الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يلازمني وسواس مطبق بكثرة الشكوك والحلف على كل شيء، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا إنسانة متقية لله، أبتعد قدر المستطاع عن الحرام، لكن منذ فترة ابتلاني الله بكثرت الشكوك والحلف، منذ صغري وأنا كثيرة الشكوك في الصلاة، في الصيام، في كل شيء.

حلفت أني لا أركب تقويم أسنان، وإذا ركبت تقويما لا أدخل الجنة، ماذا أفعل هل أركب أم لا؟ ونفس الشيء صار مع الزواج.

سؤالي: إذا ركبت تقويما أو تزوجت هل أدخل الجنة، أم هذا من عمل الشيطان، ولا يمنعني من دخول الجنة؟

أنا كتبت عدة أسئلة لكم، لكن لم تفتوني، أرجوكم أنا في حالة لا يعلمها إلا الله، أصبحت أمارس العادة بسبب هذا الكلام، وكلما أتخيل نفسي أني سأتزوج أقول: لا أريد؛ لأني إذا تزوجت سأدخل النار، هل أتزوج وأركب تقويما للأسنان أم لا؟

إن قلت: لا تمر أختي من جنبي قبل أن تطفئ اللعبة التي في الجوال، وبعد ما مرت انتبهت أني حلفت، وأن من عادتي أني أتكلم بذلك بسبب الشكوك والشيطان الذي يلازمني، يعني: يمكن أن يكون الحلف لغوا، ويمكن بسبب الشيطان، يعني: شيطان الصلاة والطهارة.

أنا دائما من عادتي أني أقول: لا أرفع الكأس، لا أرد على الجوال، أشرب الماء بسرعة قبل أن يصير كذا وكذا، يعني مثال: قبل أن يتكلم أخي، أو أو أو، الله يعلم بحالي، كله كلام وأفكار من الشيطان، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جيني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك هذه واضحة جدًّا بالنسبة لنا، وقد عبرت عن نفسك بكل وضوح وصدق، وأنا أطمئنك –أيتها الفاضلة الكريمة– أن هذه المعاناة التي تعانين منها سببها مرض نفسي يسمى بالوساوس القهرية، ووساوسك هي: من النوع الفكري التكراري، أو ما نسميه بـ (الاجتراري) والأفكار أفكار مزعجة متداخلة، وقطعًا الأفكار أصبحت أكثر شدة لديك؛ لأنك ترجعين دائمًا لمناقشتها، وتحليلها، ووجود بعض الحلول لهذه الأفكار الشاذة، هذا نسميه بـ(الحوار الوسواسي) وهو بكل أسف يثبت ويقوي الوساوس.

الوساوس باطلة، وكل ما يقوم عليها باطل، هذا هو الذي ذكره علماؤنا ومشايخنا جزاهم الله خيرًا، فلا تنزعجي –أيتها الفاضلة الكريمة– وأريدك أن تحقري هذه الأفكار، ولا تناقشيها، وحين تأتيك الفكرة قولي لها: (أنت وسواس حقير، لن أناقشك) كرري هذا عدة مرات، وفي ذات الوقت حين تأتيك هذه الفكرة قومي بالضرب على يدك بقوة وشدة على جسم صلب كالطاولة، الفكرة هي: أن تربطي بين الألم الذي يحدث من الضرب على الطاولة والفكرة، حين نربط بين الاثنين يحدث نوع من الفراق ما بين الاثنين، ويعرف أن الفكرة الوسواسية سوف تبدأ بالضعف حتى تزول تمامًا.

هذا التمرين يكرر عشر مرات متوالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء.

النقطة الثالثة: أنت محتاجة لعلاج دوائي، هنالك أدوية ممتازة، أدوية فعالة لعلاج هذا النوع من الوساوس، وأفضل دواء يعرف باسم (بروزاك)، أنت لم تذكري عمرك، لذا أنا أفضل أن تذهبي مباشرة إلى الطبيب النفسي ليختار لك الدواء الذي يناسب عمرك.

هنالك أدوية محترمة، أدوية سليمة، أدوية فاعلة، أرجو ألا تتأخري عن العلاج، فالعلاج - بفضل الله تعالى– متوفر، والأدوية ممتازة وسليمة جدًّا، عيشي حياتك بكل اجتهاد وأنشطة وفعالية، واصرفي انتباهك تمامًا عن هذه الأفكار، واستعيذي بالله تعالى من الشيطان الرجيم، واسعي دائمًا لبر والديك، هذا كله إن شاء الله تعالى يساعدك كثيرًا.

إذًا خلاصة الأمر: طبقي ما ذكرته لك من نصائح، واذهبي مباشرة لمقابلة الطبيب النفسي، أخبري أهلك، وأنا متأكد أنهم سوف يوافقون؛ لأن هذه الحالة فعلاً تسبب ألمًا نفسيًا كبيرًا جدًّا، وعلاجها أصبح سهلاً جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • طاجيكستان

    انا ايضا مثلها

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً