الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعامل مع الأشخاص الذين تصدر عنهم تصرفات غير مقبولة ولا يتقبلون النصح

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يوجد بعض الأشخاص الذين فُرض علينا التعامل معهم، لاسيما في العمل، أو حتى بعض الأقرباء الذين لا يتقبلون النصيحة في تصرفاتهم الغير مقبولة، ومعظم الأوقات نكون حذرين من أي مشكلة ممكن أن تقع معهم، فكيف أعاملهم دون مشاكل؟

وجزيتم خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن وجود الإنسان مع الجماعة له ضريبة وثمن، والأمر يحتاج إلى صبر واحتمال، والذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر عليهم، والإنسان يحتاج إلى شيء من المداراة والفهم لنفسيات من يتعامل معهم، وعلينا أن نقدم مصلحة العمل ومصلحة بقاء العلاقات الطيبة بين ذوى القربى، وذلك لاهتمام الشريعة بذلك.

وإذا صدق الإنسان واحتسب فإنه ينال الأجر العظيم في كل ذلك، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب نسي ما يجد من المعاناة والآلام.

والإنسان العاقل يحرص على فهم كل شخص على أنه حالة خاصة منفصلة، فما يصلح لزيد قد لا يصلح لعمرو، وإذا فهم الإنسان هذه الفروق استطاع أن ينجح في التعامل، وقد يصل إلى مرحلة يدير فيها من حوله، وقد كتب بعض علماء الإدارة تحت عنوان: كيف تدير مديرك؟ ووصل إلى نقطة مهمة تتمثل في الفهم العميق للمدير وطريقة تفكيره والمسائل التي تسره وتلك التي تغيظه وتغضبه وهكذا، ومن هنا تتضح لك أهمية التأقلم مع الوضع ثم الاجتهاد في حسن التعامل، حتى يصل الإنسان إلى التآلف، مع ضرورة أن ينظر الإنسان أولاً إلى إيجابيات من حوله قبل النظر في سلبياتهم.

وإذا لاحظت أن هناك من يرفض قبول النصيحة فتأكد أولاً أن النصيحة كانت بطريقة صحيحة، وأنها لم تكن بين الناس، وحبذا لو قدمت الثناء والمدح قبل ذكر السلبيات، وأرجو أن تحرص على الدعاء لنفسك ولإخوانك فإن قلوبهم بين أصابع الرحمن يقلبها سبحانه.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً