الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الارتجاع المعدي المريئي الناتج عن زيادة حموضة المعدة وعلاجه

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من أحماض صاعدة من المعدة مع ألم واضطرابات في المعدة تصحبها حرارة وحرقة في المعدة، وأحماض تنتهي عند الفم، ويتحول لون الريق إلى الاصفرار الخفيف، وتصيبني هذه الحالة إذا كنت مستلقياً على الظهر، وتؤدي إلى تسارع وخفقان القلب، فما سبب ذلك؟ ومن أين أبدأ العلاج؟

أفيدونا، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن ما تعاني منه يسمى الارتجاع المعدي المريئي (Gastroesophageal reflux disease (gerd)، حيث يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكلٍ سليم فإنه لا يعود هناك ما يمنع عصارة المعدة من الرجوع منها صاعدة إلى المريء، مسببة ارتجاع العصارة المعدية الحامضة إلى المريء، والذي بطبيعته لا يتحمل حموضة المعدة العالية الحموضة.

لذا يحصل تخريش للمريء، وقد يسبب بالإضافة إلى الأعراض التهاباً في المريء وتضيقاً أحياناً، ومن أهم أعراض الارتجاع الإحساس بالحرقان في منطقة الصدر وقد يصحبه عدم ارتياح أو ألم في المعدة، خصوصاً بعد تناول بعض الأطعمة، ومن الأعراض الأخرى الإحساس بطعم حارق في الحلق أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه وهو يحس بشرقة أو بضيق حاد في التنفس.

ومن أعراضه الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، وقد لا تتواجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة ومتنوعة وتختلف من مريض إلى آخر.

ومن ناحية أخرى فإن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثراً وأشد ضرراً، وهناك عوامل تسبب هذا الارتخاء أو التوسع أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، منها ما يلي: (امتلاء المعدة بالطعام، والسمنة، وتناول بعض المأكولات والمشروبات مثل الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشكولاته، والفلفل والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشب)، كما أنه أحياناً يكون الارتجاع مترافقاً بفتق فم المعدة مما يضعف كثيراً عمل الصمام الهام، وبالتالي تزيد الأعراض.

وزيادة حموضة المعدة، لها أسباب متعددة منها: (تناول الأدوية المسكنة، التدخين، تناول الكحول، تناول الأطعمة الحارة، والفلفل، والبهارات، قرحة المعدة، القلق والتوتر).

ولتشخيص المرض لابد من عمل منظار للجزء العلوي من الجهاز الهضمي، وقد يحتاج الأمر إلى قياس ضغط المريء، وتركيب جهاز خاص لمدة أربع وعشرين ساعة لقياس درجة الحموضة في البلعوم والمريء، ومما يزيد الأمور صعوبة أنه قد تفشل كل هذه الفحوصات في تأكيد وجود ارتجاع بالرغم من أن أعراض المريض تؤكد ذلك.

أما العلاج فإنه يكون بالأدوية المخفضة لحموضة المعدة، مثل: (Losec، Pariet ، Nexium ، Lansoprazol)، وهي تؤخذ مرة واحدة في البداية قبل الأكل بربع ساعة وأحياناً نحتاج لأخذها مرتين.

وعدم فاعلية العلاج لا ينفي وجود الارتجاع لأن بعض الحالات تكون شديدة ومعندة على العلاج، ومن ناحية أخرى على المريض الالتزام بتجنب المأكولات والمشروبات التي ذكرتها والتي يلاحظها المريض أنها تزيد الأعراض بزيادة الارتجاع، وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لابد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات، كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق بوضع مخدتين إلى ثلاث تحت الرأس بارتفاع مسافة 15 سنتيمتراً حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.

والعلاج الدوائي قد يستمر لعدة أشهر وأحياناً سنوات، ونتائجه بشكل عام جيدة، وفي بعض الحالات المعندة يُلجأ للعمل الجراحي.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر ابو يس

    يا رب اشفى كل مريض

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً