الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الاضطراب الوجداني المتحول إلى الهوس المرضي

السؤال

أولاً: نحن من العراق، أختي تخرجت قبل شهرين من الجامعة، وهي الآن في البيت بدون عمل، وهي متدينة وطيبة القلب كثيراً، أحبت شاباً ووعدها بأن يخطبها لكنه خذلها، وقد تغيرت تصرفاتها كثيراً، خاصة بعد خطوبة أختي الأكبر منها، فبدأت بالمزاح غير الاعتيادي مع الناس، وتختلق المشاكل، والآن هي في حالةٍ شبه مجنونة، لا نستطيع تركها بمفردها، وهي تتكلم دون انقطاع، ولا تنام إلا بالمهدئات، ولديها كلام غير معقول، والحالة التي يعيشها العراقيون صعبةٌ جداً جداً، ولقد قالت الطبيبة بأنها تعرضت لصدمة عاطفية، علماً بأنها أُجريت لها صدمة كهربائية، والآن هي على نفس الحالة، ولا نعرف هل ستستمر هذه الحالة أم أن لديها تلبس جني أو ما إلى ذلك؟
أنتظر ردكم بفارغ الصبر، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يشفي أختك.

هذه الحالة حسب وصفك يظهر لي أنها نوع مما يعرف بالاضطراب الوجداني تحولت إلى نوع من الهوس المرضي، وفيما نحسب أن لا علاقة بالجن بذلك بإذن الله، إلا أن المسلم مكلف بأن يلتزم بحدود دينه، ولا ينس الرقية الشرعية في مثل هذه الأحوال.

لقد توصل العلماء إلى أن نوعية هذا الاضطراب تحدث نتيجةً لخلل بسيط في بعض المواد الكيميائية للدماغ، وتعرف هذه المادة باسم (سيروتينين، دوبامين).

هنالك أدوية علاجية تفيد في هذه الحالة، ومن هذه الأدوية العقار الذي يعرف باسم Tegretol، وجرعة هذا الدواء هي (200) مليجرام صباح ومساء، علماً بأن هذا الدواء قد استحدث أصلاً لعلاج أنواع معينة من الصرع في المقام الأول، ولكن بعد ذلك وُجد -وبفضل من الله- أنه من أفضل الأدوية التي تساعد على التحكم في المزاج وعلاج الهوس الوجداني، وهذا الدواء لابد أن يُعطى مع دواء آخر يعرف باسم Haloperidol، والجرعة لهذا الدواء هي (5) مليجرام ثلاث مرات في اليوم، ولابد أن يعطى معه دواء آخر يعرف باسم Artane بجرعة (5) مليجرام صباحاً ومساء، علماً بأن هذا الأخير ليس علاجاً للهوس، ولكنه يمنع الآثار الجانبية السلبية لدواء Haloperidol .

هنالك مجموعة أخرى من الأدوية أكثر حداثة لعلاج هذا المرض، ومن هذه الأدوية عقار يعرف باسم Chrono depakine، وجرعته هي (500) مليجرام صباحاً ومساء، ويُعطى معه دواء يعرف باسم رزبريدون Risperdone، وآخر يعرف باسم ولانزبين Olanzapine .
الأدوية الأخرى ربما لا تكون متوافرة في العراق في الوقت الحاضر، ولكن المجموعة الأولى سوف تساعد بإذن الله على شفائها تماماً.
أرجو مواصلة العلاج لمدةٍ لا تقل عن شهرين أو ثلاثة، ومساندتها، ومن الأفضل أن تواصل مع طبيبتها.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا طائر المساء

    جعل ذلك في ميزان حسناتكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً