الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يؤذيني بالألفاظ الجارحة فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوجي عصبي جدًّا، ويسيء إليّ بالألفاظ الجارحة التي تجعل بيني وبينه حاجزًا كبيرًا، ولا أستطيع أن أجلس معه في مكان واحد.

حاول مرة أن يعتذر لي -وهو من الصعب أن يعتذر- ولكني قلت له الذي يكسر شيئًا يصلحه بالمال، والله عز وجل جعل كفارةً لليمين، والحكومة جعلت دفع غرامة للأخطاء.

وقد قلت له: إذا كنت تريدني فهاتِ لي هدية؛ لأجل ألا تجرحني مرة أخرى، وحتى تترك إهانتك لي، ونحن الآن في بيت واحد, ولكن كل واحد منفرد عن الآخر، وأنا سئمت كلامه؛ فهل أنا مذنبة؟
وهل ليس هناك كفارة للزوج عند إهانته لزوجته؟

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أهلًا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك, وأن يبارك فيك, وأن يقدر لك الخير حيث كان.

وبخصوص ما سألت عنه فلا شك أن الألفاظ الجارحة أمر لا يرضاه الإسلام، ولا يريده في البيت المسلم، بل أمر الله تعالى أن يكون الإحسان هو قاعدة البناء الصحيح في البيت، فقال تعالى {وعاشروهن بالمعروف} لكن البيوت -أيتها الفاضلة- لا تخلو من مشاكل، ولن تجد امرأة رجلًا كاملًا، كما لن يجد رجل امرأةً كاملةً، وقد نبهنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى التفكير في الأمور الإيجابية عند وقوع الأمور السيئة فقال: " لا يفرك مؤمن مؤمنة, إن كره منها خلقًا رضي منها آخر ".

قد قام زوجك بأمر غير صحيح حين جرحك ببعض الألفاظ، لكنه أتي معتذرًا، وكان ينبغي عليك أن تثمِّني هذا الأمر، سيما والرجل ليس من طبيعته الاعتذار.

لقد ظهر أمامه أن الاعتذار وعدمه سواء أمام طلبك (الكفارة), وهو أمر لم يطالبه الإسلام به.

أختنا الفاضلة : إن من صفات نساء أهل الجنة -وأسأل الله أن تكوني منهن- أنها عئود إلى زوجها, فبمجرد أن يبادر بالرجوع تسارع هي بالعودة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة، الولود الودود العئود على زوجها الذي إذا غضب قالت: لا أذوق غمضًا حتى ترضى).

عليه فأتمنى عليك أن تذهبي إليه لله، وتحدثيه وفي نيتك أن هذا تشبهٌ بنساء أهل الجنة، وأن تفاتحيه بالأمر, وتظهري له مدى سعادتك باعتذاره، وتظهري له محبتك له، وأنك حريصة على رضاه، ثم بعد ذلك وبكل هدوء تحدثينه في الألفاظ الجارحة, وسبل الابتعاد عنها بالابتعاد عن مسبباتها.

أختنا الفاضلة: إن الكرامة بين المحبين مهدرة؛ فلا تجعلي الشيطان يحاول أن ينفث فيك هذا الأمر، والابتعاد لا يحل المشاكل, بل يعقدها، فالبدارَ –أختنا- واجعليها لله عز وجل.

نسأل الله أن يهديكما, وأن يسعدكما في الدنيا والآخرة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً