الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إزالة الورم الليفي خارج الرحم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قدر لي أن أحضر العملية القيصرية لزوجتي، وأثناء العملية رأيت أن هناك ورماً ليفياً خارج الرحم، طوله حوالي 2 سم، وارتفاعه 0.5 سم، وعرضه 0.4 مم (كل المقاسات بالتقريب) وعندما سألت الدكتور، قال لي إن هذا الورم في حالته الحالية يشكل الحد الأقصى له، وبعد ذلك سيعود إلى وضعه الطبيعي، وهو مثل حبة الحمص، فلا داعي لإزالته.

سؤالي: هل كلام الدكتور سليم ومنطقي أم أنه كان من المفروض إزالته أثناء العملية؟ وإذا أردت أن أتأكد من كلامه بخصوص صغر الورم الليفي إلى أن يصبح قدر حبة الحمص فماذا أفعل؟ وما هي الطريقة لمعرفة عمر هذا الورم؟ بمعنى هل هو مستحدث أم قديم؟ وماذا أفعل؟ وهل إذا تركته سيؤثر على زوجتي في حالة الحمل مرة أخرى؟ أم سيؤثر عليها وهي بدون حمل؟ أم لن يؤثر في كلا الحالتين؟

أرجو الرد سريعاً لأن هذا الموضوع بالفعل يقلقني.

وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن حجم الورم الليفي الذي ذكرته عند زوجتك هو من الأحجام الصغيرة، حتى لو تم تشخيصه خارج وقت الحمل، وما قاله الطبيب لك صحيح؛ ذلك أن الورم الليفي من طبيعته أن يكبر مع الحمل، ومن ثم يعود ليصغر إلى حجم أقل بعد الولادة، والسبب أنه ينشط بتأثير هرمونات الحمل؛ لذلك فالحجم الذي نراه بالحمل هو ليس الحجم الحقيقي.

لذلك من الأفضل عدم استئصاله خلال العملية؛ لأن الرحم يكون طرياً وغزير التوعية الدموية، وقد يحدث نزف خلال استئصاله، وقد تحدث التصاقات في الحوض، فيفضل عادة تأجيل العمل الجراحي إلى ما بعد انتهاء النفاس حتى في الحالات التي تستدعي جراحة.

وأحب أن أقول لك بأن استئصال الورم الليفي لا يجب إجراؤه إلا في حالات محددة، أي هنالك استطبابات معينة، ومثال عليها أن يكون يعيق حدوث الحمل، أو يسبب الإجهاض، أو يكون كبيراً جداً يضغط على الأعضاء المجاورة، أو يسبب غزارة شديدة في دم الدورة، وفي مثل حالة زوجتك فالحجم صغير جداً، ولا مشكلة عندها بالحمل -والحمد لله- كما أنه بموضع خارجي على سطح الرحم، بمعنى أنه بعيد عن بطانة الرحم، وبالتالي لن يؤثر على الدورة الشهرية.

يمكنك التأكد بعد انتهاء مدة النفاس (6 أسابيع) فيمكن إجراء التصوير التلفزيوني للرحم، ومتابعة حجم الورم، وأخذ مقاساته، ولا تستغرب إن قيل لك وقتها بأنه لا يوجد أي ورم، فهذا احتمال قائم؛ ذلك أن الورم حجمه صغير، فإن صغر أكثر فقد لا تتم رؤيته بوضوح بالتصوير.

وبالطبع ننصح زوجتك فيما بعد بإجراء تصوير تلفزيوني للرحم كل 6 شهور كنوع من المتابعة والاحتياط، وهذه الأورام موجودة بكثرة عند السيدات، وهي سليمة 100% وهي تتأثر وتنمو بهرمون الاستروجين الذي يخرج من المبيض، ولا يمكن تحديد بدء ظهورها على وجه الدقة، لكننا نعرف بأنها لا تحدث قبل البلوغ، ولكن حدوثها يبدأ بعد البلوغ، ونادرا جداً ما تشخص قبل عمر العشرين، وأغلب ما تشخص في عمر الثلاثينات؛ لأن نموها بطيء (إلا في الحمل ثم تتراجع) وعادة ما تضمر وتصغر جداً بعد سن انقطاع الدورة؛ حيث تقل هرمونات المبيض.

لا داعي لكل هذا القلق - أيها الأخ الفاضل - فالورم لن يؤثر على زوجتك -بإذن الله- إلا إن أصبح كبيراً، وضغط على الأعضاء المجاورة، وهذا يحتاج إلى وقت طويل، وحينها الحل بسيط - بإذن الله - وهو استئصاله، ولكن أؤكد بأنه لا يجب استئصاله في الوقت الحالي.

كما أنه لا يؤثر على حدوث الحمل والولادة حالياً، ونحن ننصح في هذه الحالات أن يقوم الزوجان بإنجاب ما يرغبان من الأطفال، وعدم استخدام مانع حمل لفترة طويلة، لنضمن أن السيدة قد أنجبت ما ترغب به - بإذن الله - قبل أن يكبر الورم ويحتاج للجراحة.

نسأل الله عز وجل أن يمتعك أنت وزوجك بالصحة والعافية دائماً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق رياض الصالحي

    اتمنى لكم التوفيق في خدمة التاس

  • مصر ام عبد الرحمن

    جزاكم الله خير علي الإفادة ولكم اجرامن الله

  • مجهول ام فردوس

    جزاك الله كل خير وكفاك شر المرض

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً