الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف وعدم شعور بالسعادة وأفكار مزعجة، ما سببها؟

السؤال

السلام عليكم.

أصبت بشيء لا أعلم ما هو في الحقيقة؛ لقد شعرت فجأة ومن دون سابق إنذار بالخوف الشديد، وكأن هناك أحدا في عقلي يقول لي: الآن سوف تموتين.

بعدها شعرت بالارتجاف، ومن ثم أخذت الحالة تسوء أكثر حيث أصابني الاكتئاب، كرهت الحياة ولا أشعر بطعم السعادة كما كنت أشعر بها من قبل، كرهت كل الأعمال والأشياء التي أحبها.

بعدها أصبحت تأتنيي أفكار لا أعلم من أين، لكنها كلها عنف وقتل، وأصبحت أخاف من كل شيء، مثلاً: أخاف أن أضحك؛ لأنه إذا ضحكت تأتيني فكرة وكأن شخصا يتحدث بداخلي يقول: بأنني لن أستمتع بهذه الحياة، أو أنني فتاة ليست جيدة، أو ليس لي إحساس، ومن هذه الأفكار والصور التي تدور في رأسي.

ذهبت إلى طبيب نفسي، فوصف لي أول الأمر (سيبرالكس) لكنه لم ينفع معي، ومن ثم وصف لي (سيروكسات) وأيضاً لم يأتِ بنتيجة، أما الآن فأنا على (زولفت) حبتين و(بروزاك) ثلاث حبات.

أخيراً: أريد أن أسأل، بعد كل هذه الأشياء التي حدثت لي أصبحت أشعر بنبض في جميع جسدي؛ هل هو بسبب الخوف أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara ali حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالنوبة التي أصابتك من الواضح أنها نوبة هلع، أو ما يسمى بالهرع والفزع، وبعد ذلك أتتك أفكار وسواسية تتمثل في حديث النفس الذي ينتابك.

فإذن تشخيص حالتك أنك تعانين من قلق المخاوف الوسواسي، وهذا أدى إلى الشعور بالاكتئاب الثانوي.

العلاجات الدوائية مهمة لكنها ليست الوحيدة، أنت محتاجة لعلاجات سلوكية: التدرب والتعلم على كيفية التغلب على المخاوف، ومواجهتها، وأن توضع لك برامج ما يسمى بالتحصين التدريجي، والإخوة في الكويت لديهم مقدرات كبيرة في مثل هذه العلاجات، حيث إن المختصين النفسانيين كُثر جدًّا.

تحتاجين أيضًا أن تطبقي تمارين الاسترخاء باستمرار، وسيكون من المفيد لك جدًّا أن تمارسي أي نوع من الرياضة يناسب الفتاة المسلمة، ولابد أن تُحسني إدارة وقتك وتركزي على دراستك، هذا كله فيه خير كثير جدًّا لك.

بالنسبة للعلاج: أنت الآن تتناولين جرعة عالية من الدواء، هي عالية بالفعل نسبيًا، لكنها لم تخرج عن نطاق السلامة، يعرف أن كل خمسين مليجرامًا من الزولفت تعادل عشرين مليجرامًا من البروزاك، وجرعة البروزاك القصوى هي أربع كبسولات في اليوم، وجرعة الزولفت القصوى هي أربع حبات في اليوم، يعني أنت تقريبًا في قمة النطاق المسموح به لتناول هذه الأدوية، فأرجو ألا تزيديها، وحاولي أن تعتمدي أكثر على ما ذكرناه لك من إرشادات، وتقومي بجلسات نفسية، فهذا سوف يساعدك كثيرًا.

بالنسبة للشعور بالنبض: هذا بالطبع سببه حساسيتك الخاصة جدًّا في مراقبة وظائفك الفسيولوجية والجسدية، الجسم فعلاً كله ينبض؛ لأن النبض هو أساس الحياة، والنبض مصدره القلب، والذي يظهر لك في جسدك هي الشرايين -إما الشرايين العميقة الكبيرة أو الشرايين السطحية الرقيقة– كلها تنبض، وهذا دليل على الحياة، فلا تنزعجي لها، يظهر أنك حساسة وقلقة، لذا تلاحظين مثل هذه الأمور الطبيعية جدًّا، والتجاهل مطلوب في مثل هذه الحالات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الإمارات محمد

    الله يبارك فيكو ماشاء الله الله عليكوانابشكركو على توجيهاتكو والحرص على سلامت المرضى والتعاون معهم فيما لا يعرفون

  • أمريكا طلال

    سؤال الأخت ساره علي سؤال مميز انا اعاني نفس المشكله أو أقوا بكثير بس إجابتك مش مقنعه ياشيخ انا اسف

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً