الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعينوني على تقوية إيماني ويقيني بالله تعالى

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل كل شيء أحب أن أوضح لكم بأني مسلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهذه الشهادة بإذن الله ستكون آخر كلامي من الدنيا، ولكن مشكلتي باختصار أنه منذ صغري إلى الآن وأنا ينتابني قليل من الشك حول وجود الله سبحانه وتعالى وحول ديني، وهذا من الممكن أن يكون بسبب قله العلم في هذا الأمر!

فأنا أرجو من مشايخنا الأفاضل أن يصفوا لي مجموعة من الكتب تتحدث عن وجود الله، وعن مقارنه الأديان، وهذا ليس لأني لا أؤمن بالله عز وجل -والعياذ بالله من ذلك- ولكني فقط ليطمئن قلبي، فأرجوكم أن تساعدوني، جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمادة حمدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبا بك -أيها الأخ الحبيب- في موقع إسلام ويب، نسأل الله أن يثبتنا على الحق حتى نلقاه.
لا شك أيها الحبيب: أن الشيطان يحاول أن يصد الإنسان عن سبيل الله تعالى ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ومن لم يقدر على حرفه عن الطريق ويتمكن من ذلك، جاءه من قبل الوساوس محاولاً تشكيكه في دينه حتى يخرجه منه، ولكن إذا كانت هذه الوساوس تقابل من الإنسان المؤمن بالنفور منها، والخوف منها، وعدم الاستقرار إليها، فإن كراهة المؤمن لهذه الوساوس، ونفوره منها دليل على وجود الإيمان في قلبه.

وقد جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- كراهة هذه الوسوسة وخوف التحدث بها جعل ذلك دليلا صريحا على وجود الإيمان في قلب صاحبه، فقال لمن اشتكى إليه مما يجده من الوساوس، وخوفه من أن يتكلم مما يجده في صدره، قال له عليه الصلاة والسلام:- {ذاك صريح الإيمان}.

وفي حديث آخر: قال عليه الصلاة والسلام : (الحمد الله الذي رد كيده إلى الوسوسة)، أي أن الشيطان لم يستطع حرف هذا الإنسان عن الطريق وإخراجه عن دينه، فرجع إلى الوسوسة، وهو ضعيف وكيده ضعيف كما أخبرنا الله في كتابه:- {إن كيد الشيطان كان ضعيفا}.

والمطلوب من الإنسان المؤمن أن يستعيذ بالله تعالى، ويلجأ إليه، ويطلب منه سبحانه وتعالى التثبيت؛ فإنه وحده جل شأنه يثبت من يشاء على الخير والهدى، ويزيغ قلب من شاء سبحانه وتعالى، فقد قال جل شأنه: { يثبت الله الذين ءامنو بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة}.

وكان من دعاء أهل العلم والإيمان أنهم يقولون:- {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا}، فينبغي أن تكثر من هذه الدعوات -أيها الحبيب- وتلجأ إلى الله تعالى وتعتصم به.

ولا ننصحك أبداً بأن تدخل في هذه المرحلة بقراءة الكتب التي تناقش الشبهات والردود عليها؛ فإن هذه المرحلة، وهذا النوع من القراءة قد يضرك أكثر مما ينفعك، فابدأ أولا بتثبيت الإيمان في قلبك، ووسائل تثبت هذا الإيمان وتقويته كثيرة ومتعددة، ومن ذلك النظر في آيات الله سبحانه وتعالى من حولك، والقراءة في الكتب التي تلفت انتباهك لهذا، وتفتح عينك عليه، وهي كثيرة -ولله الحمد-، ومن أعظمها نفعا أن تقرأ كتب التوحيد للشيخ: عبد المجيد الزنداني - حفظه الله تعالى- فله مجموعة طيبة في كتب التوحيد تثبت وجود الله سبحانه وتعالى، وربوبيته وخلقه، وتثبت بعض صفاته سبحانه وتعالى من خلال التفكر في آياته وخلقه.

ومن الكتب النافعة في تقوية العقيدة إثبات صحتها وإيجاد البراهين الدالة عليها كتاب (الإسلام يتحدى) فهو كتاب نافع وجميل فننصحك -أيها الحبيب- أن تقتصر على معرفة العقيدة الصحيحة ببراهينها وأدلتها؛ فإذا رسخت في القلب وتشربت هذا القلب وأيقن بها، واستقرت فيه، بعد ذلك يمكن للإنسان أن ينظر في شبهات المخالفين لهذه العقيدة الصحيحة وكيفية الرد عليها.

نسأل الله بأسمائه الحسنى أن يعصمنا وإياك من كل سوء، وأن يثبتنا على دينه حتى نلقاه عليه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا الأوفاز

    جزاكم الله خير مشايخنا الكرام جواب جميل و كافي ..
    حفظك الله أخي الغالي.يتضح حقا أن نور الايمان بنبعث منك و أحب أن أضيف عليك دعائين سينفعك ان شاء الله
    1 اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
    2 اللهم اني أعوذ بك أن أشرك بك و أنا أعلم و أستغفرك مما لا أعلم .

  • مصر ياسر احمد

    جزاكم الله عنا كل خير اللهم ثبتنا على الحق حتى نلقاك وكل المسلمين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً