الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقار [Paroxetine] وتأثيره السلبي جنسياً!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجع لكم مرة أخرى، أنا أخوكم الشهيمي، إن قلت لكم شكرا فهذا تقصير مني، ولكن أقول: جزاكم الله خيراً على هذه الخدمة الأكثر من إنسانية، ومن قال لمن صنع له معروفاً جزاك الله خيرا، فقد بالغ في الثناء، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

كنت قد استشرتكم سابقا في موضوع الضعف الجنسي، رقم الاستشارة 2143978 وهنا أرجع من جديد، حيث إني مصاب بـ(OCD) الوسواس القهري، وقد تركت استخدام Respiredone لما له من آثار جانبية كثيرة تطغى على الأثر العلاجي المطلوب، مثل الخمول الشديد، وعدم وضوح الرؤية لدي، والدوران، وغيرها من الأمور التي عانيتها طيلة فترة تناولي لذلك الدواء، والتي ظننت أنها سوف تزول مع الأيام؛ لأن الدواء جديد على الجسم، ومفعوله قوي، ولكن بعد أن أكملت أسبوعين تركت الدواء -طبعاً باستشارة من الطبيب النفسي- فصرف لي الطبيب دواءً آخر اسمه: Triflouperazine بجرعة 3 mg يوميا، ولله الحمد هذا الدواء الجديد أفضل كثيراً عن سابقه الذي له آثار.

كما أني أستخدم Paroxetine بجرعة 80mg يومياً، مع Triflouperazine 3mg يوميا، المشكلة التي أعانيها هي الضعف الجنسي الذي كنت أعتقد أن سببه هو Respiredone ولكن مع الأيام اكتشفت أنه ليس هو السبب؛ لأني استبدلته بـTriflouperazine وكذلك نسبة الـ Prolactine طبيعية في جسمي، وأمارس الرياضة، واكتشافي هذا منذ بداية تناولي الـParoxetine -أي منذ 30/7/2011- حيث كنت سابقاً -أي قبل تناولي لأدوية الوسواس القهري- لا أعاني من الضعف الجنسي، بل أعاني من سرعة في القذف، حيث إن الاحتلام عندي كان بسرعة مستمرة، حيث أتفاجأ بوجود السائل المنوي على ملابسي عند نهوضي من النوم بمعدل خمس مرات أسبوعيا تقريبا، ولما أصبت بالوسواس القهري واطلعت على تأثير الأدوية وجدت أن مضادات الاكتئاب يمكن أن تؤخر سرعة القذف.

سؤالي: هل يمكن أن تسبب ضعفاً جنسياً؟ لأني -كما أسلفت- لم أحتلم إطلاقا منذ أن بدأت استخدام الـParoxetine، وسؤالي الآخر: إذا كانت تسبب الضعف الجنسي فكيف يمكنني أن أتخلص من هذه المشكلة لكي أعود طبيعيا مع اقتراب موعد الزواج؟

يا جماعة أنا في مشكلة، وأشكو إليكم بعد شكواي لله، حيث لا أستطيع ترك الدواء، ولا استبداله بآخر كالـ Flouxetine، لأني عندما استخدمته قبل الـ Paroxetine لمدة عام ونصف تقريبا، أخذت فعاليته تقل تدريجيا، حتى وصل الحال بي أني آخذ 4 كبسولات يوميا بدون أن تؤثر على أعراض المرض، أي لم يعد لها تأثير أبدا، الأمر الذي أدى بالطبيب إلى تغييرالـ Flouxetine إلى Paroxetin، الذي هو أحسن بمليون مرة من الـ Flouxetine، حيث أني رجعت طبيعيا، ولكن مع الأثر الجانبي وهو الضعف الجنسي، فما هو الحل أو الحلول؟

أرجو إفادتي بكل ما تستطيعون من معلومات؛ لأن الأمر محرج بالنسبة لشخص مقبل على الزواج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الشهيمي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن مشكلة الضعف الجنسي هي مشكلة معقدة بعض الشيء، فهنالك أسباب نفسية وهنالك أسباب عضوية، وهناك تكون الأسباب مشتركة في بعض الأحيان، كما أن ثقافة الناس الجنسية وتوقعاتهم حول الأداء الجنسي تلعب دورًا كبيرًا في رغبتهم وأدائهم الجنسي.

الممارسة الجنسية لها دورة معروفة، هنالك أولاً: وجود الزوجة –نقولها بصراحة، هذا مهم جدًّا – في الغرب يقولون: وجود الشريك، لكننا قطعًا لا نؤمن بذلك، نحن نقول هنا: وجود الزوجة، وجود الرغبة، الاستثارة، الانتصاب، والإيلاج، والفعل الجنسي التام، ثم بعد ذلك هنالك مرحلة تعقب ذلك، وهي مرحلة هبوط الاستثارة، والشعور بشيء من الهمدان البسيط.

أنت الحمد لله تعالى شاب، وقطعًا مقاوماتك الجنسية كلها ممتازة، وأقصد بذلك (الرغبة – والمستوى الهرموني – والتحضير النفسي) هذه كلها مهمة لأن يستكشف الإنسان مقدراته الجنسية، وأنت ستتزوج قريبا كما ذكرت.

بالنسبة لموضوع القذف أو ما يسمى بالقذف الجاف: يعني أنك تحتلم لكن لا تجد إفرازًا منويًّا، أو حتى الاحتلام يكون قد قل، هذا له علاقة بالباروكستين، والباروكستين دواء ممتاز وفاعل، لكن في بعض الناس قد يؤدي إلى ضعف الرغبة الجنسية، وإن كان هذا التأثير تأثيرًا بسيطًا، لكن الذي يعرف هذه الحقيقة –أي أنه ربما يحدث تأثيراً سلبياً من الجرعات الكبيرة من الباروكستين– يلعب العامل النفسي دورًا كبيرًا فيه، وفي ضعف الرغبة الجنسية، والباروكستين قطعًا يؤدي إلى تأخير القذف المنوي، هذه حقيقة.

أيها الفاضل الكريم: أنت تتناول جرعة كبيرة من الباروكستين، وقطعًا سيظل هو المتهم الأول في موضوع ضعفك الجنسي، وإن كنت لا أرى أن وضعك قد تم اختباره بصورة صحيحة، لأنك غير متزوج - كما ذكرت وتفضلت – ولكنك مُقدم على الزواج، وهذا أمر جميل، وأنا أقول لك: لا تتهيب الأمر، لأن الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل، وهذه حقيقة أخرى.

النقطة الثانية هي: إن جرعة ثمانين مليجرامًا من الباروكستين قطعًا هي جرعة كبيرة مع احترامي للأخ الطبيب المعالج، لكن يمكن أن تخفض إلى ستين مليجرامًا.

في بعض الأحيان يستعمل عقار (ويلبيوترين) والذي يعرف علميًا باسم (ببربيون) بالرغم من أنه مضاد للاكتئاب، لكنه يُحسن الاستثارة الجنسية، كما أنه فعال حتى في علاج الوساوس، وما دام الباروكستين موجودًا ربما يكون فاعلاً، هذا ربما يكون خيارًا مطروحًا.

الخيار الآخر هو: استبدال الباروكستين بعقار (فافرين) والذي يعرف علميًا باسم (فلوفكسمين). أنت علقت على هذه النقطة وذكرت أن الباروكستين هو دواءك المفضل، ونحن نلاحظ هذا الأمر.

إذن: هذه كلها حلول والحلول الأخرى قطعًا تناول الأدوية التي تحسن الأداء الجنسي مثل الفياجرا، لكن هذا يجب أن يكون بحكمة وبرويّة وتحت الإشراف الطبي، وألا يُكثر الإنسان من تناول هذه المركبات.

هذه المقترحات التي أراها، وكثير من الذين يعانون من عدم الاستثارة الجنسية أو الضعف الجنسي لا تتحسن أحوالهم إلا إذا أجروا فحوصات وتأكدوا من مستوى هرمون الذكورة (تستسترون) وغالبًا مستوى هذا الهرمون يكون طبيعيًا مع الباروكستين، لكن إذا لم يتأكد الإنسان ويرى بأم عينه نتائج الفحص قد يظل متشككًا حول مقدراته الجنسية، وقد وُجد كعامل نفسي أن الإنسان حين يكتشف أن مستوى هرمون الذكورة لديه جيد وفي المعدل الطبيعي، هذا يقلل من روعه وخوفه حول أدائه الجنسي؛ لأننا كما ذكرنا أن المراقبة الصرامة على الأداء الجنسي والخوف من الفشل هي عوامل نفسية كبيرة جدًّا.

أيها الفاضل الكريم: الحلول موجودة وموجودة جدًّا، ويسعدني تمامًا أن أسمع أنك مُقبل على الزواج، ويجب أن تتجاهل موضوع الضعف الجنسي بعض الشيء. أنا أقول لك إنه موضوع مهم، وأنا أقدر كل كلمة وردت في رسالتك، لكن لا تجعله لك شاغلاً؛ لأن أداءك الجنسي - إن شاء الله تعالى – سوف يكون طبيعيًا، وأعتقد أن تخفيف جرعة الباروكستين سيكون حلاً جيدًا، وأنت مُقدم على مرحل استقرار نفسي -حقيقة-، بمعنى أنك قد لا تحتاج لجرعة عالية من الباروكستين أصلاً.

أما الاستلازين والذي يعرف علميًا (ترفلوبرزين) فليس له أثر جنسي سلبي، وهو دواء جيد جدًّا، وأتفق معك أن آثاره الجانبية قليلة، كما أنه يدعم فعالية الباروكستين والأدوية المشابهة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية في سبيل الله

    جزاكم الله كل خير

  • هولندا khalifa

    جزاكم الله خيرا على حبكم للخير، و أسأل الله أن يسبغ عليكم من أجره و خيره، حقا تعجز الكلمات عن وصف هذا الموقع، مستوى جد عالي من شيوخنا و دكاترتنا، إستشاراتكم لا تقدر بثمن،

  • أمريكا عماد

    جزاكم الله خيرا الله ينور عليكم

  • مجهول ابومنصور

    بارك الله فيكم وجزاكم خير الدنيا والاخره

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً