الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النصح بعدم الخلط بين الأدوية المقاربة في فعاليتها كالسبراليكس والبروزاك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من قلق وتوتر وكثرة النسيان وضعف في التركيز، وقد وصف لي الطبيب دواء سبراليكس 20 ملجرام وحبة بروزاك 20 ملجرام، ولكن مع السبراليكس أحسست بخمول زائد وكثرة في النوم، مع أني أتناوله مبكراً في الساعة 8 مساء، ولكن لا أستطيع الذهاب للعمل بسبب الخمول.

قام الطبيب بتخفيض جرعة السبراليكس ورفع جرعة البروزاك 40 ملجرام، والسبراليكس إلى 15 ملجرام وحبة موتيفال، فكانت حالتي طيبة، ولكني كنت أعاني عند قسم الحبة من السبراليكس إلى قسمين الـ10 و20 ملجرام، لكي تصبح الجرعة 15 ملجرام، فطلبت من الطبيب تخفيض السبراليكس إلى 10 ملجرام، فأحسست بقلق شديد وتوتر وإمساك، فماذا أفعل؟

1- هل أرفع جرعة السبراليكس إلى 20 ملجرام أو 15 ملجرام، والبروزاك 40، أم أبقى على ما أنا عليه: 10 من السبراليكس، وحبتين من البروزاك 40؟

2- هل القلق سيستمر فترة وسيذهب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أود أن أشكرك على تواصلك مع الموقع، فقد وصلتنا منك رسائل سابقة أحدها كانت قريبة من المحتوى الذي ذكرته الآن في رسالتك.

أريد أن أتطرق إلى مواضيع هامة جدّاً حول الأدوية، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

أولاً: الخلط بين الأدوية ليس أمراً مرغوباً فيه، وأنا قطعاً لا أنتقد الطبيب أبداً، ولا أقول لك: إن هذا أمراً ممنوعاً، ولكن الأجدى والأفضل هو أن يتناول الإنسان دواء واحداً وبجرعة صحيحة، ولا داعي لأن يخلط بين الأدوية ما دامت هي متقاربة في فعاليتها؛ لأن الخلط بين الأدوية قد يؤدي إلى تفاعلات سلبية، وهذه الأدوية قد تأكل بعضها البعض، أو ترفع من درجة سميتها حين تتضافر مع بعضها البعض على مستوى ما يسمى بالتمثيل، أو الاستقلاب من خلال إنزيمات الكبد.

عموماً، الأدوية التي تتناولها هي أدوية سليمة، وهي البروزاك والسبرالكس، ولكن لابد أن تُحسب الجرعة حساباً علمياً صحيحاً.
الوضع الأمثل هو أن تتناول البروزاك بجرعة أربعين مليجراماً في اليوم، والسبرالكس يفضل أن لا يتخطى العشرة مليجرام، وأنت هنا تكون في الحيز العلاجي الصحيح، والذي نضمن من خلاله - إن شاء الله - أن الأدوية في وضع سليم، ولن تتفاعل سلبياً مع بعضها البعض.

أقول لك: اترك الأمور كما هي، وحاول أن تتحمل قليلاً، مارس الرياضة، كن إيجابياً في تفكيرك.

البديل الآخر إذا لم تتحمل هذا الوضع، هو أن ترفع السبرالكس إلى عشرين مليجراماً، بشرط أن تخفض البروزاك إلى عشرين مليجراماً أيضاً، أي: كبسولة واحدة في اليوم.

حاول أن تتناول السبرالكس بعد صلاة المغرب، هذا إن شاء الله يمنع عنك الخمول الصباحي، أما البروزاك فيمكنك أن تتناوله في أثناء اليوم، وهذان يا أخي مقترحان فعليك أن تأخذ بأحدهما.

أما أن يرفع السبرالكس إلى عشرين مليجراماً، والبروزاك إلى أربعين مليجراماً، فهذا قطعاً سوف يخرجك من حيز السلامة بالنسبة للأدوية.

أما فيما يخص الموتيفال، فلا مانع من أن تستمر عليه، فهو دواء بسيط ويساعد في مثل هذه الحالات، وإذا أردت أن تستمر على البروزاك بجرعة أربعين مليجراماً والسبرالكس بجرعة عشرة مليجرام، فلا مانع أن ترفع الموتيفال إلى حبتين في اليوم – أي: حبة صباحاً ومساءً – وهذا أيضاً خيار ثالث.

أخي الكريم! يجب أن تلجأ إلى الآليات الأخرى لإزالة القلق، ومنها ممارسة الرياضة، تمارين الاسترخاء، التفكير الإيجابي، إدارة الوقت بصورة صحيحة، تطوير المهارات الاجتماعية والمزيد من الاجتهاد في المجال الدراسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله تعالى أن يشفيك من كل داء، إنه ولي ذلك والقادر عليه، كما ننصحك أن تستعين بالدعاء واللجوء إلى الله تعالى؛ فإنه الموفق والمستعان!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً