الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إمكانية أن يكون المرء داعية مع اهتمامه بتخصص الهندسة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

كيف يمكنني أن أصبح داعية أو مفتياً في الدين فاهما؟ وما هي العلوم التي عليّ دراستها؟ وهل أستطيع أن أدرس هندسة في الجامعة وأكون داعية؟ وما هي الخطوات كي أصبح داعياً أو خطيب مسجد.

علماً بأني في الصف الثاني ثانوي وأريد أن أحقق ما أريد بعد الجامعة إن شاء الله، فكيف يمكن أن أصبح من السابقين لما لهم من نعيم في الجنة؟ وبماذا نتصف؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أسعدنا هذا الطموح العالي، وأفرحتنا رغبتك، والرغبة في الخير خير، بل هي أول وأهم خطوات النجاح بعد توفيق ربنا الفتاح، فهنيئاً لك بهذه الروح، وأبشر بالخير فإنه من سار على الدرب وصل بحول الله عز وجل.

وأرجو أن تعلم أنه يوجد في الدعاة عدد من المهندسين، بل إنني ألاحظ أن تفكيرهم يكون مرتبا أكثر من غيرهم، وقديماً قال الشافعي رحمه الله: (ومن تعلم الحساب نبل).

أما بالنسبة للعلوم المطلوبة فالقرآن أولها، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم ثانيها، والعقيدة والفقه أساسها، ثم تأتي بقية العلوم الشرعية والعربية.

وأهم شيء هو أن يكون طلبك للعلم على يدي شيخ متقن متمسك بهذا الدين العظيم، وقد أحسن مالك في قوله: (إن هذا العلم دين فانظروا عن من تأخذون دينكم) وكان مالك رحمه الله يأخذ عن الأتقى والأحسن لله.

أما رغبتك في أن تكون مع السابقين فنبشرك بأن المرء مع من أحب، وبرهان الحب الاتباع والتأسي والفلاح في السير على هدى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد امتحن الله من يدعي محبته فقال: ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ))[آل عمران:31]، ومن هنا يتضح لنا أن حب النبي صلى الله عليه وسلم، واتباع هذا النبي هو البرهان على حب الله، وهو السبيل إلى الهداية كما قال رب العزة والجلال: ((وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا))[النور:54].

ونحن نتمنى أن تتفوق في دراستك، ونتمنى أن نراك مهندساً كبيراً وعالماً جليلاً، وليس في الأمر صعوبة إذا توفرت عندك العزيمة، بعد الصدق والإخلاص والتوكل على الله والاستعانة به.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، نسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن ينفع بك البلاد والعباد.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً