الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دواء (زولفت) وتأثيره على الأداء الجنسي لدى بعض الأشخاص؟

السؤال

أعاني من خوف، وأستعمل دواء زولفت ولكنه أثّر عليّ من ناحية جنسية لأني لا أقذف مطلقاً، وهذا سبّب في تأخر الحمل، فأتمنى أن تصرف لي دواء للخوف لا يؤثر على الجنس ولا على النوم، وأتركه بدون تدرج وبدون أي أعراض انسحابية، كما أسأل عن دواء أروركس هل هو فعال في علاج الخوف، وكيف أتوقف عن الزولفت لأستعمل أروركس؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأتفق معك أن الزولفت ربما يؤدي في بعض الأحيان إلى جفاف في السائل المنوي أو القذف العكسي، وهذا أمر مزعج، وإن كان لا يؤثر مطلقاً على خصوبة الرجل.

من الواضح أن الزولفت لن يكون علاجاً مناسباً لك، وهذه الأعراض الجانبية تختلف من إنسان إلى إنسان، ويظهر أن الأعراض الجانبية قد ظهرت لديك في أقصى درجاتها، ولذا أقول لك توقف عن الزولفت.

أنت لم تذكر الجرعة التي تتناولها، فإذا كنت تتناول حبة واحدة فيمكنك الآن أن تجعلها حبة واحدة كل يومين لمدة عشرة أيام، ثم حبة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة تسعة أيام، ثم بعد ذلك يمكنك التوقف عن الزولفت.

وإذا أردت الانتقال إلى (أوروكس Aurorix) والذي يعرف علمياً باسم (مكلوباميد Moclobenide) أقول لك أنه من الضروري أن تنتظر مدة أربعة عشر يوماً بعد التوقف من الزولفت، وبعد ذلك يمكنك أن تبدأ في تناول الأوروكس.

هذه الفترة ضرورية لما يعرف غسيل الدواء من الدم، أو ما يسمى بالإنجليزية (Wash out)، وهذه الفترة مطلوبة كمقتضيات من مقتضيات السلامة؛ لأن الدواءين يمكن أن يحدث بينهما تفاعل سلبي.

بعض الناس ننصحهم بأن يبدأ في تناول دواء مثل دواء يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، هو دواء بسيط جدّاً لعلاج القلق، فيمكنك مثلاً أن تبدأ في تناوله في نفس الوقت الذي تبدأ فيه بتخفيف وخفض جرعة الزولفت، تناول الفلوناكسول بجرعة نصف مليجرام (حبة واحدة) -صباحاً ومساءً- حتى تبدأ في تناول الأوروكس، بعد ذلك تخفض الفلوناكسول إلى نصف مليجرام -أي حبة واحدة يومياً- لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الفلوناكسول.

إذن كما تلاحظ حاولنا أن نجعل من الفلوناكسول الدواء الذي يتم به التكسير بين الدواءين، لنغطي هذه الفجوة وحتى لا تحس بالقلق ننصح باستعمال الفوناكسول أو حتى يمكن استعمال (دوجماتيل Dogmatil) والذي يعرف علمياً باسم (سلبرايد Sulipride)، أو حتى (موتيفال Motival) هذا اسمه العلمي والتجاري، كلها أدوية متشابهة ومتماثلة.

جرعة الأوروكس هي مائة وخمسون مليجراماً -ثلاث مرات في اليوم- وهو دواء ممتاز وفعال لعلاج الخوف، خاصة الخوف الاجتماعي ويتميز بأنه لا يؤثر مطلقاً على المعاشرة الزوجية أو إفراز الحيوانات المنوية، كما أنه ليس إدمانياً ولا تعودياً، وليس لديه آثار انسحابية، مما يعني أنه يمكن التوقف عنه دون تدرج، حيث يأتي نهاية العلاج.

هناك عقار يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، هو ينتمي لنفس مجموعة الزولفت، ولكن الذي يلاحظ عنه أنه لا يؤدي إلى صعوبات جنسية، كما أنه غير إدماني وغير تعودي، ويتميز أيضاً أنه لا يؤدي إلى أي زيادة في الوزن. ويتميز الفافرين أيضاً بأنه لن يتطلب البدء في تناوله أي فترة تكون فيها دون علاج، أي ليس هنالك حاجة لأي نوع لتكسير الفجوة والانتظار لمدة من الزمن حتى تبدأ في العلاج الجديد، بمعنى أنه يمكنك التوقف عن الزولفت اليوم وتبدأ غداً في تناول الفافرين.

إذن أمامك خيارات جيدة، إما أن تبدأ الفافرين كبديل للزولفت أو تتوقف عن الزولفت بالطريقة التي وصفناها لك وتبدأ في تناول الأوروكس.

نصيحتي لك هي أن تتبع الآليات العلاجية الأخرى من مقاومة للخوف، من مواجهة للخوف، وتحقير الخوف.

هذه وسائل علاجية فاعلة وجيدة، كما أنه يجب أن تعيش حياتك بصورة فعالة وطبيعية، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً