الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع زوجي ليفهم كلٌ منا الآخر؟

السؤال

السلام عليكم.

أرجو منكم المساعدة في حالتي، فلا يوجد لي أحد بعد الله في حل مشكلتي، أعاني من كيفية التعامل مع زوجي، لدينا مشاكل لا تقل عن مشكلة كل أسبوع.

1- زوجي لا يتعامل برومنسية إلا في أوقاته الخاصة، وأنا جدا رومنسية، وعندما أصارحه يقول لي بأن الحياة هكذا، وأنا لم أتقبل هذا العذر، وأعرف جيدا أنه يحبني.

2- عندما أشتكي له يستهزئ بي بعض الأحيان عندما لا يعجبه الموضوع أو لا يكون مهما جدا، لكن تضايقت منه فيقول لي بأني تافهة ولا يوجد شيء يضايقني، أو يضع علي اللوم بأنني أريد أن أفعل مشاكل، وعندما أكون في فترة اختبارات يقول لي أنت نفسيتك تعبانة وتزعلين، أنا أقول له: عندما أشتكي لك اسمعني، وقل لي خيرا أو لا تجرحني بكلمات ليس لها معنى، فكل منا له وجهة نظر تخصه، أنت ترى أن المفروض ألا أزعل أو أن الموضوع تافه، حاول الاختصار بكلمتين يزيح ضيقي، ولكن في المقابل لم يتعلم.

3- عندما هو يزعل يقول لي: اتركيني وحدي وسوف أهدأ، وهذا صحيح، ولكني لا أتركه بأن لا أجلس ساعة بدون ما أذهب إليه وأحاول إرضاءه، وهو على أتم الاستعداد أن يقعد أياما مزعلني، وعندما أبكي يقول لي بأني كثيرة البكاء، وأي موضوع يبكيني، فساعات يدير ظهره لي وينام أو يخرج من المنزل أو يذهب للغرفة الثانية.

4- أنا لا أتحمل أن يخطئ علي بكلمة، أغضب وبشدة، ويتطور الموضوع بأنني أتكلم وأصرخ، وفي الأخير يقول بأنني أعشق المشاكل.

5- قليل السؤال عني حين أسافر للدراسة أو رحلة مع أهلي، حتى حين يتصل يتكلم معي كأني أخته وليس زوجته، وقلت له ذلك، وقال أنت تريدينني في جميع الأوقات رومنسيا، لا أعرف ماذا أفعل، هل أنا مريضة نفسيا أم هو؟ أم لم نتمكن من فهم بعضنا! كيف أتعامل معه فأنا أحبه كثيرا، وهو أيضا، بيننا ابنتان يعشقهما بجنون!

لا أنكر بأنه طيب، وفي أوقات الهدوء حنون، وكل ما أطلب مجاب، وتغير كثيرا في شخصيته ليواكب حياتنا، وليحقق لي أفضل الدرجات في دراستي، فهو يتعب ويذهب بي لأمي لتساعدني في أطفالي، ولكن لا يمكنه السيطرة على المشاكل.

للمعلومية: حتى أهلي يتضجرون مني حين أغضب، فأنا عصبية ولا أتحمل الأخطاء، ولكن لدي قلب، والكل يقول ذلك، فأنا خفيفة الدم، وحنونة على الجميع، وكلهم دائما لا يشكون همهم إلا لي!

أعلم أني أطلت عليكم، ولكن قلبي يتألم على حالتي، أصبحت دائما متعبة من المشاكل، شكرا لكم لسماعكم لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم البنات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يديم عليكم معاني الحب والمودة في بيتكم، هذا البيت عامر بالحب -ولله الحمد- والاختلاف في وسائل التعبير عن الحب، وأنت تريدين أن تعاملي زوجك على أنه أُنثى، فاعلمي أن للرجل خصائص، وأنه يهرب عند المشاكل، وأنه يعبر عن حبه بوسائل كثيرة وغالبها العطاء، والمرأة بحاجة إلى أن يعبر لها زوجها تعبيرًا لفظيًا ويُعلن عن مشاعره، فإذا تأكدت وتيقنت –ولله الحمد– أن هذا الزوج يُحبك -ونحن نؤكد لك ذلك– فعليك أن تصبري عليه، فالمسألة تحتاج إلى وقت، خاصة في بيئاتنا العربية، يحتاج الرجل إلى وقت طويل حتى يتأقلم على مثل هذه الحياة العامرة بالمعاني الرومانسية والحب المتواصل.

ولذلك أرجو أن تعطيه فرصة، وأرجو أن تهوني على نفسك، فأنت طبيعية وهو طبيعي، لكن يجب أن تدركي الفرق بين الرجل والمرأة، وكيف تتعامل المرأة مع زوجها، وكيف هي نفسية الرجل، وكيف هي نفسية المرأة، فواضح جدًّا هذه المسائل، وننصح بقراءة الكتب التي تتحدث عن الفرق بين المرأة وبين الرجل في طريقة التفكير، وفي طرق التعامل مع المشاكل، وطريقة فهم الأمور، في كل مسألة هناك خلاف كبير، وكانت هذه أكبر الصفعات للذين يريدون أن يساووا بين الرجل والمرأة، لكن الدراسات العلمية العميقة تفضحهم، حتى قالوا في النهاية: (المرأة من كوكب والرجل من كوكب).

نحن نقول: النساء شقائق الرجال، لكن هناك اختلافات كبيرة حسب المهمة التي كُلفَ بها كلّ من الرجل والمرأة، فالمرأة يغلب عليها الجانب العاطفي، وهذا يناسب مهمتها ورسالتها التربوية، بل رسالتها الإنسانية، فالمرأة هي التي تمنح العطف والحب والحنان للزوج وللأخ وللأبناء وللبنات، فهي مخزن العواطف، بخلاف الرجل الذي يحب أن يُحكّم عقله ويُدير أسرته ويرعى مصالحها، ويكافح من أجل أن يتسبب في جلب الرزق لها، فهناك فروق كبيرة لا بد أن تعرف.

والأمر -ولله الحمد- بهذه الطريقة طيب، وأنت لا بد أن تتفهمي هذه الأمور، وأسعدني وأفرحني قولك: (الزوج تغير، ويحاول أن يتغير) وهذا ما قلناه، فالمسألة مسألة وقت فقط، فأنت تحتاجين إلى أن تصبري، وتحتاجين إلى أن تفهمي طبيعة الرجل، واعلمي أنه عندما يتكلم معك ويسأل عنك هذا كله دليل على حبه، بل عندما يسأل: (هل جاءكم أحد؟ هل عندكم غداء؟ عندكم عشاء؟) هذا نوع من الحب والملاطفة، وإذا كان خرج غاضبًا فهذا اعتذار من الرجل يعتذر بهذه الطريقة، عندما يسأل عن البنيات، أو عندما يسأل عن الطعام، عندما يسأل عن الشراب، فإن هذه طريقة اعتذار، ولذلك أنت بحاجة إلى فهم نفسية الرجل، والرجل بهذه الطريقة هو بحاجة أن يعرف نفسية المرأة وحاجتها إلى العواطف وإلى الاهتمام وإلى الرعاية.

لكن الأمور طيبة، وأنت تقولين: (هو الآن يبذل مجهودا كبيرا ويجتهد من أجل نجاحك) وكل هذا يدل ويطمئنك على أن هناك مشاعر نبيلة في قلب هذا الرجل، ونحن ندعو الرجال والنساء إلى أن يُحسنوا التعبير عن عواطفهم، فالعواطف موجودة، لكن المطلوب هو كيفية التعبير عنها، والمرأة بحاجة إلى التعبير اللفظي المباشر، وبحاجة إلى الثناء المفصل، وهذه أمور لا ينتبه لها الرجل، فينبغي أن ينتبه زوجك وكل الرجال إلى هذه المعاني، ولا بأس أن تذكريه بذلك بين فتر وأخرى، وأرجو ألا تسارعي باتهامه ولا بلومه، ولكن عليكم بجلب الكتب التي تتحدث عن هذه الفروق وعن هذه المسائل، وإدارة الحوار بينكم، حتى تطوروا من ثقافتكم وفهم كل طرف للطرف الآخر.

نسأل الله تبارك وتعالى لك وله وللبُنيات ولأسرتكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق بهجة الزمان

    جزاكم الله خيرا كلام جميل ويريح النفس...انا شخصيا استفدت منه لاني تقريبا على نفس الخلاف وان شاء الله استفيد من نصائحكم

  • العراق مجروحة من اعز الناس

    مساء الخير حبيبتي صارحي زوجك وقوليلة انت غير رومنسي واني ميعجبني هيج حاول اتصير رومنسي علمي على الجو الرومنسي دائما وازينيلة وكوني نضيفة القلب والروح والجو الطيف دائما وبين قوسين (اني مثلج اعاني من هذا الشي )بس نعذرهم من ضغوط الشغل الشارع لوضاع هم نفستهم تتعب اتمنى استفاديتي شي واعتذر اذا سات ابكلمة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً