الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محتار مع خطيبتي، هل ستكون زوجتي التي تعينني وتساعدني أم لا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب كنت خاطباً سابقاً، وخطيبتي كانت عندها مشاكل في الأسرة، وكان والدها منفصلاً عن والدتها، مما أدي لاضطراب في نفسيتها، ومع هذا كنت شديداً معها، حيث إنها كانت تفعل أشياء تغضبني، وكنت إنساناً غيوراً، وهي كانت عفوية، فمع شدتي وانفصال والدها لم تكن راغبة في إكمال الخطوبة، وجاء قرارها مفاجئاً لي.

لم تعطي لنفسها فرصة لتراجع نفسها أو لنتكلم، فكانت تعلم أني لو رأيتها وتحدثنا لتراجعت عن قرارها، فلم ترد أحداً أن يؤثر على قرارها، وأرسلت لي الذهب في خلال نفس الأسبوع، حتى تنهي كل شيء سريعاً، حتى لا تتأثر بتدخلات أي أحد، رغم أننا كنا نحب بعض، ومررت بفترة قاسية أحسست فيها بالحزن وتأثرت في عملي، ومع أصدقائي.

كنت أحاول الخروج من هذه الحالة والخروج والمرح والتقرب إلى الله أكثر، وأن يهديني إلى ما فيه الخير، وكان دائماً لدي يقين أنها ستندم على هذا القرار، وأنها ما زالت تحبني، وأنا أيضاً كذلك، ولكني لم أستطع أن أرفع التليفون أو أتصل بها مرة أخرى بسبب كرامتي.

بعد مرور تسعة أشهر، وبعد تدخلات من البيت أن أرى عروسة أخرى خطبت مرة ثانية خطوبة تقليدية، وصالونات كما يقولون، وتوسمت فيها خيراً، وصليت استخارة لعلها تكون هي الخير لي بإذن الله، ولكن ما زال صورة خطيبتي السابقة تأتيني من الحين للآخر، على فترات متباعدة.

خطيبتي الحالية محترمة أسرة محترمة، بيت على خلق، وهي إنسانة طموحة، ولكن عندها 27 سنة، تصغرني بأقل من سنة، ولكن ليست هذه المشكلة، فأنا كنت أعلم ذلك.

المشكلة أنها لم يكن من ضمن طموحها فكرة الزواج، فهي تفكر في العمل فقط، وفكرة الزواج لم تكن من ضمن آمالها، وهي تحدثني عن أنها لا تريد أن تفشل، وأن يكون معها طفلان، وتركب مواصلات، وترى أن الحياة الزوجية ليست من ضمن أحلامها، وحقيقة أنا أحدثها دائماً عن أن الله لا يعطي الإنسان كل ما يتمنى، وأنه يعطي لتشكر، ويمسك لتصبر، ولكنها لم تتفوه بكلمة لتطمئنني.

هي لا تنطق بكلمة إلا إذا كانت متأكدة من أنها ستوفي بها، هي إنسانة فيها من الخير الكثير، ولكنها قليلة الكلام، ودائماً ما أرى أن طموحها يغلب كل شيء، أقصد طموحها في العمل، وأخبرتها أن الأولوية يجب أن تكون للبيت والزوج، حقيقة فهي تتأخر أحيانا في العمل! وتغضبني وتغضب أهلها، هي تصلي وتصوم الأيام القمرية، وكانت تساعديني على صلاة الفجر.

المشكلة الآن يا سيدي أن خطيبتي السابقة اتصلت بي بدون أن تعلم أني خطبت بعد شهرين من خطوبتي، وتحدثنا، ثم أخبرتها بأني خطبت ثم تحدثنا على فترات، وفي كل مرة أقول لها لا يمكن أن نتحدث، فأنا الآن خاطب إنسانة لا تستحق مني ذلك، ولكني بعد فترة أتصل ثم أندم أني اتصلت.

أقول لنفسي يجب أن أعطي فرصة أكثر لخطيبتي الحالية بمعزل عن أي ضغوط، وأي مقارنات بخطيبتي السابقة، والتي ما زالت تحبني، وأنا ما زلت أحن لها، واستطعت أن أفصل كثيراً هذه المشاعر، ولكن خطيبتي الحالية دائماً تجعلني أفكر كثيراً، فهي قليلة الكلام، ولا تتحدث إلا بما تستطيع أن تفعله، طموحة في عملها، وتتأخر في شغلها أحياناً، ولا تتحدث عن البيت أو الأسرة، أو أنها ستعينني أو تصبرني أو تكون معي في السراء والضراء.

أشعر دائماً أنها بالرغم من أنها تحبني إلا أنني أشعر أنها ليس عندها مشكلة في غضبي أو خصامي لها، لا تهتم كثيراً، ويمكن هذا بسبب قلة كلامها.

حقيقة هناك الكثير، ولكن يكفي هذا لتوضيح الرؤية، وسؤالي هو، إلى متى أصبر وأعطيها الفرصة؟ لا أتحدث لتقولوا لي أنت تحب أخرى، ويجب أن تنفصل وترجع لخطيبتك الأولى، لا والله، فرغم الضغوط التي علي إلا أنني أحاول مع خطبتي الحالية فلا أعلم إن كنت أكابر أم أنني على الطريق الصحيح، يرجى العلم أن خطيبتي السابقة أمها على خلق كبير.

هي بنت ممتازة أيضاً ولكنها عندها 21 سنة، وهي ذكية جداً، وعاطفية جداً وعندها حنان وحب ليس له نظير، ليس هذا لأني أحن لها ولكن ذلك بشهادة أقرب المقربين منها، وهي الآن تتمني أن أرجع، وفي نفس الوقت تتمنى لي كل خير، فهي تعلم أنها أخطأت وتسرعت، ولا تريد أن تظلم فتاة أخرى، لست أعلم سيدي هل أنا على الطريق الصحيح؟ أو ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إنه لا يخفى عليك أن الإنسان ينبغي أن يحب لنفسه ولأخواته ما يحبه لبنات الآخرين، ويكره لهم كذلك ما يكرهه لنفسه ولبناته، ومرحباً بك في موقعك ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

لا شك أنك الآن خطيب للثانية، وأنك جئت بعد انصراف الأولى عنك، وإنك جئت بصحبة ورغبة أهلك، وهي ولله الحمد محترمة، ومتقنة لعملها – وهي قليلة الكلام، ولا أظن أن قلة الكلام تعتبر عيباً على الإطلاق، بل ربما كانت منقبة خاصة إذا كان الكلام القليل مفيداً وصواباً.

نحن ندعوك أن تتذكر محاسن الثانية، وتتوقف عن الحديث مع الأولى، وعجل بإكمال مراسم الزواج، وعندها سوف يباح لك كل الكلام، سوف تجد من خطيبتك التجاوب والاحترام، وتذكر موقف الأولى والطريقة التي فارقتك بها، وأشكر لها تفهمها لوضعك الجديد، واشغل نفسك بطاعة ربنا المجيد، واجتهد في تأسيس بيتك الجديد.

أرجو أن يعلم الجميع أن كثيراً من الفتيات لا يحسن فن التواصل مع شريك العمر، إلا بعد إكمال مراسيم الزواج، وهذا هو الصواب، لأن الخطبة ما هي إلى وعد وبالزواج، وكم من خاطب ذهب بأسرار فتيات وبأسرار أسرهن ثم لم يعد.

المهم هو أن يتأكد كل طرف من صلاح الدين والخلق، وأن يجد الارتياح والقبول، وأن تكون المراسيم على خطى وهدى الرسول صلى الله عليه وسلم.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً