الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متلازمة فرط الحركة الزائدة عند الأطفال .. حالاتها وعلاجها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي ابن عنده ثمان سنوات، كثير الحركة، ولا يركز، ولا ينام أو قليل النوم.

مستواه في المدرسة متوسط، ولا يسمع لي ولا لأبيه ، ما هو الحل؟
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم منير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

فإن هنالك علة قد تصيب بعض الأطفال ونسميها متلازمة فرط الحركة الزائدة، وفي هذه الحالة يكون الطفل ما بين عمر الثلاث سنوات إلى عشر سنوات كثير الحركة، لدرجة مزعجة جدّاً، وكثرة الحركة تكون في جميع المواقف والمواقع: في المدرسة، في البيت.. وحتى لا يستطيع أن يجلس لفترات طويلة حتى لممارسة الأشياء التي يحبها ويفضلها مثل مشاهدة أفلام الأطفال على التلفزيون أو اللعب بلعبته المفضلة أو البلاستيشن أو ما شابه ذلك.

هذه هي الشروط التشخيصية لتشخيص متلازمة فرط الحركة، وبجانب كثرة الحركة يكون الطفل ضعيف التركيز مضطرب النوم، وربما يلجأ أيضاً إلى الاندفاعية، بمعنى أنه يندفع ويكون سريع الإثارة، ولا يستمع كما ذكرت لوالديه، وبصفة عامة يكون طفلاً مشاغباً بدرجة متفاوتة.

هذه حالة كما ذكرت لك حالة مرضية وبعض الأطفال ربما يكون لديهم زيادة في الحركة، ولكنها لا تصل للشروط التشخيصية لداء فرط الحركة الذي ذكرته لك.

هذا الطفل إذا كان لديه حركة معقولة ويجلس بهدوء لمشاهدة التلفزيون لفترة نصف ساعة أو أكثر فهو لا يعاني من العلة الرئيسية، ولكنه يعاني من علة جزئية تأتي أيضاً تحت علة داء أو فرط الحركة الزائد.

إذا كانت الحالة بسيطة فالطفل يحفز ويشجع ويرغب على السلوك المنضبط، وأسلوب الترغيب وتجاهل ما يقوم به من سلبيات يعتبر هو العلاج الأفضل إذا كانت الحالة بسيطة. أما إذا كانت الحالة شديدة وتؤثر على انتباه الطفل فهنا لابد أن يعطى بعض الأدوية التي تتحكم في كثرة وشدة الحركة.

هنالك ثلاثة أو أربعة أدوية معروفة في هذا المجال، وهي أدوية خاصة جدّاً ولابد أن يقوم بوصفها الطبيب الاستشاري المختص في الطب النفسي، وهذه الأدوية منها عقار يعرف تجارياً باسم (ريتالين Ritalin) ويعرف علمياً باسم (ميثايلفنداين Methylphendiate)، وعقار آخر يعرف باسم (كونسرتا Conserta) ويعرف علمياً باسم (ميثايل فينيديت هايدروكلورايد Methylphenidate hydrochloride)، وعقار يعرف ثالث يعرف تجارياً باسم (استراتيرا Strattera) ويعرف علمياً باسم (Atomoxetine).

هذه هي الأدوية المعروفة والجيدة جدّاً في التحكم في داء وفرط الحركة، فيكون من المستحسن أن تعرضي ابنك على الطبيب النفسي، ويفضل أن يكون طبيباً نفسياً مختصاً في الحالات النفسية لدى الأطفال؛ لأن الطفل إذا كان محتاجاً لهذا الدواء لا يكتب إلا عن طريق طبيب مختص، وهذا شيء متعارف عليه في جميع الدول.

هنالك أدوية أقل فعالية ولكن في الحالات البسيطة تعتبر جيدة جدّاً منها عقار يعرف تجارياً باسم (تفرانيل Tofranil) ويعرف علمياً باسم (امبرمين Imipramine)، وهو في الأصل يستعمل لعلاج الاكتئاب عند الكبار، ولكنه يساعد كثيراً في فرط الحركة لدى الأطفال، والجرعة المطلوبة بالنسبة له في حالة هذا الابن هي عشرة مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجرام ليلاً، ويستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى عشرة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى.

وأود أن أنبه أن داء فرط الحركة كثيراً ما يختفي تلقائياً، ولكن أتفق معك تماماً أنه أمر مزعج بالرغم من أنه ليس بالخطير، ولكنه مزعج ويقلل من صبر الوالدين، ويؤدي إلى كثير من عدم الاستقرار في الحياة الدراسية بالنسبة للطالب، ولكنه عموماً أمر يمكن أن يعالج كما ذكرت.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً