الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرضت لصدمة نفسية، فكيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حالتي مستعصية، وأريد الحل لها من بعد إذنكم، لأني متعب كثيراً.

اسمي فادي، العمر 24 سنة، موظف وطالب بجامعة من الأردن، والمشكلة تعرضت لموقف من صديقي، وكان الموقف بأنه كنا نتمشى مع بعض في سيارة صديقي، وكان شارباً للخمر، فتفاجأت بأنه حمل السكين واتصل بصاحبه لكي أتكلم مع صاحبه، ويتهمني بأنني قلت عليه بعض الكلام! فبدأت بالصراخ على نفسي، ورفع سكيناً، وقال أعد كلامك من ورائي لصاحبه على هاتف، وبدأ بتهديدي، ويقرب السكين على وجهي، ويقول الكلام وأنا أعيد من ورائه الكلام ليسمع صاحبه الذي على هاتف، وكل ما أحاول الفرار يمسك بيدي، ثم قال صاحبه اتركه، وتركني، فرجعت إلى البيت خائفاً كثيراً، ومرتعباً من الموقف، فبدأت بالقيء والقلق والخوف الشديد.

الآن أعاني من بعض الأعراض المؤثرة على حالتي النفسية والصحية:

1- التقيؤ على الريق في الصباح الباكر، وله 3 أسابيع مستمرة مع حالتي، وبعد التقيؤ لا يأتي على بالي الطعام طول النهار، والشهية معدومة تجاه الطعام.

2- القيام من النوم مبكراً حتى بأيام العطل، ويصاحبني القلق عند القيام من النوم، فأذهب إلى غرفة التلفاز، ولا أقدر بأن أرجع إلى الخلود في النوم.

3- الشعور بالخوف والتوتر عند الجلوس لوحدي، وأريد أن أبقى دائماً خارج البيت، وبعيداً عن أهلي لأكون مرتاحاً.

4- أكون جالساً مع أناس وأشعر بأن المشكلة قد رجعت على شكل فيلم يحدث أمامي.

5- أخاف الذهاب لأي مكان كنت أزوره في الماضي مثل زيارة الأصدقاء، وذهابي إلى السوق أو شرب (الأرجيلة).

6- في العمل والجامعة أحس بأنني انطوائي لا أريد أن أعمل أو أذهب إلى الجامعة.

7- كنت دائماً باستمرار أكثر الجلوس على الانترنت وأتصفح المواقع، لكن الآن أخاف بأن أفتح جهاز حاسوب.

وضع الأسرة في البيت: الوالد متوفى، ونحن 3 أولاد فقط، الوالدة متضايقة مني بسبب التغيرات التي حدثت مع تحركاتي ونفسيتي، فساعدوني لأني بدأت أتدمر، وأشعر بأنني سأقتل نفسي من أجل الراحة، ووزني نقص 7 كيلو بخلال 7 أيام.

ملاحظة: عانيت قبل 7 سنوات نفس الموقف والمشكلة، وأحسست بأن موقفاً كان بالأمس قد حدث، ونفس الأعراض التي كنت أعاني منها التي ذكرت، وقد رجعت مرة أخرى نفس الأعراض إلي.

دهبت إلى عدة أطباء وتم إجراء فحوصات، والنتيجة تكون سليمة، وتم استعمال الطب البديل، والمشكلة نفسها لم تتغير، وذهبت إلى الشيخ وتمت القراءة على رأسي، لكن إلى الآن أحسن بالخوف والقلق.

أرجو منكم مساعدتي ودلالتي على طبيب نفسي متفهم بالأردن.

وجزاكم الله خيراً ودمتم أهلاً للعون والمساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لا شك أن الموقف الذي تعرضت له هو موقف ليس بالسهل، ونقول لك الحمد لله على السلامة.

التبعات والإفرازات التي حدثت من ذلك الموقف وما تعاني منه الآن من أعراض، هذا نسميه بعصاب ما بعد الصدمة، ووصفك جميل جدًّا حقيقة لما تعاني منه من قلق وتوتر واجترارات، وأنك تعيش الصورة الذهنية بما حدث من وقت لآخر، وهذه سمة رئيسية من سمات ما يسمى بعصاب ما بعد الصدمة.

هذه الحالات تعالج من خلال:

أولاً: أن تحمد الله كثيرًا أن أنجاك من هؤلاء القوم، هذه مهمة جدًّا، وأن تسعى جادًا بألا تضع نفسك في مثل هذه المواقف.

ثانيًا: أذكرك بأن هذه الأعراض غالبًا سوف تنحسر وتقل وتختفي - إن شاء الله تعالى – هذا هو التاريخ الطبيعي لعصاب ما بعد الصدمة، لكن بالنسبة للذكريات والاجترارات لما حدث هذه ربما تظل معك بعض الشيء، حاول أن تصرف انتباهك عنها، وأن تحمد الله تعالى أن أنجاك، هذا يساعدك كثيرًا.

ثالثًا: أريدك أن تمارس الرياضة، وكذلك تطبيق تمارين الاسترخاء: (2136015).

رابعًا: عليك بإدارة وقتك بصورة صحيحة، أنت الحمد لله موظف وطالب، وهذا يعني أنه لديك الكثير من المشاغل المفيدة، فاصرف انتباهك من خلال التطوير المهني وكذلك الأكاديمي.

خامسًا: أبشرك بأنه توجد أدوية فعالة جدًّا لعلاج عصاب ما بعد الصدمة، الدراسات أشارت إلى أن عقار سيرترالين والذي يعرف تجاريًا باسم (زولفت) أو (لسترال) مفيد في مثل هذه الحالات، ومدة العلاج على هذا الدواء هي ثلاثة إلى ستة أشهر، يمكنك أن تبدأ في تناوله بجرعة صغيرة، وهي نصف حبة – أي خمسة وعشرون مليجرامًا – تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

هنالك دواء آخر نصفه كدواء مساعد، وهو متوفر في الأردن، الدواء يعرف تجاريًا باسم (ديناكسيت)، أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم تتوقف عنه، لكن تستمر في تناول السيرترالين كما شرحت لك، ويجب أن تكون حريصًا على التطبيقات السلوكية الأخرى، فهي لا تقل أهمية عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً