الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكل يراني إنسانة مملة، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 23 عامًا، مصابة بالرهاب الاجتماعي، سبق لي أن ذهبت إلى طبيب نفسي وأخبرته أني مصابة بالرهاب، ولم يناقشني أو يحاورني، وإنما كتب لي (سيروكسات) و(اندرال) دون أن ينطق بكلمة، لا أدري هل هذا صحيح أم لا؟

المهم أني بدأت العلاج ولم أستطع أن أكمله بسبب شدة الأعراض الجانبية، فحاولت أن أتواصل مع طبيبي، ولكنه لم يستجب.

أنا الآن بدأت تمارين الاسترخاء، وأصبحت أتناول (الاندرال) 10 ملغم، ولكن ليس بشكل دوري، وإنما قبل المواقف الاجتماعية التي أشعر أني سوف أخجل فيها، فهل هذا فيه ضرر علي؟

وسؤالي الآخر: أنا الآن مخطوبة، ولكني متخوفة من أن يمل خطيبي مني سواء في فترة الخطوبة أو حتى بعد الزواج؛ لأني دائمًا صامتة ولا أجد ما أقوله حتى مع أقاربي؛ لذلك لا أحد يفتقدني، وليس لدي صديقات بسبب صمتي المستمر، حتى إن حاولت التحدث لا أجد شيئًا أقوله أو أعلق عليه، لذلك الكل يراني إنسانة مملة.

أحيانًا أفكر أن أنهي موضوع الزواج؛ لأنه عاجلًا أم آجلًا سوف يراني مملة ويتركني، لا أدري ما العمل؟

آسفة عن الإطالة، وشاكرة لك مجهودك وردك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ابتسامه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا تنظري إلى نفسك بأنك فتاة مملة، ولا أعتقد أن الناس يعتقدون أنك بالفعل فتاة مملة، هذه كلها أفكار استباقية سلبية افتراضية تشاؤمية فرضتها أنت على نفسك، وهذه هي علتك الرئيسة.

نظرتك السلبية هذه أضرت كثيرًا بأفكارك، وجعلتك محاصرة ما بين التشاؤم والقلق التوقعي وعدم الثقة بالمستقبل، هذا كله فكر سلبي وليس أكثر من ذلك.

أنت - إن شاء الله تعالى – لديك المقدرة، وإن لم تكوني كذلك لما تقدم أحد لخطبتك، وتعبيرك في رسالتك ممتاز، فأرجو أن تحاولي أن تستكشفي نفسك ومقدراتها بصورة مختلفة مما أنت عليه الآن.

حاولي أن تكتبي قائمة بما هو إيجابي عنك فيما يخص شخصيتك، وتصرفاتك، وأنا متأكد أن هذه الإيجابيات موجودة، لكن السلبيات سيطرت عليك وأصبحت كفتها راجحة مما جعل كفة الإيجابيات أكثر خفة، والآن نريدها أن تكون أكثر رجاحة وقوة، وأثقل من الكفة السالبة، هذا ممكن.

البرامج اليومية التي يلتزم بها الإنسان ويطبقها دائمًا تفيده في أن يبني مهاراته، وأن يثق في نفسه، لا تتركي الأمور عشوائية، أديري وقتك، وحددي نقاطًا أساسية لتنطلقي من خلالها نحو أنشطة يومية، وأكرر (يومية) ودائمًا في نهاية اليوم راجعي نفسك لتقيمي إنجازاتك وإخفاقاتك ونجاحاتك وإيجابياتك وسلبياتك (وهكذا) وفي اليوم الثاني أيضًا التزمي بنفس البرامج وحاولي أن ترفعي من معدل الإنجازات، هذا مهم جدًّا.

لا تترددي أبدًا في موضوع الزواج، أنا متأكد أن لديك القدرة التامة على التفاهم والتحاور مع زوجك، الشعور السلبي فقط هو الذي أعطاك انطباعًا ألا مقدرة لديك، المقدرة موجودة، والمعرفة - إن شاء الله تعالى – موجودة. دعّمي نفسك من خلال التواصل الاجتماعي، ومن خلال القراءة والاطلاع.

مقابلتك للطبيب أعتقد أنها جيدة حتى وإن كانت سلبية من وجهة نظرك، ربما يكون الطبيب لم يعجبه ما ذكرته له من أنك مصابة بالرهاب، ربما كان يتوقع أن تذكري له الأعراض التي تعانين منها بتفاصيلها، وبعد ذلك تتركي التشخيص له هو.

عمومًا أنا أقول (حصل خير)، وأقول لك أن المواصلة مع الطبيب أيًّا كان شكلها فهي جيدة، وعقار (زيروكسات) - إن شاء الله تعالى – سوف يؤدي إلى نتائج طيبة جدًّا وممتازة جدًّا، فقط استمري على العلاج، استمري عليه لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وجرعته يجب أن تخفض تدريجيًا قبل نهاية فترة العلاج.

الإندرال يفضل أن تتناوليه بصفة منتظمة على الأقل لمدة شهر أو شهرين؛ لأن ذلك يساعد كثيرًا في التعافي، وحين تحسي بهذا التقدم الكبير في صحتك النفسية هذا يمثل دافعًا أساسيًا لك من أجل المزيد من التعافي والثقة في النفس - إن شاء الله تعالى -.

واصلي تمارين الاسترخاء فهي - لا شك - مفيدة جدًّا، وأرجو أن تلتزمي بها صباحًا ومساءً على الأقل لمدة أسبوعين، بعد ذلك لا مانع من تطيبقها عند اللزوم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً