الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الفشل وكيفية إدارة الوقت لتدارك ما فات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب في الجامعة، كنت في بداية دخولي للجامعة أطمح للوصول إلى المعدل العالي، وأن أتخرج وأشرف أهلي وأقاربي، لكن للأسف أصبح رسوبي في الجامعة كثيراً وصرت أفشل فشلاً كبيراً جداً في الدراسة الجامعية.

وأنا خائف جداً من أن لا أجد وظيفة.

بالنسبة للفشل كان مني، أي والله كان مني لكن يعلم الله أني نادم أشد الندم، مع العلم أنه بقي لي على التخرج سنة ونصف، لكن الذي يجعلني أخاف هو شيء واحد، المعدل النازل جداً والخوف من المستقبل المخيف.

خائف أني أتخرج ولا ألقى وظيفة وأجلس عاطلاً أكون عالة على أهلي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال العيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن كل الذي ينبغي عليك هو أن تستفيد من أخطاء الماضي، فإن هذا الوقت الذي ضيعته يجب ألا يكون حسرة عليك، إنما يجب أن يكون تجربة تستفيد منها، وتبدأ من الآن وتشمر عن ساعديك وترفع من همتك وتحس بأهمية التعليم.

الرسوب أمر مخزي للإنسان لا شك في ذلك، ولكن أيضاً يستطيع الإنسان أن يصحح مساره وذلك بالجد والاجتهاد والمواظبة على الدروس وحضور المحاضرات والالتزام بها وتوزيع الوقت بصورة صحيحة، خصص وقتاً لراحتك ووقتاً للدراسة ووقتاً للترفيه عن النفس في حدود ما هو مشروع، وهكذا.

يجب أن تضع جدولاً لدراستك وتلتزم به التزاماً قاطعاً، وعليك أن تتذكر مسئوليتك حيال نفسك، تذكر أنه لا أحد يستطيع أن يغيرك، لا أحد يستطيع أن يدرس لك، وتذكر تماماً أن الإنسان قد يفقد كل شيء، وكل شيء قد يفنى ويذهب من الإنسان ما عدا علمه ودينه، لا يستطيع أن يأخذ أيّاً منهما، فعليك إذن أن تستشعر أهمية العلم، وأنت لديك هذا الشعور، فقط عليك بالتنفيذ والتطبيق، والتنفيذ والتطبيق يتمثل – كما ذكرت لك – في وضع جدول دقيق للدراسة.

ثانياً: استعن بأصدقائك خاصة المتميزين منهم، والجأ إلى الدراسة الجماعية فهي وسيلة طيبة جدّاً.

ثالثاً: أكثر من حل الامتحانات السابقة.
هذا هو الذي أقوله لك وليس هنالك أي وسيلة أخرى تجعل الإنسان ينجح أو يواظب.

إدارة الوقت هي من الفنون المطلوبة والضرورية جدّاً، وهي أحد مفاتيح النجاح، فعلى سبيل المثال: بعد أن تؤدي صلاة الفجر في جماعة أدرس ساعة إلى ساعتين في الصباح، هذا وقت استيعاب عظيم ومفيد جدّاً، بعد ذلك اذهب إلى الجامعة، وعند رجوعك من الجامعة تناول طعام الغذاء وخذ قسطاً من الراحة في حدود القيلولة، ثم بعد ذلك ابدأ في الدراسة مرة أخرى، وبعد ذلك لا مانع أن تمارس شيئاً من الرياضة، أو أن تتواصل مع زملائك، وهكذا، الأمر واضح وواضح جدّاً، ولا أحد يستطيع أن يحل لك هذا الإشكال، الحل عندك ويجب أن تتبع ما ذكرناه لك، وحقيقة نحن نشكرك جدّاً على ثقتك في هذا الموقع، وما دمت أنت قد وثقت فينا وتواصلت معنا فنرجو أن تنفذ ما ذكرناه لك، وعليك أن تسأل الله – ونحن معك – أن يعينك وأن يهب لك النجاح والتوفيق والسداد.

أنا أعرف أحد الأطباء الذين درسوا الطب في اثنا عشرة سنة، بالرغم أن الطب دراسته عادة هي خمس إلى ست سنوات، وبعد ذلك هذا الطبيب تخرج وأصبح من الأطباء الناجحين جدّاً، فلا يوجد أبداً مستحيل في هذه الأمور، فقط ارفع من همتك، وقوِ من عزيمتك، ونفذ وطبق واتخذ الآليات الصحيحة، وسل الله أن يوفقك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر أحمد

    ربنا يحفظك يادكتور محمد

  • الجزائر rania

    thank you so muuch thank you thank you

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً