الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تمزق غضروف الركبة .. أسبابه وعلاجه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت قد أصبت بآلام في الظهر نتيجة قفز من مكان مرتفع، وبعد الفحوص ظهر أن عندي انقراضاً في الفقرة (1، 5) في الظهر، وبعدها بسنتين شعرت بآلام بالركبتين تؤدي إلى صعوبة في حركة الركبة وعند المشي، وقد تم تشخيص ذلك على أنه انقراض، ثم قيل إنه التهاب لا نوعي، فتمت معالجته بواسطة (رومالايا) وتحسنت بفضل الله، وبعد ستة أشهر وقعت أثناء المشي على ركبتي، فشعرت ببرودة في الركبة اليسرى رغم أنه لم يخرج منها دم، ومنذ ذلك الحين وآلام الركبة تزداد إلى أن أجريت تصويراً بالرنين المغناطيسي فكانت النتيجة التالية:

بدا الغضروف الهلالي الوحشي من نوع غضروف قرصي غير تام، مع بؤرة أفقية عالية الإشارة في قسمه المتوسط، تمتد إلى قرنه الأمامي والخلفي، يغلب أن تناسب تمزقاً في الغضروف المذكور، مع تشكل كيسة غضروفية وحشية أمامية موافقة، والبقية ضمن الحدود الطبيعية.

والآن أعاني أثناء الحركة وغير الحركة من آلام شديدة في الركبة تمتد إلى الأسفل والأعلى حتى الفخذ، وقد قال أكثر من طبيب أنه لا حل سوى العملية التنظيرية، إلا طبيباً واحد أعطاني دواء اسمه: (Glucosamine) بجرعة 3000 ملجم يومياً، وقال: إن علي الانتظار خمسة عشر يوماً، فإن لم أتحسن فلابد من العملية.

والمشكلة أني مصاب باضطراب عوامل التخثر "العامل الخامس لايدن"، ومصاب بجلطات في الرئتين ثمان مرات رغم التمييع الشديد، ومصاب بـ(Dvt) في الساقين ودوالي ظاهرة في اليسرى، وخربان صمامات الدم فيها، وكنت قد استشرتكم عن هذا الموضوع بالتفصيل برقم: (283615)، وكثير من الأطباء أخبروني بخطورة العمليات الجراحية.

فهل هناك علاقة لمشكلة الظهر مع هذه الحادثة لتسبب التمزق الغضروفي في الركبة؟ وهل يوجد بديل للعملية الجراحية عن طريق علاجات معينة أو عن طريق الليزر ولو في الدول الأخرى؟ وما هي المضاعفات التي يتوقع أن تحدث بسبب التمزق الغضروفي إذا لم أقم بإجراء العملية؟ وما هي الأوضاع الحركية التي ينصح بتجنبها لحالتي؟ وما هي الأوضاع التي ينصح بها لراحة الركبة عندي؟ وما مدى تأثير العملية على موضوع التخثر؟ وما مدى احتمال فشلها لا سيما وقد سمعت كثيراً أن هذه العمليات كثيراً ما تزيد الألم أو يكثر فيها الخطأ؟ وهل سأضطر للبقاء فترة راحة وقعود بعد العملية؟ وما هي المدة المتوقعة لذلك؟ وهل ينصح بلبس (مشد) للركبة؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن التمزق في الغضروف حسب التقرير الذي ذكرته بسيط، ويغلب أن يكون تناسب تمزق في الغضروف مع كيسة غضروفية، لذا لا أرى السرعة في إجراء العملية التي قد لا تحتاج لها، ويمكن معالجة الوضع بوضع كمادات باردة على الركبة ثلاث مرات في اليوم مع عمل تمارين للركبة لتقوية عضلات الركبة والمسكنات.

وأما دواء الجوغوسامين فلا يفيد في مثل هذه الحالة، والدراسات التي أجريت عليه تفيد أنه مساوٍ للمسكنات، وفي نسبة قليلة من المرضى الذين يعانون من خشونة في الركبة، إلا أنه لا يوجد دليل علمي على أنه يفيد في حالات تمزق الغضروف.

وأما بالنسبة للعمليات فإن لزمت العملية فإنها تكون بالجراحة أو بالمنظار - وهو المفضل الآن - وأما المضاغفات فإن كان هناك تمزق فعلي وتم تركه فإنه قد يسبب خشونة في الركبة واحتكاكاً، وبالنسبة لوضعية الركبة فيجب تجنب وضعية الانثناء أو وضعية القرفصاء.

وأما بالنسبة للتخثر فإنه يجب ضبط المميعات قبل وبعد العملية، وأي تدخل جراحي فإنه يزيد من نسبة إمكانية حصول خثرات، وإن طبيب الدم يجب أن يراقب الحالة بشكل جيد.

وأما بالنسبة للفشل فإن هناك نسبة من المرضى من لا يتحسنون من العملية، لذا فإنني أرى في مثل حالتكم وخلفيتكم المرضية وبسبب أن الطنين لم يُظهر تمزقاً كبيراً في الغضروف أن تلجأ للعلاج المحافظ بالتمارين للركبة والثلج والمسكنات ولبس الرباط.

وبعد العملية فإنه يمكن أن تأخذ ستة أسابيع للعودة للنشاط السابق للعملية، وقد تأخذ أربعة أشهر حتى تعود للوضع الطبيعي.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً