر عندما مرضت ابنتي توترت لدرجة أني قلت: سوف يتوقف قلبي من شدة التوتر، وأي عارض يمر علي أتوتر، وتوتري انحباس بالصدر، وكهرباء بالأعصاب، والمصيبة أني أحس أن قلبي سوف يتوقف.

علما بأني جربت السيروكسات حبتين 25 قبل سنتين، ولكن ليس هناك تحسن ملحوظ، وقرأت عن زولفت، وقرأت عن لسترال، وبرستينج، لكن بعد الله لا غنى لي عن مشورتكم، أريد دواء غير إدماني، وليس فيه أعراض جانبية كبيرة، والأهم لا يؤثر على الحيوانات المنوية.

أسأل الله أن يبارك لكم في أعمالكم وأرزاقكم وأولادكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت مدرك تمامًا لطبيعة القلق الرهابي الذي تعاني منه، وهو نوع من الخوف الاجتماعي أعتبره من الدرجة البسيطة بإذن الله تعالى، ومن أهم سبل العلاج هي: أن تحقّر هذه الأعراض، مهما اشتدت عليك، مهما كانت محبطة لك لا تعيرها اهتمامًا، وتجاهلها، وقم بما هو عكسها تمامًا.

من الضروري أن تكون لك برامج ثابتة للتفاعل الاجتماعي مثل: زيارة المرضى، زيارة الأهل، مشاركة الناس في أفراحهم، الحمد لله أنت حريص على الصلاة، لو مارست رياضة جماعية أيضًا هذا فيه خير كثير جدًّا لك، تمارين الاسترخاء يجب أن تكون حريصًا عليها، وموقعنا أوضح تفاصيل هذه التمارين من خلال استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطبق ما ورد فيها.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أعتقد أن عقار (سيرترالين) وهذا هو المسمى العلمي، ويسمى تجاريًا (زولفت) أو (لسترال) سيكون من الأدوية الممتازة والمتميزة جدًّا لعلاج حالتك، هو قد يكون أفضل من الباروكستين – أي الزيروكسات – وليس له تأثير سلبي على الحيوانات المنوية، قد يؤدي إلى تأخير بسيط في القذف المنوي، لكنه لا يؤثر على الذكورية أو الإنجاب.

الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة بسيطة، أن تبدأ بنصف حبة – خمسة وعشرين مليجرامًا – يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلاً، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

ويفضل أن تُدعم السيرترالين بدواء آخر يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) واسمه العلمي (فلوبنتكسول)، جرعته بسيطة جدًّا، وهي نصف مليجرام، تتناولها يوميًا في الصباح لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله وتستمر على الزولفت كما أوردنا لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً