الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الغثيان والارتجاع المعدي المريئي

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم على توفير هذه الاستشارات، وجعلها الله في ميزان حسناتكم يوم القيامة على تفصيلكم والاهتمام بكل كلمة في السؤال.
منذ عشر سنوات بدأت أشعر بالحموضة، وبعد 3 سنوات أصبت بالتيفود مرتين، وفي المرة الثانية بدأت أشعر بغثيان متواصل، تعالجت من المرض وبقي الغثيان المستمر حتى اليوم (7 سنوات)، وأشعر بآلام مختلفة في أماكن مختلفة في البطن عند الضغط وخصوصاً أسفل الحجاب الحاجز في الجهة الوسطى واليمنى، ومعاناة في الإخراج، وعدم راحة، وغازات مستمرة أتعبتني جداً وتجشؤات مستمرة.

والمشكلة الأخيرة هي الارتجاع المريئي خصوصاً عند النوم وصعوبة أحياناً في أخذ النفس الكافي، والشعور بقرب الموت، وأحياناً آلام وحرقان أعلى الظهر عند السجود والشعور بعدم الراحة بعد الأكل.

قال لي أحد الأطباء من خلال وصفي: إنها تقرحات في المريء، وداومت على دواء لا أذكر اسمه لمدة شهر ولم ينفع إلا قليلاً، وأخذت دواء للقولون لمدة أسبوعين وعند انقضاء المدة عادت الأعراض، وقمت بعمل فحص جرثومة المعدة فكانت النتيجة سلبية، لذلك لم أقم بعمل منظار، وأعطتني الدكتورة (جافسكون) لأني مرضع المشكلة الأساسية -عفا الله عنكم- تكمن في:

1- الغثيان المتواصل والذي يجعلني لا أستمتع بحياتي بكفاية.

2- عدم الرغبة في تناول الطعام وأشعر أن الطعام يسبب لي جرحاً في المريء منتصف الصدر، وعندما أتناول شيئاً أشعر كأن هناك شيئاً في معدتي سيدفع الطعام إلى الأعلى، وازدادت حالتي سوءاً بعد الولادة ( منذ 8 أشهر أول طفل) حيث بدأت في الاستفراغ لمدة شهرين من بعض الأطعمة.

3- أعاني من الضعف في العامين الأخيرين، حيث امتنعت عن كثير من الأطعمة كالبيض والبقوليات، ونقصت كمية الطعام إلى النصف ولا أشتهي الطعام أبداً، وتنفتح شهيتي وقت الظهيرة فقط، ومع أني مرضع إلا أني لا آكل إلا القليل حتى إني أستصعب أخذ الفيتامين.

وأعاني من نحافة شديدة، طولي 159 ووزني 48، وبالنسبة لصحتي إذا ما نقصت حرارة التكييف قليلاً أو دست قليلاً على البلاط فسرعان ما أشعر بألم في الحنجرة والأذن وصداع في الرأس وكحة أحياناً.

4- الانتفاخ خصوصاً عند شرب الماء، ولا أشعر بالراحة إلا بعد كمية من التجشؤات، وأستصعب شرب الماء، وأحياناً تؤلمني كليتاي قليلاً وعندما أشرب الماء يذهب الألم.

5- أشعر بالضعف والوهن والتعب وأستصعب حمل ابني وأشعر بألم في المعدة.

وسؤالي هو: هل ممكن أن تؤدي أمراضي هذه إلى السرطان؛ فإن لدي وساوس بهذا الشأن؟

أنا إنسانة قلقة وزاد من ضيقي وقلقي عيشتي مع حماة تنتقص من قدري وتبرز عيوبي مباشرة أمامي وأمام زوجي. وكذلك حتى أزيد وزني أنا بحاجة إلى أن أتناول كمية أكثر من الطعام، وهذا وضع علاجي للمعدة، حيث لابد من تناول الدهون التي تسبب لي الغثيان إلا أحياناً، وكذلك لابد من شوربة العدس والفاصولياء، وإذا ما تناولت كمية كبيرة أتعب وأثقل وأنسى الطعام فترة طويلة، وأشعر أن الفواكه تسبب لي جرحاً ولا أحب السلطات، وكثير من المشروبات ممتنعة عنها مثل البرتقال والليمون وعصائرالكوكتيل.

وسؤالي الأخير: هل من علاج حقاً لحالتي؟ فأنا قرأت كثيراً عن حالات الناس لم أسمع أن أحدهم تعالج من المعدة أو القولون، ويكتفي أغلب الأطباء بذكر الاحتياطات مثل تناول وجبات صغيرة للحفاظ على المريء، ولكن هل هناك علاج ما للمريء؟ وهل هناك علاج ما أو رياضة ما لتقوية فم المعدة؟ وكيف أتمكن من الامتناع عن مهيجات الحموضة والقولون؟ وأنا أريد الدخول في مشروع تسمين.
وكذلك لم أسمع من أحدهم أنه يشعر بالغثيان طول الوقت، أثابكم الله على هذا العمل الصالح وأعتذر عن الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم عبود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك أعراض الارتجاع المعدي المريئي، إلا أن هذا لا يمنع أن يكون هناك في نفس الوقت قرحة في المعدة أو الإثني عشري، أو وجود حصيات واضطرابات في المرارة أو قولون عصبي، وقد تجتمع هذه الأعراض كلها وتعالج واحدة منها إلا أن أعراض المرض الآخر تظهر.

فالغثيان الذي تشكو منه قد يكون سببه المرارة أو التهاباً في المعدة أو قرحة في المعدة أو الإثني عشري، وبما أن الغثيان عندك يأتي بعد تناول الأطعمة الدهنية فهذا قد يشير إلى أن المرارة قد تكون السبب في ذلك.

والألم الذي تشعرين به في أسفل الصدر وأحياناً الظهر سببه الارتجاع، والذي قد يسبب تقرحات والتهاباً في أسفل المريء.

على كل حال أرى أنك تحتاجين لشيئين:

1- إجراء منظار للمعدة لمعرفة مدى تأثر المريء بالارتجاع.
2- صورة للمرارة بجهاز الأمواج فوق الصوتية.

أما علاج ارتجاع المريء فإنه يمكن علاجه ويمكنك تناول حبوب (Omeprazol 20 MG ) حبة واحدة في اليوم في البداية قبل الطعام، وهي لا تؤثر على الرضيع، وهناك دراسات في هذا الموضوع تؤكد أن طرحه في الحليب بكمية قليلة لا تؤثر على الرضيع ولا على الجنين عند الحامل.

ويجب الاستمرار عليه طالما أن هناك أعراضاً، وتجنبي الأطعمة التي تزيد الأعراض.

وأنا أعتقد أنه متى هدأ الغثيان والألم فإن الأمور إن شاء الله ستتحسن وتتحسن الشهية.

وأما موضوع السرطان فإن القولون العصبي لا يسبب سرطاناً.

أما الارتجاع فإنه على المدى البعيد إن لم يتم علاجه فإن هناك علاقة قوية بينه وبين سرطان المريء، وهذا لا يعني أن كل حالة من حالات الارتجاع ستسبب سرطاناً، وعلاقته تزداد كلما ازدادت الأعراض شدة وازدادت في المدة وفي تكرر الأعراض.

لذا أرى أن تناولك للدواء الذي ذكرته مهم جداً لعلاج المرض، والتخلص من الأعراض ومنع ما قد يحدث للمريء من التهابات وتضيقات ومضاعفات أخرى.
ومتى تحسنت الأعراض إن شاء الله فإن تناول الطعام سيزداد ويزداد الوزن إن شاء الله.

شفاك الله وعافاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فلسطين المحتلة Ansar

    انا كمان بعاني من نفس المشكله من بعد ما خلفت زادت كتير وعملت ناضور قالولي فتاق بتم المعده اعملي ناضور والله يهونها علي وعليكي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً