الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق ونوبات الهلع

السؤال

أنا فتاه عمري 18 سنة، أصبت قبل 5 سنوات بنوبات عرفت فيما بعد أنها نوبات هلع، وقبل سنتين أصبت بنوبة حادة جداً اضطررت فيها أن أخبر أهلي بما أشعر به، وأخذوني إلى الدكتور النفسي الذي أعطاني سيروكسات، وتحسنت حالتي ولله الحمد، حيث أخذت الدواء لمدة سنة تقريباً، وفي هذه السنة تحديداً هذا الشهر عاودتني نوبة شديدة وأنا في السوق، وكنت على وشك السفر للدراسة في ماليزيا، حيث يقيم أخي، ولكن بسبب النوبة تأخرت وعدت إلى الطبيب النفسي الذي وصف لي نفس الدواء، وأنا الآن أتناوله.

المشكلة تكمن في أمرٍ غريب يحصل لي ولا أدري كيف أشرحه، ولكن سأحاول، أصبحت عندما أفتح عيني أشعر بغرابة وكأنني أرى للمرة الأولى، أي أنني أقول: ما هذا الذي أراه، وأخاف وأحاول أن أغمض عيني، وعندما أغمض عيوني أشعر براحةٍ شديدة، ولكن أقول إلى متى سأغمض عيني، وأحاول أن أُشغل نفسي ولكن لا أستطيع.

أكاد أجن، كيف أصبحت أفكر هكذا؟ وكيف سارت الأمور بشكلٍ طبيعي؟ وهل أنا الوحيدة التي مررت بهذه الحالة؟ وهل هناك علاج؟

أكاد أجن من كثرة التفكير، وأدعو الله في الليل والنهار أن يشفيني.

أريد أن أرتاح، حيث إنني لم أخبر الدكتور المعالج بشأن ما أشعر به عن عيني؛ لأن أبي يكون معي.
عندما أذهب وأخاف أن لا يفهمني ويحزن علي أكثر.

أرجوك يا دكتور طمئني فأنا مريضةٌ جداً، وأشعر أن الموت هو خلاصي، وأنني لابد أن أدعو الله أن أُصاب بحادث وأفقد الوعي وأنسى كل المرض.

والمشكلة أن أهلي يصرون علي أن أسافر بعد شهر، وأنني إذا غيرت الجو سوف أتحسن، ولكن أنا لا أريد ذلك، لقد تعبت كثيراً.

أرجو أن تشرح لي الكثير عما أشعر به حيال مسألة النظر، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نادية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على سؤالك، هذه الحالة والمتغيرات التي تحدث لك هي جزء من القلق العام الذي هو أصل نوبات الهلع، فكثير من المرضى يشعر كأن الدنيا متغيرة حوله أو كأن ذاته ليست هي ذاته، وأعتقد هذا الذي ينطبق عليك تماماً، وأرجو أن تطمئني لبساطة هذه الحالة، وإن شاء الله بمواصلة العلاج سوف تختفي هذه الأعراض.

والزيروكسات يعتبر علاجاً جيداً، إلا أن الدواء الحديث نسبياً هو الذي يعرف باسم سيبرالكس Cipralex، وجرعة هذا الدواء من 5 - 20 مليجراما يومياً، وتكون البداية بخمسة مليجرام ثم ترفع الجرعة بواقع 5 مليجرام، كل أسبوعين حتى الوصول إلى الجرعة المطلوب وهي 20 مليجراما يومياً، ويجب أن لا تقل مدة العلاج عن ستة أشهر.

هنالك أدوية إضافية أيضاً وجد أنها تساعد، خاصة إذا أعطيت مع السيبرالكس أو الزيروكسات، ومن هذه الأدوية عقار البوسبار بجرعة 5 مليجرام صباحاً ومساء لمدة أسبوعين، ثم 10 مليجرام صباحاً ومساء لمدة ستة أشهر.

العقار الآخر يعرف باسم (زاناكس Xanax) ولكن يعاب على هذا الدواء أنه تعودي أو إدماني بعض الشيء، ولكن لا مانع من استعماله بجرعة صغيرة مثل ربع مليجرام أو نصف مليجرام يومياً في حالة الأعراض الشديدة.

بجانب العلاج الدوائي لابد من أن تنظري للحياة بإيجابية أكثر وتفاءل، فإن الله هيأ لك خيراً كثيراً في حياتك، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً