الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تلعثم وعدم قدرة على الفصاحة أثناء التحدث

السؤال

السلام عليكم.
موضوعي وباختصار هو التلعثم.
الوالدة تقول وأنا صغير في عمر سبعة أشهر كنت أتكلم بدون أي تلعثم، لكن بعد أن جاءت الخادمة كانت تقعد فوق بطني وتضربني فبدأت معي المشكلة وإلى الآن.
عمري الآن 19 سنة، وسأنتقل للسنة الثانية في الجامعة، وأستطيع التحدث لكن ليس فصيحاً، وأحياناً تزداد الحالة وأحياناً تخف.

الرجاء عدم كتابة أسماء أدوية؛ لأني لا أريد اللجوء إليها، ولا أحتاج لها حتى وإن كانت ستشفيني.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن التلعثم أو التأتأة هي إحدى العلل التي قد يُصاب بها الأطفال، خاصة الذكور، ويعرف عن التلعثم والتأتأة أنها تجري في أُسر معينة، إذن الجانب الوراثي ربما يلعب دوراً في هذا الأمر.

أنت ذكرت أنك في عمر سبعة أشهر كنت تتكلم، بالطبع هذا العمر غالباً الطفل لا يستطيع أو لا ينطق بكلمات أو أحرف مفيدة، وعموماً أيّاً كان العمر الذي تكلمت عنه فالذي أنصحك به الآن هو:

1) أن تحاول دائماً أن تتكلم بصوتٍ مرتفع.

2) حدد الحروف التي لديك صعوبة في نطقها، ثم تخير خمسين كلمة تبدأ بالحرف الذي لديك صعوبة في نطقها، وقم بتكرار هذه الكلمات، ومن ثم أدخلها في جمل مفيدة، طبق هذا التمرين بكل دقة.

3) أرجو أن تقوم بقراءة أي موضوع مكتوب في جريدة أو في كتاب، وقم بتسجيل ما تقوم بقراءته، وبعد ذلك استمع لما قمت بتسجيله للتأكد من أدائك، وعليك أن تلاحظ التلعثم إن وُجد، وقم بالتسجيل مرةً أخرى بطريقة أبطأ، هذا التمرين وجد أنه جيد جدّاً، ومعظم الذين يتلعثمون حين يستمعون إلى أنفسهم يجدون أن أداءهم كان أفضل مما يتصورون.

4) عليك بتلاوة القرآن الكريم بتؤدة وبطء وتجويد، وهذا يتطلب منك أيها الفاضل الكريم أن تذهب إلى أحد المشايخ وتتعلم مخارج الحروف شفاهة؛ هذا يساعدك كثيراً في النطق الصحيح، وفي امتلاك الشجاعة والإقدام على التحدث أمام الآخرين.

5) هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، وهي مفيدة جدّاً، خاصة تمارين التنفس التدريجي، قم بالجلوس في مكانٍ مريح داخل الغرفة دون أن يكون هنالك إزعاج أو ضوضاء، وأغمض عينيك، وفكر في أمر جميل، ثم خذ نفساً عميقاً وبطيئاً، املأ صدرك بالهواء، وبعد ذلك اقبض على الهواء قليلاً في صدرك، ثم أخرج الهواء عن طريق الفم، ويجب أن يكون إخراج الهواء أيضاً بكل بطء وقوة، وعليك أن تكرر هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة ثلاثة أسابيع، ثم بمعدل مرة في المساء لمدة أسبوعين، ثم يمكنك أن تمارسه عند اللزوم.

6) عليك أيضاً بممارسة الرياضة الجماعية مثل كرة القدم؛ فالانخراط في مثل هذه الأنشطة الاجتماعية وجد أنه يعطي الإنسان الثقة بنفسه والدافعية، ويحسن من مقدراته التخاطبية.

7) عليك بالطبع أن تكثر من القراءة، خاصة بصوتٍ مرتفع كما ذكرت لك، والقراءة هنا سوف تفيدك في أن تحسن من مستوى معلوماتك، وهذا يتيح لك دائماً المقدرة على محاورة الآخرين، وإزالة القلق؛ لأن الكثير من الناس يقلقون حين يخاطبون الآخرين، وذلك نسبة لضعف رصيدهم اللغوي والتعبيري والحواري.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأنت ذكرت أنك لا تريد أي أسماء أدوية، ونحن نحترم رغبتك تماماً، والأدوية التي توصف في مثل هذه الحالات هي جرعات بسيطة من الأدوية المضادة للقلق أو المخاوف.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يحلل عقدة من لسانك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً