الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما أفضل علاج لمشكلة الرهاب الاجتماعي؟

السؤال

السلام عليكم..

أستاذ محمد عبد العليم شكراً لمجهوداتك العظيمة في مساعدة مرضاك وتقديم استشاراتك الذهبية التي استفدنا منها.

أنا استمعت لإحدى نصائحك بعلاج الخجل الاجتماعي عن طريق السيروكسات، وأنا صراحة في العمل والمناسبات أشعر بالخجل الشديد، وزيادة ضربات القلب، وقد استخدمت السيروكسات حبة في اليوم لمدة شهر ولم يفدني إلا قليلا؟ فمتى يتضح المفعول؟ وهل أزيد الجرعة؟ وهل هو من أفضل أدوية الرهاب؟
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأشكرك كثيراً على ثقتك في شخصي الضعيف وعلى ثقتك فيما يقدمه موقعك إسلام ويب، وأسأل الله تعالى أن يجزي خيراً القائمين عليها والمنفقين عليها.

فعقار الزيروكسات Seroxat هو من أفضل الأدوية لعلاج القلق والرهاب الاجتماعي، وبجانب الزيروكسات توجد أدوية أخرى مثل عقار يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، وعقار آخر يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، وعقار ثالث يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine).

والآن هنالك دراسات تشير أيضاً أن العقار الذي يعرف علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجارياً باسم (بروزاك Prozac) مفيد لعلاج الخجل الاجتماعي، ولكن من الناحية التجربية والبحثية لازال الزيروكسات يعتبر هو الأفضل.

جرعة الزيروكسات اليومية هي من حبة إلى أربع حبات في اليوم، أي من عشرين إلى ثمانين مليجراماً في اليوم، والأبحاث تشير أن الجرعة المناسبة لعلاج الرهاب الاجتماعي هي أربعون إلى ستين مليجراماً في اليوم، أي حبتين إلى ثلاث.

وأنت تناولت الآن حبة واحدة لمدة شهر، وأرى أن الوقت الآن مناسب جدّاً أن ترفع الجرعة إلى حبتين في اليوم، ويمكن أن تتناول الجرعة كجرعة واحدة ليلاً، وتستمر عليها لمدة شهرين، ثم بعد ذلك تلاحظ مستوى التحسن الذي سوف تجنيه، إذا كان هذا التحسن حوالي خمسين بالمائة فسوف تكون هذه الجرعة كافية بالنسبة لك، وعليك أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر أخرى، أي أن تكمل المدة ثمانية أشهر.

أما إذا كانت نسبة التحسن لازالت ضئيلة بعد تناولك لجرعة الحبتين لمدة شهرين، فهنا ترفع الجرعة إلى ثلاث حبات وتتناولها بمعدل حبة واحدة في الصباح وحبتين ليلاً، وهذه الجرعة - إن شاء الله – سوف تكون نافعة لك، وتستمر على جرعة الثلاث حبات لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك تبدأ في تخفيض الجرعة بأن تقلل نصف حبة من الجرعة اليومية كل شهرين، أي بأن تتناول حبتين ونصف يومياً بعد انقضاء الثلاثة أشهر لمدة شهرين، ثم بعد ذلك تتناول حبتين يومياً لمدة شهرين – وهكذا - .

أما إذا كانت الجرعة التي أفادتك هي حبتين في اليوم، فبعد انقضاء فترة الثمانية أشهر تبدأ في تخفيض الجرعة أيضاً بمعدل نصف حبة كل شهرين أيضاً، ثم بعد ذلك تتوقف عن العلاج.

هنالك دراسات تشير أيضاً إلى أن إضافة جرعة صغيرة من مضادات القلق مثل الفلوناكسول Flunaxol – والذي يعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol) – للزيروكسات سوف تدعم من فعاليته وتؤدي إلى فائدة أكبر، فإذا أردت أن تضيف حبة واحدة من الفلوناكسول - وقوة الحبة هي نصف مليجرام – يومياً لمدة ثلاثة أشهر فلا بأس في ذلك.

ضربات القلب الزائدة مع الخوف الاجتماعي تدل على أنه نوع من القلق، وهي عملية فسيولوجية بحتة لا تمثل أي خطورة، وإذا كان هذا التزايد في الضربات مزعجا لك فلا مانع من أن تتناول عقاراً يعرف تجارياً باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol) بجرعة عشرة إلى عشرين مليجراماً يومياً لمدة أسبوعين أو ثلاثة، ثم بعد ذلك يمكنك أن تتوقف عن تناوله وتتناوله فقط عند اللزوم.

بجانب العلاج الدوائي لابد ومن الضروري جدّاً أن تهتم اهتماماً فائقاً بالعلاج السلوكي، والعلاج السلوكي يقوم على المبادئ العامة وهي: مواجهة مصدر الخوف، بمعنى أن تعرض نفسك له دون أن تتجنبه، وتصر على هذه المواجهة، ويجب أن تكون لك الثقة في نفسك، وتأكد تماماً أن مشاعرك من ناحية الخوف وضربات القلب وربما التعرق والرجفة والشعور بأنك تفقد السيطرة على الموقف أو أنك ربما تتلعثم أو ربما أنك سوف تسقط... هذه مشاعر مبالغ فيها ولن يحدث لك أي ضرر - إن شاء الله – كما أن الآخرين لا يقومون مطلقاً بمراقبتك أو رصد أفعالك.
هذا التغيير السلوكي المعرفي ضروري جدّاً لمقاومة الرهاب الاجتماعي.

الممارسات السلوكية الجماعية الأخرى مفيدة أيضاً مثل ممارسة الرياضة الجماعية، وحضور حلقات التلاوة والمشاركة فيها، والانخراط العملي الجماعي والشبابي والتطوعي... كلها ترفع من المهارات الاجتماعية وتقلل من الرهاب، فأرجو أن تجعل لنفسك حظاً في ذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك الصحة والعافية.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً