الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحرقة في منطقة الشرج والرجلين .. أسبابها وعلاجها

السؤال

السلام عليكم

كنت أعاني من شرخ شرجي منذ أربع سنوات، وقد تابعت اختصاصياً في الجهاز الهضمي أكثر من سنة، فوصف لي خلالها مراهم، وبعدها أخبرني أن الشرخ قد التأم، لكن استمرار ألم خفيف في المخرج دفعني لاستشارة أطباء آخرين، فقال أحدهما: إن الشرخ لم يلتئم تماماً، ووصف لي دواء لكن دون جدوى، بل ظهرت عندي سخونة في المخرج والبطن، فاستشرت جراحاً فأخبرني أن الحاصر الشرجي متقلص، وأعطاني دواء دون جدوى، فقررت استشارة جراح قولون ومخرج فأخبرني أن عندي بواسير من الدرجة الأولى، ووصف لي دواء لم يُنهِ المشكلة.

وقد شاء الله عز وجل أن ألتقي بطبيب صديق لي فأخبرني بأن تفسير السخونة هو استعمالي المفرط للدواء، وأما الألم فما دام خفيفاً فلابد أن أتعايش معه، فعملت بنصيحته، وبعد شهر اختفت السخونة لكن الألم الخفيف استمر، وقبل شهرين أحسست بألم في المخرج، فاستعملت الدواء من جديد فعاودتني تلك السخونة بعد أن أكلت طعاماً حاراً وساخناً في نفس الوقت، وظهر دم خفيف ومخاط في البراز، ثم توقفا بعد أسبوع من ظهورهما ولم يعاوداني، فاستشرت جراح القولون والمخرج فأخبرني أنه مجرد التهاب بسيط في المخرج، لكن هذه السخونة مستمرة دون انقطاع على مستوى المخرج والبطن والظهر، وقد وصل حرها إلى الرجلين، وصرت لا أستطيع الجلوس والمشي طويلاً من الألم.

علماً بأني ليس عندي حكة في المخرج ولا إفرازات، والسخونة تكون من الداخل، وأتبول كثيراً ويكون لون البول عادياً، وليس عندي سكر، وقد توقفت عن العمل منذ سنوات، ونفسيتي تدهورت، فما الحل؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن أسباب الحرقة في منطقة الشرج متعددة، منها: (الشرخ الشرجي، والبواسير، والتهاب منطقة الشرج، وكثرة التعرق، واستخدام المواد المخرشة كاستخدام الصابون، ووجود بعض الأمراض الجلدية، والاحتكاك مع الملابس أحياناً).

وكثيراً من الأحيان تكون نوعية الطعام سبباً في ذلك، فالأطعمة الحارة كالفلفل والبهارات تسبب هذه الحرقة في منطقة الشرج، وقد يكون الأمر نفسيا، خاصة إذا كانت هناك حرقة في أماكن متعددة من الجسم لا يمكن تفسيرها.

وأما الحرقة في الرجلين والشعور بحرارة في القدمين فله أسباب متعددة، وقد لا تشترك كثيراً مع الحرقة في الشرج، ومنها الأسباب الموضعية في القدمين والأسباب العامة، ومن هذه الأسباب نذكر:

1- الوقوف لفترات طويلة، خاصة عند الذين يعانون من زيادة في الوزن.

2- المرضى الذين يعانون من السكري يحصل عندهم التهاب في الأعصاب وآلام مع حرارة في القدمين، وقد تكون هذه الأعراض أحياناً أول أعراض ارتفاع سكري الدم، وتكون عادة في الليل عند النوم، ويضطر المريض تركها خارج اللحاف؛ لأن الحرارة تزيد الأعراض.

3- كثرة التعرق، وخاصة إذا كان التعرق يحصل في القدمين أيضاً، فإن المرضى يحسون بحرارة القدمين.

4- التهابات الأعصاب لأسباب أخرى غير السكري، مثل نقص الفيتامين (ب) أو تناول الكحول.

5- الحساسية للمواد المصنوعة، ومنها الجرابات (الشرابات).

6- بعض الأمراض، مثل زيادة الكريات الحمراء، أو احمرار الأطراف المؤلم، وهنا تكون الأطراف حمراء خاصةً في الفصل الحار، وتخف بعد وضع الثلج عليها.

7- حالات انضغاط العصب المغذي لأخمص القدم، ويترافق مع الإحساس بالحرارة والتنميل في أخمص القدم.

وأما العلاج فيعتمد على السبب، ومن الإرشادات التي تفيد: تجنب الوقوف الطويل، ولبس الجرابات المصنوعة من القطن، وعلاج السبب، ووضع الرجلين في ماءٍ بارد.

وكما ترى فإن التعرق هو من الأسباب المشتركة للحرقة في الشرج والقدمين، وإذا كان الأمر لهذه الدرجة من الشدة بأن يؤثر على نفسيتك ويمنعك من العمل ولم يظهر أي سبب عضوي؛ فإن الأمر يحتاج لاستشارة طبيب الأمراض النفسية لكي يساعدك على التأقلم مع هذه الوضع، خاصة في غياب أي مرض عضوي خلال هذه الفترة من الزمن، وكلما مر الوقت ولم يظهر أي مرض عضوي فإن هذا يُطمئن إلى حد كبير، إلا أن الموضوع يحتاج للاستشارة النفسية، فقد ننسى هذا الجانب كثيراً ونتجنبه إلا أننا لا نستطيع وحدنا التخلص من هذا الموضوع ونحتاج للعلاج النفسي.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً