السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أتناول عقار الـ (Tramadol) وبجرعتين، وعن طريق العضلة المقعدية بواسطة الإبر، الجرعة الأولى 200ملغ صباحاً، والجرعة الثانية 200 ملغ مساء، وسبب أخذي لهذا العلاج هو استخدامه كمضاد للاكتئاب المصاب به الآن، وقد وجدت أن هذه الجرعات لم يعد لها مفعولها السابق، مما أخافني وجعلني أتردد في زيادة الجرعة، خوفاً على صحتي والإدمان.

الآن مضى علي شهران على هذه الحالة، أرجو إرشادي إلى الطريقة التي بواسطتها أتخلص من إدماني على الترامادول، وتكون الطريقة محسوبة بالأيام، وهل هناك من أدوية آخذها خلال هذه الفترة خوفاً من حدوث تسمم لي؟

وشكراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد وردتني منك أسئلة كثيرة حول هذا الموضوع، ولا شك أني أرحب بك تماماً، ولكن يجب أن نتفق على حقائق معينة؛ لأني أريد أن تصب الأمور في مصلحتك، فأول حقيقة يجب أن نتفق عليها أن الـ (Tramadol) دواء يسبب الإدمان.

ثانياً: هو ليس من الأدوية المضادة للاكتئاب، ومهما حدثت ادعاءات في هذا الخصوص بأن هذا الدواء فاعل لعلاج مرضى الاكتئاب، فهو مشابه تماماً للأنفتامين الذي يدعي البعض أنه يعالج الاكتئاب، هذه الأدوية لا تعالج الاكتئاب، ولكن النشوة والتنشيط الإدماني الذي يحدث منها في بداية العلاج يعطي هذا الشعور الزائد بأنها مضادة للاكتئاب.

فيا أخي الفاضل الكريم: أنت تتواصل معنا لغرض التناصح، وأنا أقول لك: يجب أن تتخذ قراراً صارماً دون أي مساومة مع الذات، يجب أن تتوقف عن هذا الدواء، وأنا أنصحك أن تقدم نفسك للأطباء، الإدمان على أي عقار هو مرض، والمرض لا يستطيع أن يعالجه الإنسان لوحده إلا أن يكون تحت إشراف طبي، جميل أن تكون للإنسان إرادة، وجميل جدّاً أن تكون هنالك دافعية.

فهذه أخي الكريم: هي الحقائق التي أود أن أرشدك إليها، وبالنسبة للتوقف لأي عقار إدماني يكون عن طريق التدرج، وليس هنالك طريقة مثالية، الذي لديه الدافعية والعزيمة والتصميم يستطيع أن يتخلص من هذا الدواء في ظرف أسبوع إلى أسبوعين، وذلك بأن تنقص مثلاً خمسين مليجراماً يومياً، ولكن سوف تكون هنالك معاناة، لا شك في ذلك، سوف يكون هنالك قلق، توتر، اضطراب في النوم، شعور بعدم الراحة، ولكن بالتصميم والعزيمة هذا سوف ينتهي، ومن أفضل الطرق أن تضع تاريخاً محدداً للتوقف عن الدواء، ولابد أن تكون الجرعة محسوبة يومياً، أي الجرعة المخفضة كما ذكرت لك.

البدائل هي التصميم والعزيمة، ولا توجد أدوية بديلة لهذه الأدوية الإدمانية، ومهما أُعطيت بعض المسكنات والمصبرات والمطمئنات والأدوية المضادة للاكتئاب؛ فإنها لا تعادل فعل الدواء الإدماني؛ لأن الدواء الإدماني هو في الأصل استعبادي.

وأما ما تفضلت به من أن الجرعة افتقدت فعاليتها الأولى، فهذا هو التاريخ الطبيعي للأدوية الإدمانية، الإنسان لن يتحصل على أي أثر لها إلا بأن يزيد الجرعة ويضاعفها ويضاعفها، وإذا توقف منها فجأة تحدث له الآثار الانسحابية، وهذه هي الخصائص الرئيسية للأدوية الإدمانية.

في مثل هذه الحالات بالطبع حين يُبدأ في سحب الدواء بالطريقة التي ذكرتها لك، يجب أن تمارس الرياضة، يمكن أن تتناول أدوية مثل (أتراكس Atarax) الذي يعرف علمياً باسم (هايدروكسين Hydroxzine)، بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً صباحاً ومساءً، والبعض أيضاً يتناول الأدوية المضادة للاكتئاب، وأنت ما دمت تتناول الترامادول من أجل الاكتئاب – وفي رأيي هذا خطأ جسيم – يمكنك أن تتناول دواء مثل (ريمارون Remeron)، والذي يعرف علمياً باسم (ميرتازبين Mirtazapine)، حيث إنه يساعد كثيراً في النوم، كما أنه مضاد جيد للاكتئاب، وأرجع وأقول لك: إنه من الأفضل لك أن تقابل الطبيب المختص، الطبيب النفسي الملم بعلاج الإدمان.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.