الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رجفة في اليدين وخوف عند الإلقاء

السؤال

السلام عليكم

يتوجب علي إلقاء خطبة في الصف بعد فترة قصيرة، وأنا أعاني من رجفة في اليد والأرجل، وخوف، وسرعة في دقات القلب عند إلقاء خطبة أمام زميلاتي في الصف.

سمعت بدواء الاندرال أنه يستخدم قبل الإلقاء بساعة فتزول تلك الأعراض، ولكني بحثت عنه في جميع صيدليات الرياض وقالوا إنه منقطع، وقال لي صيدلي: أن دواء الاندي كاردين مطابق للاندرال لكنه يختلف في المسمى فقط، فهل هذا صحيح؟ وهل تنصحني باستعماله؟ وما هو البديل للاندرال؟

وأريد دواء ممكن أن يفيدني في الخطبة التي سألقيها قريباً كحل مؤقت، وأريد أيضاً أن أعالج هذا المرض بشكل أساسي ودائم، بعض المصابين بالرهاب الاجتماعي قالوا: إن الأدوية لا تفيد فهل هذا صحيح؟ وهل سأصاب بالإدمان عليها أم أنها فترة وأعود لحالتي الطبيعية؟

أود معالجة هذا الأمر قبل أن يتطور، خصوصاً أني مقبلة على مرحلة جامعية تتطلب جرأة أكبر!

مع العلم أن علاقاتي الاجتماعية جيدة ولكنني لا أمتلك الجرأة الكافية، كما أني لاحظت قبل فترة ارتجاف يدي عند تناول الطعام أمام جمع من الناس، مع العلم أني لم أكن خائفة.

جزاكم الله كل خير ورفع قدركم وأعلى شأنكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة عبدالعزيز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلا مانع أبداً من استعمال دواء الإندرال كدواء إسعافي ليعطي الإنسان القدرة على المواجهة؛ لأنه يقلل كثيراً من الأعراض الفسيولوجية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من القلق والرهاب الاجتماعي أو ما نسميه بقلق المواجهة، والأعراض الفسيولوجية بالطبع هي الرجفة وتسارع في ضربات القلب.

الإندرال هو المسمى التجاري للدواء الذي يعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol)، هذا هو الاسم العلمي لهذا الدواء، وأرجو أن تسألي الصيدلي عن هذا الدواء تحت هذا المسمى، والصيدلي حينما ذكر لك الــ (اندي كاردين) أعتقد أنه على صواب، وهذا مسمى تجاري آخر للإندرال، ولكن لمزيد من التأكد اطلبي منه أن يعطيك الدواء تحت مسماه العلمي وهو (Propranlol)، وأنا على ثقة تامة أن (Propranlol) لابد أن يكون متوفراً في الرياض لأنه دواء بسيط ودواء هام وكثير الاستعمال جدّاً.

أنصحك بأن تبدئي في تناول الدواء بجرعة عشرين مليجراماً صباحاً وأخرى مساءً، هذه هي الجرعة الجيدة، واستمري عليها لمدة شهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى عشرة مليجرامات صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرامات في الصباح لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عنه، وبعد ذلك يمكنك استعماله عند اللزوم.

بالنسبة للأدوية الأخرى، فهي مهمة جدّاً في علاج الرهاب الاجتماعي، وليس صحيحاً أبداً الذين يقولون بأن هذه الأدوية لا تفيد، بل هي تفيد وفعالة، ولكن فائدتها تكون أفضل وأكثر وضوحاً إذا تم تدعيمها بالعلاج السلوكي، كما أن الأدوية المضادة للمخاوف الاجتماعية - وهي في معظمها أدوية مضادة للاكتئاب - حين يتوقف الإنسان عنها قد يرجع إليه الخوف الاجتماعي إذا لم يكن قد عالج نفسه سلوكياً.

لذا يجب أن تأخذي العلاج بكلياته، أن تتعالجي سلوكياً، وهو أولاً يعتمد على ثقتك في نفسك، أن تكثري من المواجهات، أن تصححي مفاهيمك حول ذاتك، وهو أنك لست بأقل من الآخرين، وأن الآخرين لا يقومون بمراقبتك أبداً، وسّعي من تواصلك الاجتماعي، مع أرحامك، مع صديقاتك، اجعلي لنفسك حضوراً، حين تتحدثين مع الآخرين انظري إليهم في وجوههم، شاركي في العمل الاجتماعي خاصة العمل الخيري والتطوعي، فهو يعطي الإنسان الشعور بالرضى، ويزيل إن شاء الله الخوف والرهاب الاجتماعي.

ممارسة تمارين الاسترخاء أيضاً تعتبر أمراً جيداً ومساعداً، وهو نوع من العلاج السلوكي المهم والبسيط جدّاً، وعليه فأرجو أن تتحصلي على كتيب أو شريط أو (CD) يوضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

الأدوية المضادة للرهاب الاجتماعي كثيرة منها عقار يعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat)، ومنها عقار يعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) ويعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin)، ومنها عقار ثالث يعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram) ويسمى تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex)، ومنها عقار رابع يعرف علمياً باسم (سيرترالين Sertraline) ويسمى تجارياً باسم (لسترال Lustral).

والدواء الذي أفضله كثيراً هو زيروكسات Seroxat؛ لأنه أثبت فعاليته وجدواه، كما أنه سليم جدّاً.

أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرامات) ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة (عشرين مليجراماً) ليلاً لمدة شهر، ثم ارفعيها إلى حبة ونصف – أي ثلاثين مليجراماً – يومياً، وأعتقد أن هذه جرعة كافية جدّاً لك، تناولي نصف حبة في الصباح وحبة واحدة ليلاً، لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى نصف حبة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم إلى نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا من الأدوية الفعالة والممتازة جدّاً وقليلة الآثار الجانبية، وكما ذكرت لك حاولي أن تدعمي العلاج الدوائي بالعلاج السلوكي؛ لأن هذا يعطي أفضل النتائج.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً