الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب التقزز وارتخاء الجسم حال الكلام عن الدم وطريقة علاجه

السؤال

دكتورنا الفاضل محمد! عندما يتكلم أحد ما عن الدم فإني أصاب بشيء كالتخدير في جسمي، ولا أستطيع أن أستحمل السماع ولا أستطيع أن أتمالك نفسي وتنهار نفسيتي، وأشعر بارتخاء في جسمي، وألم بنفسي! ولو زاد في الكلام عن الدم فإني قد أصل إلى مرحلة لا أستطيع فيها التحرك من التقزز، فما السبب يا ترى؟ وما العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

جزاك الله خيراً على سؤالك يا أخي.
هنالك عدة أنواع من المخاوف، منها ما يعرف بالمخاوف من الأشياء الخاصة، وهذه واحدة منها، أي: الخوف من الدم أو من منظر الدم، ونوعية هذه المخاوف يا أخي ليست جبناً، وإنما هي سلوك مكتسب غالباً ما يكون ردة فعل لنوعٍ من الرهاب الذي حدث لك في مرحلة الطفولة، أو ما بعدها.

الشعور بالخوف والتقزز يُعالج دائماً بالمواجهة والإصرار على المواجهة، ونصيحتي لك يا أخي أن تبدأ هذه المواجهة بالتدرج، فأنت محتاجٌ أولاً أن تقرأ عن الدورة الدموية على -سبيل المثال- عند الإنسان، ثم يمكن أن تقرأ عن مكونات الدم، وعن فصائل الدم، وعن أهمية الدم بالنسبة للإنسان وللحياة.

هذا الذي ذكرته لك يُعتبر هاماً جداً؛ لأن الزيادة المعرفية بالشيء تجعل الإنسان أكثر قبولاً له، ثم بعد ذلك أرى أنك أيضاً في حاجة لأن تُعرض نفسك للألوان الحمراء بقدر المستطاع، فربما يكون تخوفك مرده لرواسب في عقلك اللاواعي ضد اللون الأحمر، والذي هو لون الدم.

المرحلة الثالثة يا أخي -وأرجو أن تأخذ ذلك أيضاً بجديةٍ تامة- هو أن تعرض نفسك لمنظر الدم، فلا بأس مثلاً من أن تتردد على محلات القصابين (الجزارين)، وربما يكون أيضاً من الأفضل أن تذهب وتُشاهد ذبح الحيوانات في المقصب، فهذه التمرينات السلوكية يستفيد منها الإنسان جداً، بشرط أن لا تقل الفترة التي تعرض نفسك فيها لمصدر الخوف عن أربعين دقيقة، وأن لا تقل عدد مرات التعرض عن خمس مرات في الأسبوع، ويا حبذا لو كانت يومياً، وأن لا تقل مدة التعرض عن شهر.

لقد أثبتت الأبحاث أن تطبيق هذه البرامج بالصورة التي ذكرتها لك يؤدي إلى اختفاء نوعية هذه المخاوف تماماً، ونحن دائماً نرى أن العلاجات الدوائية تدعّم العلاج السلوكي، ولذا لا بأس أبداً من أن تتناول جرعة (25 مليجراماً) من دواء يعرف باسم (أنافرانيل)، وتؤخذ مدة العلاج هذه ليلاً، من شهرين إلى ثلاثة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً